آخر الأخبار
The news is by your side.

هل أحسنتم إلى شهداء بيت الضيافة يا أيها المتباكين عليهم في التاريخ؟

هل أحسنتم إلى شهداء بيت الضيافة يا أيها المتباكين عليهم في التاريخ؟

بقلم: عبد الله علي إبراهيم

ما يزال العويل على شهداء بيت الضيافة لم ينقطع. ما مرت ذكرى يوم 22 يوليو 1971، الذي شهد مصرعهم، حتى بكى الرهط، أو تباكى، عليهم متى ما التمسنا نحن رفاق شهداء مجازر الشجرة، أو محاكمها، نطلب القسط لهم من براثن أحكام ثأرية سكرانة حيرانة وقعت عليهم.

ولم يطرأ لي أن أسأل من شق الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية في أثرهم إن كان أحسن إليهم في مثواهم الأخير حتى جاءني صديق الصفحة خالد بابكر، بخبر عيبه ورهطه فيهم. فمقابرهم نهب يد الخراب والصدأ والبلى بينما يشق الرهط لهاتهم بكاء عليهم في الأسافير كيداً لنا.

كان سألني خالد عن أين دُفن ضحايا بيت الضيافة 1971. فأجبت بعد التأكد أنهم أودعوا مقابر حمد النيل بأم درمان. فكتب يقول لي هي معروفة للناس من حولها بأنهم من قتلى في عهد نميري على العموم. ولا مزيد. وكتب لي عن بؤس حال القبور بعد مرور نصف قرن عليها. فصارت تقريباً أثر بعد عين. وصار الدفن في ما بينها بل وفوقها ممارسة فاشية. بل صار رخامها نهباً لأيد عرفت قيمة المادة في ثنايا العمران الذي استجد. وكتب عادل بابكر:

كان من الواجب أن يكتب اسماء الشهداء في النصب التذكاري وعلى القبور. وان تسور المقبرة بحدودها الأولى. وان تغلق ويمنع الدفن بداخلها قانونيا. وان تصان بين وقت واخر. اهل هؤلاء الضحايا أهملوها لأنهم موتى هم أيضا. واجيال جاءت بعدهم ربما تفرقت في العالم خاصة وان القبور مجهولة كجندي مجهول. الجميع لا يعلم شيئا ويقولون هؤلاء رجال قتلوا في زمن نميري. القبور كلها متشابهة مثل بيوت البوليس. ولكن ملامحها تزول شيئا فشيئا بعد قلع الرخام منها والدفن المكثف بقربها. من اقاموا هذه القبور أقاموها بهندسة متعمدة وبمسافات متساوية، ولكنها الان تفقد هذا التنظيم. كل متاحف السودان نهبت. وثروته كذلك. وتاريخه يضيع. هذه أمة ضائعة لأنها لا تحترم التاريخ ولا تحافظ عليه.

لا أسمع من الرهط التباكي أو النخجي الكاذب على ضحايا بيت الضيافة حتى أراهم أحسنوا إلى مثواهم الأخير فيصير “ظاهر يزار” كما يرد في كتاب الطبقات.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.