آخر الأخبار
The news is by your side.

هوي يا بنات ابقو الثبات … الثورة دي ثورة بنات

هوي يا بنات ابقو الثبات … الثورة دي ثورة بنات

بقلم: وائل محجوب

• ما أن علا صوت النساء وتمدد حضورهن الهائل، وتجمعاتهن على الأرض وصدحت الهتافات الواضحة مطالبة بحقوق الإنصاف والمواطنة العادلة، حتى خرجت الأفاعي السامة من جحورها، وهي أصوات خليط ما بين منكرين للحقوق وأهمية المطالبة بها، ومسيئين لمن يشاركن فيها من النساء، ولأصوات معادية ومهددة لهن.. مثلما حدث من هجمة مرتدة اتخذت حسب ما ترامى للمسامع وشهود العيان، عدوان جنائي ضد الموكب النسائي الأخير.

• والغالب حسب تتبعي لما ينشر من تعليقات حول هذا الموكب، وقبل ذلك حملة حق سماح، والكثير من أعمال النضال النسوي المشابهة، ان من يقومون بها ينتمون لذات طائفة الجداد الالكتروني، بحسابات زائفة لا تعرف عن من يقول بها، بقدر ما تضفي الغموض المطلوب للجبناء الذين نعرف منبتهم ممن يتخفون خلفها.

• حينما صدحت الحناجر يوم الكر والفر وحر الصدام في الميدان علا هتاف عزيز وكبير؛

هوي يا بنات ابقو الثبات
الثورة دي ثورة بنات

• كان ذلك الهتاف هو وجها من وجوه الثورة الحقيقية والحاسمة، وترسيما لدور شابات البلاد ونسائها في ترسيم دورهن، وسطوعهن على كل ظروف القهر والإستبداد، وإستردادا لدور تاريخي قيادي، حرمتهن منه مختلف أنواع السلطات سياسية كانت أم اقتصادية أو اجتماعية، وقد مثل ذلك الهتاف، ومن قبله زغرودة الفتيات عند تدشين المواكب، بعث لقيمة الثورة، إحياء لقيم الثبات والجسارة والمضي للأمام، دون خوف أو وجل، وإستردادها لمسارها الصحيح في دفاعها عن قيم المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وضد تاريخ طويل من القهر الذي كرست له سلطة الجهل والتخلف التي كانت أعلى تجلياتها سلطة الأنقاذ بكل قيحها وصديدها، التي صاغت قهرها الممنهج للنساء في القوانين وأهدرت كرامتهن بالجلد والملاحقة والتضييق.

وبالقتل والحرق والإغتصاب في مناطق الحروب، وما يمثل فض إعتصام القيادة الإ رمزا لما يمكن أن تعاني منه النساء بالبطش الذي تم يومها، وما كانت ديسمبر الإ ردا على هذا التاريخ الطويل في وجه منها، وما أرى في إحتجاجات النساء وتنظيمهن الحملات والمواكب الإ إشراق يعيد للثورة الحياة، بعدما علت أصوات جحافل الثورة المضادة، وتمددت مساحاتها بسبب المرتعشين من المسئولين الذين لا صلة لهم بالشعارات والأهداف الثورية.

• هذه المعركة التي قادتها المجموعات النسوية المختلفة هي معركة تخص الجميع، وليكن معلوما انها معركة أن تتم موضعتها في مكانها الصحيح كواحدة من قضايا الإنتقال من الحكم الشمولي المتخلف فإننا لن نصل أبدا للحكم الديمقراطي، فهذه من لوازمه.

• لقد دعوت من قبل لتحالف واسع الطيف يصيغ استراتيجية تكون قضايا النساء ضمن غيرها من القضايا هي من صميم عمله، ولتطوير هذه الفكرة فأنني أدعو لتحالف حقيقي لأصحاب المصلحة في التغيير، يضم جميع من تضرروا من سياسات الانقاذ وعهدها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعلى رأس هولاء الضحايا النساء، بجانب متضرري الحروب والنزوح وسياسات نزع الأراضي، ومتضرري الصالح العام في الخدمتين المدنية والعسكرية، والجماعات التي تدافع عن مرافق ومصالح البلاد، مع فصائل المهنيين.

• لابد أن نصنع طريقا ثابتا وثالثا يخرجنا من هذه الثنائية المضللة، بين الحكومة الانتقالية وأعدائها، ثمة طريق ثالث ينبغي أن يشاد لترسيخ الطريق نحو فرض الحقوق وإنتزاعها وترسيخ قيم المدنية بكافة أعمال العمل السلمي يلملم شعث قوى الثورة المبدد وطاقاتها المهدرة.

• يجب أن نبني تحالفا جديدا، يصيغ هذه المطالب المجزأة في قالب موحد، ويبني جبهة كبيرة للمطالبة بها، يعمل على حماية المكاسب التي حققتها ثورة ديسمبر، ويبني عليها، وأن نخوض تلك المعارك المتناثرة وفق شروط جديدة تجمع أكبر من القوى حولها، كحائط صد جبار يمتد في كل أنحاء السودان، ولا يعود الإ بالانتصار من معاركه، وذلك هو السبيل الأفضل، لنا أن أردنا صناعة التغيير وتثبيت دعائم المدنية والتحول الديمقراطي وفرض ارادتنا.

• وعودا على بدء.. يحق للنساء أن يقدن نضالهن في أي زمان ومكان، وأن تعلو اصواتهن في كل زمان ومكان، وعلى المتنطعين من المنكرين والمسيئين أن يتحملوا عواقب افكارهم الضحلة المتخلفة التي يروجونها، سوا كان ذلك بالهجوم عليهم وفضح افكارهم وعدم اتساقهم، أو بملاحقة من يروجون للتعدي جنائيا، وليعلموا وخصوصا أرياب العهد البائد الذين يتدثرون بالحسابات الزائفة على مواقع التواصل الإجتماعي.

أن هذه معركة تضم طيفا واسعا من نساء ورجال السودان، ممن دحروا نظامهم، ولن يتوقفوا عن القتال، حتى تلقى في المزابل قوانينهم التي تكرس لقهر النساء وإذلال المجتمع، وخرق حقوق الإنسان للجميع نساء ورجال، ذلك عهد قد إنقضى بحول وقدرة تماسك الجميع في مواجهة نظامهم الفاسد، ولن تقوم له قائمة مرة أخرى، وعليهم ستدور الدوائر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.