آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا الحبيب » 61 « السيرة النبوية العطرة .. (عبس وتولّى ، المفاوضات)

هذا الحبيب » 61 « السيرة النبوية العطرة .. (عبس وتولّى ، المفاوضات)

بدأت لغة المفاوضات في قريش وسنقف عند حدث عظيم ، وقع اثناء المفاوضات ” لنعلم عظمة هذا الدين وهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولتعلم يا مؤمن كم انت عظيم عند الله وكم يحبك ، مهما كنت وبأي لون كنت ، وأي جنسية تحملها ، انت مؤمن إذن انت عظيم عند الله لا فرق عند الله بين عربي واعجمي إلا بالتقوى”.

من عناوين المفاوضات
طلبوا من النبي أن يبدل الآيات التي فيها تسفيه أحالمهم وشتم آلهتم

عنوان آخر
نؤمن بك يا محمد بشرط تعبد الاهتنا يوم ونعبد إلاهك يوم
فانزل الله على نبيه “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ”

يوم من الأيام جلسوا مع رسول الله صلى هللا عليه وسلم للنقاش في بداية الأمر أول ما قال النبي :_ إني رسول الله إليكم
قامت فوضى في مكة ولم يسمعوا منه شيء.
الآن جلسوا معه يسمعوا منه صلى الله عليه وسلم فكان جالس يناقش سادة قريش لعل الله يلين قلب واحد منهم فيؤمن ، فكان جالس يناقشهم ويسمع عروضهم ويرد عليهم.

فجاء رجل من فقراء المسلمين السابقين للإسلام اسمه ( عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه وارضاه ) رجل أعمى يفقد بصره
“كلمة اعمى ليس فيها قلة أدب ، هذه اخلاق القران الكريم ، اما الذين يحبون التطور ويقولون لفظ اعمى كلمة دفشة ، اجعلها لطيفة وقل ضرير ، يا من انسلختم من لغتكم العربية ، هل تعلمون ان الضرر في اللغة أسوأ من العمى في المعنى ، الله في القران أراد ان يمدحه فقال أعمى والمشكلة دعاة الى الله يذكرون القصة يقولون كان رجل ضرير هل يريدون تعديل كلام الله وتلطيف اللفظ ؟؟؟

أقبل إبن أم مكتوم رجل لا يرى يحمل عصا في يده (وكلنا نعرف أن الأعمى لا يراعي ثيابه وهيئته.. لأنه أعمى لا يدري هل ثيابه متسخة أم لا ، هل ثيابه جميلة أم لا .. لأنه أعمى).
فكل المواصفات حول هذا الرجل القادم تجعل سادة قريش وأعيانهم ، تنفر منه أقبل الأعمى وهو يدك بعصاه على الأرض
وقد سأل عن النبي أين أجده ؟
قالوا له :_ تجده في نادي قريش
فأقبل وكان يريد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزداد إيمان لعله نزل قرآن من يوم أو يومين ولم يسمع ما نزل ، اشتاق لكلام الله، اشتاق المحب لحبيبه ، ذاق طعم الايمان فجاء يستزيد و يطلب ما يروي قلبه.

فلما إقترب من نادي قريش وسمع صوت النبي يتكلم معهم قال :_ السلام عليك يا رسول الله، علمني مما علمك الله
وكره النبي صلى الله عليه وسلم هذا القدوم في هذه اللحظة وهذه المقاطعة لأنه يحب أن يستميل قلوب قريش لعل الله يهديهم ووجود مثل هذا الرجل ينفرهم لأن سادة قريش لا ترضى الجلوس مع الفقراء والعبيد  ولهذا رفضوا هذا الدين الذي يجعل السيد فيهم والخادم ساواسيه.
قال تعالى(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
قريش لا تريد هذه اللغة يريدون السيد … سيد والخادم … خادم.
وعند الله   كلكم من آدم وآدم من تراب حبيب قلوبنا يا الله جل جلالك ما أعظمك ما الطفك ما ارحمك.
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم طبيعة أنفسهم لقريش فكره حضور إبن أم مكتوم في هذه اللحظة في نفسه
ولكنه لم يرد على إبن أم مكتوم واستمر بحديثه كأنه لم يسمعه.

إبن أم مكتوم رجل مؤمن أدرك أن النبي سمع صوته ولكنه لم يقطع كلامه ويرد عليه واستمر في حديثه مع قريش
إبن أم مكتوم رضي الله عنه ، هذا الرجل الأعمى سكت وجلس بجانبه يسمع الحديث مثله مثل الجالسين ، والنبي صلى الله عليه وسلم إستمر بحديثه ولم يعطيه إهتمام فجعل جنبه لجهة عبد الله بن أم مكتوم ، وقد ظهر على وجهه ملامح الضيق وعدم الرضا من هذه المقاطعة.
وإستقبل بوجهه سادة قريش “خلينا نتخيل المشهد مع بعض كيف دخل هذا الرجل الألمى ونادى فلم يرد عليه النبي وأكمل حديثه وجلس يستمع .. أي إنسان أعمى مستحيل تنجرح مشاعره من هذا التصرف لأنه أعمى لا يرى .. والنبي لم يجرحه بكلمة أبدا “.
سؤال: من أخبر إبن أم مكتوم أن النبي قد ظهر على وجهه ملامح عدم الرضا من مقاطعة إبن أم مكتوم وعبس في وجهه ؟؟
الذين رأوا عدم رضا النبي صلى الله عليه وسلم وماذا حدث عندما جاء إبن ام مكتوم هم   سادة قريش وهم في سعادة لأن النبي أعطاه جنبه وإستقبلهم بوجهه وقد بان على وجهه أنه كره حضور إبن أم مكتوم ، هذا الشيء يفرح قريش.. ولكن الله لا يرضى كل ذلك ابدا.. فأراد الله أن يعطي النبي وقريش وإبن أم مكتوم والمسلمون جميعهم إلى قيام الساعة درس عظيم.

يا عبادي انا الله العلي العظيم ، وكل من قال ال إله إلا الله فهو عندي عظيم فهو في كنفي ورعايتي ومن احبابي ، وهو اعظم عندي من كل كافر على وجه الارض ، ولو كان ملك من الملوك ، ولو اشترك اهل السماء والاض في سفك دم مؤمن واحد من احبابي ، ألقيتهم جميعا في ناري ولا ابالي ..أياكم أن تقربوا من عبادي.

نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بسورة سماها بحال المشهد لماذا عبس النبي بوجه الأعمى ولم يرد عليه واستقبل بوجهه سادة قريش فهبط جبريل يتلو عليه قول ارحم الراحمين
عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8وَهُوَ يَخْشَىٰ (9فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)

تولى.. أن جاءه الأعمى .. وما يدريك لعله يزكى .. أو يذّ قوله تعالى عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) المقصود هؤلاء سادة قريش المتكبرين الذينلا يريدون الله
فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) انت مهتم فيه يا محمد هو حر لا يريد ان يؤمن ، فأنا الله العلي العظيم لا اجبرهم على الايمان ، لهم يوم سيقفون بين يدي.

وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8)  و الذي يريد يعرف أكثر عن الله ويزيد علمه ” وهو يخشى فأنت عنه تلهى ” لا  ترد عليه
“كلا إنها تذكرة .. فمن شاء ذكره .. في صحف مكرمة .. مرفوعة مطهرة .. بأيدي سفرة .. كرام بررة “.

الدعوة الى الله فقط تذكرة وكل انسان حر يختار ما اراد اقدارنا كتبها الله لنا ، ماذا سنأكل ماذا نشرب ، اعمارنا ، من تتزوج ، ما مهنتك …. الخ كلها اقدار مكتوبة.
اما ما تختاره انت من عمل الخير والشر ، هذا انت فيه مخير لم يكتبه الله عليك ، جعل لك عقل وقلب فأنت الذي تختار والرسل إنما جاءوا رحمة من الله لك لتذكيرك و وعظك سبحانك ما أعظمك يا الله كم المسلم قدره عظيم عند الله والمسلمين هذه الايام ينفرون من الله.

فقرأ النبي صلى الله  عليه وسلم هذه الآيات والمسلمون أخذوا يرددونها وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان جالساً
ودخل عليه إبن أم مكتوم وقف وإبتسم وفتح ذراعيه ُمرحباً وقال له :_ يا مرحباً يا مرحباً بمن عاتبني فيه ربي وكان يكرمه صلى الله عليه وسلم غاية الإكرام ويجلسه بجانبه وكان صلى الله عليه وسلم كثيراً يقرأ في صلاته الجهرية عبس وتولى ويقول له إبن أم مكتوم :_ تمنيت أن الله لم ينزلها ، من أنا حتى يعاتبك الله بي يا رسول الله ؟!!

ولما هاجر صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة كان إذا أراد أن يخرج إلى غزوة أكثر شخص كان يوليه على المدينة إبن أم مكتوم
فكان هو الملزم يصلي بالناس إمام في غياب النبي عن المدينة.

يقول الصحابة :_ إستخلفه صلى الله عليه وسلم على المدينة أكثر من عشرين مرة ، فوالذي لا إله إلا هو ما سمعنا إبن أم مكتوم يوماً قرأ في صلاته الجهرية عبس وتولى أبداً .. فسألوه لم لا تقرأها فقال :_ من أنا حتى أقرأ سورة عاتبت النبي من أجلي .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيراً يقرأها.

نواصل في السيرة كل جمعة إن شاء الله

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.