آخر الأخبار
The news is by your side.

كيف قرأ الفاتح جبرا مستقبل الشريف احمد عمر بدر؟؟

كيف قرأ الفاتح جبرا مستقبل الشريف احمد عمر بدر؟؟

بقلم: بشرى احمد علي

قرأت النعي الذي نشره حزب المؤتمر الوطني للمرحوم الشريف احمد عمر بدر، في حقيقة الأمر انه بيان سياسي يفتقر للدقة والمصداقية وحوّل فاجعة الموت لمادة مملوءة بالتجاذبات السياسية.

حيث انكر البيان حقيقة الموت كقضاء وقدر وركز على نقطة واحدة وهي ان الشريف بدر مات بسبب إهمال طبي لانه لم يجد جهاز تنفس صناعي غير مشغول في كل المستشفيات الذي طافها ، ثم وجه اتهام للحكومة بأنها اغتالت الشريف بدر لأنها حبسته بتهم الفساد وحرمته من العلاج المناسب.

وبنفس هذا المستوى يجب أن نلوم كل حكومات العالم بسبب هذا النقص في الأجهزة والذي تسبب في موت آلاف المرضى بداية من الصين ومروراً باسبانيا وإيطاليا والمانيا ونهاية بالولايات المتحدة، حيث عجزت حكومات تلك الدول على الرغم من وفرة العقول والامكانيات من توفير جهاز تنفس صناعي لكل من مواطن.

يسقط الحكم في تلك الدول ولكنه يبقى صالحاً في السودان فإنطبقت علينا مقولة اليمامة بنت كليب (اريد ابي حياً).


مات العديد من المواطنين السودانيين بهذه الجائحة لكن الذي اغضب المؤتمر الوطني هو كيف يموت الشريف عمر بدر وهو لا يجد جهاز التنفس الصناعي؟

فالفرد من حزب المؤتمر الوطني له قيمة خاصة وله الاولوية القصوى ، وبما اننا نتحدث عن قيمة الإنسان وهذا امر نهانا الله من تحديده.

وربما نسأل أنفسنا لماذا لم نحاسب هذا الحزب على مقتل مئات الشهداء والذين لقوا حتفهم على يد مليشياتهم؟؟ فلماذا يكون ميتهم أغلى واثمن من نفس كل مواطن يعيش في السودان؟؟


مات مايكل جاكسون وهو يمتلك مستشفى كامل في المنزل ويرعاه طبيب خريج جامعة هارفارد، الطبيب دخل السجن لانه تأخر في نقل ملك البوب للمستشفى الحكومي.


الشريف عمر بدر تجاوز السبعين من العمر ونال حظه من الحياة، وقد بقى في المنصب حتى الرمق الاخير وقد رحل عن الدنيا وهو تطارده قضايا الفساد وتبديد موارد الدولة، وحياته ليست أغلى من حياة الشهيد الدكتور بابكر عبد الحميد او الشهيد عيسى كوكو.


الشريف احمد عمر بدر برر بيعه لخط هيثروا بحجة ان الكويتيين يحبون الشعب السوداني وبانهم صنعوا سلام الشرق لذلك تمت مكافأتكهم بأموال الشعب السوداني.


الفاتح جبرا تحدث في مداخلة مع المرحوم في قناة الشروق ان هذا المال كان أولى به شراء الحقن للمرضى الفقراء الذين لا يجدون ثمن العلاج بدلاً من التصدق به لدولة نفطية ثرية.

ولو كان المبلغ المنهوب خُصص لشراء اجهزة التنفس الصناعي وتوزيعها على مستشفيات الطوارئ في الخرطوم فربما كانت سوف تتحسن حظوظ بقائه على الحياة حتى الآن.

رجال المؤتمر الوطني اعتادوا على ركوب طائرات الإخلاء الطبي والسفر للخارج بغرض العلاج ولم يضعوا في الحسبان بأنه في يوم سوف تتم معاقبتهم بالعلاج في المستشفيات السودانية مثل غيرهم من الناس دون تفاضل او تكامل وهذا ما لم يحتملوه.

فقد شربوا من نفس الكأس التي سقوا بها الجميع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.