آخر الأخبار
The news is by your side.

موت الامام موت حزب … بقلم: حسن الطاهر

موت الامام موت حزب … بقلم: حسن الطاهر

في رحاب الله الامام الصادق مخلفا فراغا روحي وايدلوجي في اوساط اتباعه وحمل ثقيل تنوء به الجبال اثقل به انجاله وقيادات حزبه وكيان الانصار.
جمعني معه في بواكير حياتي العملية حوار عن قرب اتاح لي تفكيك بعض طلاسم شخصيته المثيرة للدهشة والعجب.

عركته الحياة والتجربة وضاقت به باوقات وجرعته سما نقوع كفيل بتحطيم من سواه من البشر له صفات وبه مواصفات بعضها مكتسب وبعضها من صميم تركيبته يتميز بها دون اقرانه واسلافه ومن سياتون من بعده.

فهو مثقف وماهر في نسق بالعبارات والتراكيب اللغوية ومحنك سياسيا وخطيبا مفوها وبه من الذكاء السياسي مايجعل من غرمائه ومنافسوه داخل حزبه وحتي الـ بيت المهدي لا سبيل لهم سوي الانصياع تحت مظلته او ذهاب ريحهم تضربهم الزلة والمسكنة.

تخلص الامام في بداية مشاوره من محمد احمد المحجوب كعراب للحزب وخبير بالمعترك السياسي واحتل مكانته ثم دخل مباشرة في صراع مكشوف مع عمه الهادي وجمع لاحقا مابين الامامة وزعامة الحزب واحتكر بكل ذكاء القرار وان اتي القرار شكليا مؤسسي في مضامينه يسوقه المكر السياسي مما ادخله في صراع اخر مع بن عمه مبارك الذي انفصل من الحزب مغاضبا بمجموعة من الـ المهدي وبعض القيادات المؤثرة مستقويا بالانقاذ عليه.

اختزال الامامة والزعامة السياسية في شخصه اكسبه البعد الايدلوجي مما يضمن له مطلق القرار ويضفي عليه هالة من القداسة تناي به من المراجعة والمسائلة والاعتراض.

بذلك جمع حوله بالصف الاول بيادق (اللا بطقعو ولابجيبوا الحجار) مما جعل الحزب والكيان يتمحور حول شخص الامام دونما برنامج او تبني مشروعات وانما اداة للمناورات السياسية، دون الاكتراث لمستقبله كحزب وكيان عريق مواجه بحتمية مد الوعي التي بدا فعليا يدب ويتسلل الي داخل القواعد من الشباب والاتباع فالوضع من التعقيد لايتقبل ميثلوجية حلول البركات والدماء الخضراء بجينات احفاد المهدي وليست هنالك اشبار وامتار تباع بالجنة ولا نستالوجيا التغني بتاريخ المهدية كخطاب سياسي ولا المنامات والحضرات يمكنها ان تجعل من انجال الامام قيادات يخلفونه مع الاخذ بالاعتبار تجربتهم مع الانقاذ تستحيل تلك الفرضية مما سيحتم عليهم صراعات داخلية فيمابينهم وبين عمومتهم حول الزعامة. 

فقد كان الامام هو العراب الاوحد والمنتج الاوحد للتشريعات يتهافت الانصار من كل فج عميق لمنابره ايمانا بشخصة وقداسة في ذاته وليست في صفاته الاعتبارية ولا مايمكن ان يقدمه من طرح.

فالامام بوفاته رحمه الله دونما تاهيل من يخلفه ودونما اعادة بناء وترتيب بيت المهدي حول رؤية توافقية لمستقبل الحزب والكيان ودونما طرح خطاب برامجي واضح المعالم فقد اسدل الستار على اخر فصول الحزب  ونشاطه السياسي وشيعه معه الى مثواه الاخير.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.