آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا الحبيب » الجزء 35 » السيرة النبوية العطرة   تجديد بناء الكعبة

هذا الحبيب » الجزء 35 » السيرة النبوية العطرة   تجديد بناء الكعبة المشرفة  
 
الآن قريش ، يريدون أن يجددوا بناء الكعبة ، وينزلون كل حجارتها على الارض ، ثم يرجعوا ، و يرفعون جدران الكعبة من جديد فخافوا أن يصيبهم ما أصاب أبرهة وجيشه ، من الله لما اقتربوا على الكعبة فأخذوا يفكروا …… ماذا نفعل ؟؟
 
فبعث الله ثعبان وسكن داخل البئر الذي فيه الكنز وكانت أفعى عظيمة رأسها على شكل الجدي
بطنها أبيض وظهرها أسود يقولون :_ كانت تخرج صباحاً كل ثلاثة أيام .. تشرق على جدار الكعبة
(ومعنى تشرق تعرض جسدها لشروق الشمس).

يقول أهل مكة:_ كانت إذا خرجت تضع رأسها عند الحجر الاسود ثم تمد جسدها وتلتف حول الكعبة فيلتقي ذيلها برأسها  كان شكل رأسها كالجدي إذا إقترب منها أحد إخذئلت ( إخذئلت ، يعني رفعت ذيلها مثل كأنها مستعدة للهجوم) وكشت (يعني قبضت جسدها وفردته )
وصارت تخرج أصوات مرعبة ، فلا أحد يتجرأ أن يطوف بالبيت ، خوفاً منها حتى تبتعد هذه الأفعى.
 
ولم يكن عندهم مواد البناء لتجديد بناء الكعبة فجعل الله لهم الأسباب سمعوا أن هناك سفينة أرسلها قيصر الروم ، ومعها فنان بالبناء وكان نجار ماهر كان قد أرسلها قيصر الروم ، من أجل ترميم كنيسة بالحبشة حرقها الفُرس فلما كانت قريبة من شاطئ جدة ، أرسل الله عليها ريح فدفعتها إلى الساحل رغم أنف قبطانها وتحطمت على الساحل ، وسقطت كل الأمتعة التي تحملها.
 
فوصل الخبر لأهل مكة .. فخرجوا مسرعين حتى إلتقوا بهذا النجار . فحدثوه بالموضوع
فقال لهم :_ السفينة تحطمت ومن الصعب أن أكمل المشوار وهذا عذري عند قيصر الروم
قالوا له :_ نشتري منك هذه الأخشاب وتذهب معنا إلى مكة لنجدد بناء الكعبة وتكون انت المشرف ، على بناء الكعبة واتفقوا معه ورجعوا !!
 
وهنا صاروا يفكرون !! كيف نبدأ بتجديد بناء الكعبة ، وهذه الافعى موجودة ؟!! فأرسل الله طير كبير أعظم من النسر ، حتى إذا خرجت هذه الأفعى تتشرق على جدار الكعبة ، نزل عليها وغرز مخالبه فيها وإنتشلها وطار بها في السماء ، ولم يعلموا أين ذهب بها.
 
 
وقفت قريش كعادتها تصفق وتصفر من الفرحة ، كما وصفهم الله عزوجل ( َو َما َكا َن َصالتُ
المكاء ]] التصفير [[ والتصدية ]] التصفيق [[ يعني صورة ، عن مهرجانات المسلمين هذه الأيام ، وحفلات الطرب هكذا كانت صالتهم مكاء وتصدية فقاموا يعبروا عن فرحتهم ، وعرفوا أن الله يريد تجديد بناء الكعبة .
 
شرعت قريش بتجديد بناء الكعبة فقسموا الكعبة أجزاء
1 _الجدار الذي فيه باب الكعبة المعروف عندنا ليومنا هذا اخذته قبيلة ( بني عبد مناف )
قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم.
 
2 _الجدار الذي فيه ِحجر إسماعيل   طبعا ما كان في ِحجر كانت كلها كعبة، سنُفصل ذلك ،  
الجدار الذي فيه ِحجر اسماعيل أخذته قبيلة ( بني عبد الدار ).
 
3 _الجدار الذين بين الركن اليماني والحجر الأسود أخذته قبيلة ( بني مخزوم ).
 
4 _الجدار الرابع وهو ظهر الكعبة   أي خلف باب الكعبة مباشرة  أخذوه باقي عشائر قريش.
 
فأنزلوا حجارة جدران الكعبة على الأرض ، حتى وصلوا لقواعد إبراهيم وأزالوا الغبار عنها فوجدوها حجارة خضراء ما كانت سوداء مثل حجارة الكعبة .، وحتى شكلها يختلف عن كل الحجارة التي يعرفها الناس ، كان لونها أخضر كالربيع تماماً وأشكالها كأسنمة البخت يعني (محدّ بة وداخله ببعضها البعض مثل تشابك الأصابع).

قالوا :_ هذه قواعد إبراهيم !!! فأراد واحد منهم أن يمتحن صلابتها ، فوضع العتله بين حجرين وأراد أن يهز العتله من أجل ان يخلع حجر فخرج منها برق وشرار ، كاد أن يخطف أبصارهم
يقول أهل مكة : _فأهتزت مكة كلها كأنه زلزال ، حتى خافوا أن تقع الجبال عليهم فصاحوا :_ إتركوا قواعد إبراهيم .. لا تقربوا قواعد ابراهيم.
 
هذه القواعد تنسب لسيدنا إبراهيم عليه السلام ولكن ليس سيدنا ابراهيم من وضعها
  هو الذي جدد البناء عليها قال تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) يرفع القواعد مع إبنه إسماعيل يعني رجل يساعده بالبناء .. والله عزوجل أخبرنا لما جاء إبراهيم إلى مكة بطفله الرضيع مع أمه هاجر ، ماذا قال إبراهيم ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ).
 
فالبيت موجود قبل إبراهيم ، ولكن لما جاء إبراهيم كان شكله قديم ومهدم لا سقف له إبراهيم عليه السلام ، جدد البناء وليس هو الباني الأول اما الذي وضع القواعد للبيت ، هو جبريل قبل أن يخلق الله آدم ، بأمر من الله.
 
فلما أنزلوا الحجارة على الأرض أرادوا تجديد البناء قال رجل منهم :_ إسمعوا قولي ( إياكم أن ندخل في بناء الكعبة إلا المال الطيب الحلال ، فال يدخل في بنائها ربا ولا مظلمة أحد من الناس )
(أي إبنوها بأموالكم التي تعرفون أنها حلال ، وهذا يعني ان قريش تعرف ، إن الربا حرام لإلهم كانوا على بقايا شرع إبراهيم ولكن أشركوا بعبادة الله الأصنام ).

فصار كل واحد يخرج من ماله الحلال ، نفقة لبناء الكعبة فكل مكة لم تجمع من المال الذي يكفي بناء الكعبة ( لإله نصف الأموال التي معهم حرام ، تماماً مثل اموال كثير من العرب   ربا واموال بنوك كالجاهلية تماماً ).
 
لما رأوا أن الأموال التي جمعوها قليلة ، وأجرة البناء لا تكفيهم أختصروا بنائها وأخرجوا ، حجر إسماعيل منها لا يوجد معهم اموال حلال تكفي ، وكان معهم اموال حرام كثيرة فصنعوا جدار مثل نص دائرة الذي تعرفوه الآن ، و كلنا نعرفه فجعلوه بشكل دائري ، من اجل ان يعلم الناس أن الطواف من خلفه لا يجوز من داخله لأنه هذا جزء من الكعبة وبقيت الكعبة على هيئتها التي أنتم تعرفونها الآن .
 
جمعوا المال الحلال قريش وصاروا يبنوا .. وأخذوا ينقلوا الحجارة…

نواصل

اقرأ الحلقة الماضية من هذا الحبيب

 

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.