آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين .. مفهوم الصبر

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين .. مفهوم الصبر

“صعب على الشعراء مدح الصبر في بلدي…فأهلي صابرون على الزمان كأمه…لكنّي وأنا أقل الناس صبراً ، سوف أمدح الانتظار على مرارة طعمه…فمرارة الصبر التي هي مضرب الامثال، مرجعها أن انتظار المرء يجعل عمره صوماً…فيطلب أن يعوضه الزمان بجنةٍ عن صومه…والدهر ليس جنائنياً…لا ولا غرس النوى من علمه”

هكذا يقول الشاعر متحدثاً عن الصبر، الحقيقة أن الحديث عن الصبر بهذا الشكل هو تصوير للصبر بمفهومه المتداول السلبي، الصبر العاجز أو المُبرر الذي يريح ضمائر عديميّ الفعل، لكن مفهوم الصبر…يمكننا إدراكه بشكل جيد عندما نتأمل نبات الصبار، الصبار كما يصفها الدكتور أحمد خيري العمري:

“نبتة الحياة القاسية…نبتة الصراع من أجل البقاء… نبتة انتزاع الحياة من بين أنياب الموت… نبتة العمل من أجل واقع أفضل.. إنها نبتة (جادةٌ) جداً، وأولوياتها لا تتعلق بالجمال التقليدي وبزهوة الألوان، ليس هناك أصلاً مجال لهذا…الصبار يصارع الحياة، وضرورة البقاء على قيدها، عبر كفاح يقترب من حدود الأسطورة… ولو أن مفهومنا التقليدي للصبر، تجسد في نبتة…تنتظر أن تأتيها مقومات الحياة، سيحاً أو ديماً.. لما استطاعت تلك النبتة أن تكمل دورة حياةٍ واحدةٍ في صحراء قاسية…بينما الصبار يفعل!”

الصبار يعيد تعريف مفهوم الصبر؛ ضمن معادلة صفرية…فهو لا يمتلك أدنى المقومات ليصبر؛ بل أن يمتلك الصفر من المقومات الدافعة للصبر ولكنه يقاوم ويصبر…كصبر أولي العزم من الرسل، الصبر الدافع لا الصبر العاجز.

الصبار يقول أن الصبر ليس الانتظار ولا تحمل الامر الواقع؛ بل الصبر هو العمل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.