آخر الأخبار
The news is by your side.

نحو سلام شامل ومجتمع إنساني تعاوني

نحو سلام شامل ومجتمع إنساني تعاوني

بقلم: سعد محمد عبدالله

الشعب السوداني بطبعه المألوف وثاب للخير وكريم وطيب الروح وهذه من أجمل صفات المجتمع الإنساني التعاوني الذي ننشد أن يكتمل تشكله لتستمر صورة إلتحامه في إعتصام ساحة القيادة ويكون مجتمع السودان الذي نحلم به في العهد المدني الديمقراطي التحرري، فالتغيير الذي أوجده الكفاح الجماهيري في ثورة ديسمبر المجيدة كان لوحة للسودان الجديد المنقوش بلون الحرية والسلام والعدالة والذي شع نوره في أعين شباب وشابات ينتمون لجيلنا العظيم، وقد كان صوت الشعب الموحد السائر نحو حلمه بثبات أبلغ تعبيير للتعاون الشعبي من أجل صون قضايا الوطن وصولا لدولة سودانية جديدة تحفظ حقوق وحريات الجميع بالتساوي، ففي الثورة برزت قوة ومتانة الوشائج الثقافية والإجتماعية وسطعت أفكار الشباب والنساء والطلاب كأهم أعمدة في بنيان تنوير وتثوير الجماهير وتحقيق التغيير وحراسة البلاد من “بطاريق” النظام الإنقاذي الكهنوتي المستبد الذي أكثر ما يجيده في سياسة الإستبداد تلك حياكة المؤامرات ضد بناء الديمقراطيات وإجهاض تطلعات الشعوب.

ظل شعبنا العظيم في أسخن أوقات الثورة يكافح بكامل الوعي دون أن يحيد للحظة عن شعاره الأساسية الذي ينادي بالحرية والسلام والعدالة وتطبيق الحكم المدني الديمقراطي في سودان جديد يسع الجميع، وقد إلتحم الثوار من قوى الكفاح المسلح والسلمي مع فتيات وفتية الثورة في ميادين الكفاح عكس توقعات النظام الإسلاموعسكري الذي كان يتوقع تبعثر صفوف قوى المقاومة وهذا ما دفع بالحراك نحو مد أبعد الخطوات في طريق التغيير حتى سقط النظام المستبد في غياهب هوس الإنقاذيين الإنقلابيين فسادة النشوة أناشيد الإنتصار، ونحلم بترديد أنشودة السلام قريبا، ورغم الأخطاء التي صاحبت عملية نقل السودان إلي العهد الجديد إلا أن الثوار يدركون حقائق الواقع الذي أفرزه النظام البائد والتباينات السياسية والفكرية بين قوى التغيير نفسها وصعوبة تفكيك تشابك القضايا الإنسانية والسياسية والإقتصادية وإعادة تشكيل العلاقات الدولية لدولة أغرقتها الإنقاذ في حروب الإبادة الداخلية والإرهاب الخارجي والفساد المالي والإداري ما أنتج واقعا خطيرا يحتاج لمعالجات جزرية تمكن البلاد من النهوض مرة آخرى ولا يكون ذلك إلا بحل شامل.

السلام الشامل هو بمثابة المدخل الرئيسي لولوج بوابة الديمقراطية وإعادة تشكيل منظومة الإقتصاد ونسج خيوط العلاقات الخارجية بما يخدم المصالح العليا لشعبنا، وقد تمكن المفاوضين في جوبا من إحراز تقدم ملموس في المسارات الإنسانية والسياسية وتم التوقيع علي عدد من الإتفاقيات المهمة مع سريان التفاوض حول كافة الملفات المتعلقة بالسلام الشامل والتحول الديمقراطي وحقوق وحريات المجتمعات السودانية، فهذه الفرصة قد لا تتكرر قريبا بمثل هذا الزخم الثوري، لذلك لا بد من أن نفعل طاقاتنا السياسية والفكرية لإنتاج سلام شامل ينهي الحروب وينقل بلادنا إلي النهضة في المجالات الثقافية والإقتصادية والسياسية والتكنلوجية لنلحق بركب العالم المتقدم سيما والسودان عبارة عن صندوق “كنز” مفتاحه السري والسحري الوحيد هو الوصول للسلام الشامل والإستقرار السياسي، فقد وجدنا صندوق “الكنز” ونعرف مكان المفتاح فقط علينا أن نمسك جيدا بحبل الشجاعة ونمضي بكل ثبات وصمود لنأخذ مفتاح “كنز” السودان الجديد ونبني الوطن.

هذه المرحلة التاريخية تطلب توحيد صفوف القوى الحية في أوسع تحالف للدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية والحريات العامة والخاصة وتوجيه بوصلة الثورة لإكمال مشوار التغيير بالسلام الذي يقودنا للتعميير، هنالك حاجه لبناء تحالف وطني وديمقراطي متجانس الروئ من كافة الفاعلين علي المسرح السياسي والثقافي والحقوقي لا يكون مده محدود ولا يتهاوى عند طرح القضايا الكبرى، وبالتأكيد تستطيع القوى الثائرة أن تنتج واقع أكثر وضوح وإشراق مثلما كان بهاء الثورة في ثوب الحرية والسلام والعدالة، وهذا الطريق سيقودنا لبناء المشروع الوطني الجديد الذي سيحقق سودان جديد حر وديمقراطي موحد ينعم فيه الشعب بتساوي الحقوق والحريات والرفاه في المدن والقرى والمشاركة الفاعلة لهم في صنع القرار الوطني بشكل ديمقراطي، وهذا ليس خروجا عن “النص السياسي” الذي يقرأ علي مسامع الناس حاليا إنما هو تجويد “النص السياسي” بما يخدم مصالح شعبنا ويحقق النمو الديمقراطي في بيئة جديدة لا تشوبها الخرافات، وليست هذه إلا مبادرة ودعوة للتفاكر حول كيفية عبور السودانيين إلي واقع أفضل يضمن إستدامة ثورة العدل والحريات والسلام والديمقراطيات القادمة خاصة في ظل تربص الدولة العميقة بثورة شعبنا، وما زلنا نشيد بخطوة إلتقاء مكونات الحرية والتغيير والجبهة الثورية السودانية في جوبا، ونشيد أيضا بتقدم المفاوضات مع الحكومة في جوانب كثيرة، ونرجوا السلام قريبا للسودان من أجل حياة جديدة مزدهرة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.