آخر الأخبار
The news is by your side.

هوي يا بنات .. ابقوا  الثبات .. الثورة دي ثورة بنات

هوي يا بنات .. ابقوا  الثبات .. الثورة دي ثورة بنات

بقلم: وائل محجوب

• في تمام الواحدة يتحرك السودان كله أوان الثورة بزغرودة تطلقها فتاة وتلك الرمزية تجسد شاعرية الثورة السودانية وتفردها وإحتشادها وغرفها لتراث بلادنا وثقافاته، وهي لم تكن زغرودة وحسب انما كانت نضالا وقيادة للمواكب وصناعة للتاريخ، بهرت العالم، وكانت لحظة صعود جبار على تاريخ طويل من المظالم والقهر الممنهج.

• نحن نشأنا على وقع هدهدة الحبوبات وبفضل قوة شكيمتهن حفظت البيوت تماسكها، نحن ابناء النساء العظيمات اللائي يحفظن التواريخ والسير، ويروين أجمل الحكايا وهن يتمسحن بالكركار ويمسحن رؤوسهن منه، ويضئن كما الأزهار أوان تفتحها، بفهمهن وعلومهن وثقافتهن المتوارثة كفاحا.. وهي كذلك.

• تتميز المرأة السودانية عموما بقوتها التي أختبرتها يوم أن اطلقت العنان لقدراتها وتقدمت بل قادت بوعي وإدراك الثورة كتفا بكتف، كصاحبة دور ريادي، لم تكن تابعا انما صاحبة حق أصيل هي تستحقه وتنافح عنه، فهي صانعة الأمل، وهي حادية البلاد لفجرها الوضاح، وتقدمت صفه يوم أن نادى المنادي، ودفعت كلف ذلك الباهظة وقتما كانت التضحيات هي الثمن العزيز الذي يفتدي الوطن.. فأنعم بها من رفيقة.. تلك التي مضت مواكبها وزحمت الأفاق.. الملهمة التي زغردت في تمام الواحدة فجمعت المواكب والزمتها بخط سيرها بالثبات والجسارة.. وهي كذلك.

• قديما كتب الشاعر العظيم ابو امنة حامد في مدح النساء السودانيات والتغزل فيهن أغنية صدح بها كوكبنا الذي غمر الدنا بنشيده محمد وردي؛

بنحب من بلدنا

ما برة البلد

سودانية تهوى

عاشق ود بلد

وتلك الاهزوجة تلخص قصة محبة للنساء السودانيات الأماجد اللائي يقفن طويلا في جفن الردى وهو نائم، ومع ذلك يتمتعن بكامل الرقة والعذوبة والظرف، ويسدن الفرقة متى ما كان ذلك مطلوبا بل ويتقدمن على التوقع.. وهي كذلك.

• هذا يوم بهي وجميل لتذكر الرائدات اللائي صنعن التاريخ ومضين بحركته عكس عقارب الساعة نهوضا وتبشيرا بحقوق النساء ودفاعا عنها، حتى وضعن في بلادنا مدماكا فاق دول الجوار بأول نائبة جهيرة الحس في البرلمان، ومضت مواكب نورها المتقدمة على جهالة المجتمع حتى شهدنا صائدة البمبان ومواكب ثوبها الأبيض في وقت إحتدام الوغى والرصاص والصمود العذب في المعتقلات.

• لقد سطرت النساء في هذي البلاد ملاحمهن الفريدة، وروين بالدماء وغالي الفقد والدمع أرضها، وكن ضحايا تجمعت مظالمهن كسحب روت أرض البلاد وقادتها للانعتاق من حكم عضوض، فتأمل فقط تلك التكاليف الباهظة التي قدمتها النساء في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق لتدرك معنى ما قدمن من تضحيات تجاوزت حدود المعقول، ولتفهم كذلك معنى اعمق عن قيمة نضالهن ومعنى فض الإعتصامات في كل أنحاء السودان وما تعرضن له من عدوان.

• جفلت القوى المختلفة عن وعودها واخلفت وعدها فيما يتعلق بنسبة ٤٠% للنساء، وفي الحق احجمت النساء عن المطالبة بالحق والتمسك به والتوحد حوله، ولكني على قناعة بأن يوما قادما ستتساوى فيه الكتوف، وتقف المرأة كند وترتقي لكافة المواقع، ويومها سيبحث صنوها عن تلك النسبة التي راوغ فيها وإحتال بلا طائل فمجدا لنساء الأرض قاطبة.

• نحن ابناء النساء العظيمات.. أركان البيوت وعمارة الأرض وصناع بهجتها وحفظة بنيانها وشريكات ساسها وأساسها.. ومن رمين ساسها في باطن الجذور.. وعمقن غرسهن بالنشيد والحكايا والانغام والصرامة.. فلهن ولها في يوم عيدها أغنيات تماثل خطوهن المنساب ما بين العمل والبيت وصفوف البنزين.. وهذا القتال الضاري من أجل الحياة.. وما كانت لتكون الحياة ذات قيمة لولاهن فمجدا لهن وإعتذار عن كل ضيم حاق بهن من هذا المجتمع الذي يسعين لاصلاحه مثلما نسعى.

• المجد والفخار لنساء السودان ونساء العالم.. فلولاهن ما كانت للحياة قيمة.. ولا كان العالم مكانا قابلا للإحتمال وللحياة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.