آخر الأخبار
The news is by your side.

ملامح خارطة الطريق لبناء سودان ما بعد التوقيع…!!!!

ملامح خارطة الطريق لبناء سودان ما بعد التوقيع…!!!!
تقرير: عبدالقادر جاز
الكل ينتظر هذه المرحلة التاريخية والعصيبة لإنهاء ورتق العملية السياسية وما يترتب عليها جملة من المعطيات التي تساهم بقدر كبير في انفراج جذور الأزمة السودانية التي أرقت مضاجع وكأهل الأنظمة السياسية التي تعاقبت على البلاد.

السلام الكل يتفق على أنه الحل الأمثل في كل الأحوال، عليه تنادت القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح المؤيدة والمعارضة للالتفاق حول القضايا الوطنية لإنهاء أكبر معضلة وتحدي للمرحلة لإنهاء الحرب المشؤومة التي عطلت عجلة التنمية بكافة أرجاء البلاد بدون استثناءات، آن الأوان أن يكتب ل”منبر” جوبا التفاوضي تاريخ جديد بشكل مختلف مغاير عن المنابر التفاوضية السابقة ، وذلك برؤى وأطروحات كفيلة أن تعالج جذور الأزمة السودانية في المستقبل، بالتوقيع بالأحرف الأولى وما يترتب عليها من تبعيات تفصيلية لتنفيذ البنود وفق ما تم الاتفاق عليه.

هناك فجوة وتخوف من سيناريوهات الاتفاقيات السابقة:
أكد الدكتور محمد علي تورشين مسئول العلاقات الخارجية بحملة سودان المستقبل عبر الهاتف من “باريس” أن توقيع الأحرف الأولى للسلام خطوة في غاية الأهمية لرسم ملامح السودان الجديد الذي يستوعب كل القوى السياسية والحركات المسلحة الموقعة والرافضة المتمثلة في قيادة “الحلو” و”عبدالواحد” ومجلس الصحوة الثوري والتي لم تشملها العملية السلمية بمنبر جوبا، لافتا إلى أنه رغما عن أهمية هذه الخطوة إلا أنه مازالت هناك فجوة تتعلق بمعايير الشفافية والمصداقية والتخوف من قبل الحركات المسلحة ما تكرر في سيناريوهات الاتفاقيات السابقة، مشيرا إلى أن الموقف سيضع حكومة الخرطوم في موقف محرج تماما ويفرض عليا أن تبني واقعا جديدا يجب الالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه بمنبر جوبا، وأردف بالقول إن التزام الحكومة بالاتفاق وفقا للجداول الزمنية المحددة يعني بناء الثقة بين جميع الأطراف، وحتى لا نكرر التجارب السابقة التي عانى منها الشعب السوداني كثيرا مرورا باتفاقية اديس أبابا للسلام، الخرطوم، والسلام الشامل، أبوجا والدوحة، معتبرا هذه الاتفاقيات على الرغم من اختلاف الحقب التاريخية حولها وعدم الالتزام بها نابع من حكومة الخرطوم. ووجه بضرورة عدم تكرار هذه التجربة والالتزام بفتح الباب بمصراعيه أمام كافة القوى السياسية والحركات المسلحة لبناء سودان يتم فيه معالجة كل الإشكاليات ومناقشة القضايا المصيرية محل الاختلاف عبر مؤتمر دستوري جامع يعكس شكلا مغايرا عما هو عليه، من أجل مخاطبة جذور المشكلة السودانية وصولا إلى نظام الحكم الأمثل والهوية السودانية وعلاقة الدين بالدولة وشكل العلاقات الخارجية وما يترتب عليها من تبعات إقليمية ودولية، وأعرب عن أسفه البالغ عن تجاهل القنوات السودانية وخاصة تلفزيون السودان في التغطية الإعلامية للتوقيع، واعتبرها مقصودة وامتدادا لعملية تخاذل الحاضنة السياسية بالخرطوم لمناقشة قضية السلام بشكل وأضح وصريح في الوثيقة الدستورية وإرجاع ما بعد الوثيقة، لمدة(6) أشهر ولم يتم الالتزام به. واستمرت العملية السلمية لعام كامل.

آن الأوان لإنهاء هيمنة المركز والابتعاد عن سياسة المحاور:
وقال الأستاذ محجوب الجزولي عزالعرب أمين التنظيم والإدارة بحركة العدل والمساواة السودانية إقليم الخرطوم إن هذا الاتفاق ملكا للشعب السوداني الذي صنع ثورة ديسمبر المجيدة التي قواها الشباب الثوري وحركات الكفاح المسلح الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوصول إلى سلام شامل، مؤكدا انه آن الأوان لإنهاء هيمنة المركز على قضايا الهامش وممارسة النظام البائد في ارتكاب الجرائم الجماعية والجرائم الإنسانية بدارفور، مبينا أن إرادات الجبهة الثورية وحكومة الثورة وإعلان قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة وجماهير الشعب السوداني هي النواة الحقيقية لهذا الاتفاق القابل للاستدامة بإرادة الجميع وسيخرج البلاد من دوامة الحروب والانتفاضات مستقبلا، مشيرا إلى أن هذه العملية مرتبطة بالتحول الديمقراطي ليس كأبريل وأكتوبر والثورات السابقة، ونثق في مكونات الشعب السوداني للمحافظة على السلام بكل قوة واقتدار في المرحلة المقبلة، مشددا بضرورة أن تقتضي المرحلة بفتح آفاق جديدة في ملف العلاقات الخارجية مع كل دول العالم وفق المصالح المشتركة والمتبادلة بعيدا عن العزلة الدولية التي فرضها النظام البائد بسبب سياساته الخاطئة، والابتعاد عن سياسة المحاور التي في كل الأحوال ستفقدنا عددا من الأصدقاء والشركاء.

التحديات ليست في التوقيع بل في التنفيذ والضمانات الدولية والإقليمية:
واكد الأستاذ حسب النبي محمود حسب النبي القيادي بالجبهة الثورية وأمين الشباب بحركة جيش تحرير القائد مني أركو مناوي عبر الهاتف من “باريس” أن الاتفاق بمثابة التحول السياسي الكبير الذي لم يحدث منذ استقلال السودان بين القوى السياسية للوقوف على جذور الأزمة السودانية الحقيقية وكيفية مناقشتها عبر منبر جوبا التفاوضي، واعترف بأن التحديات والعقبات ليست في التوقيع إنما في التنفيذ والضمانات الكافية، لافتا إلى أن الاتفاق مازال بحتاجة إلى مزيد من الضمانات الدولية والإقليمية لإنجاح ما تم الاتفاق عليه في منبر جوبا، حتى لا نسترجع ذاكرة الشعب السوداني لما آلت إليه الاتفاقيات السابقة مره أخرى، قائلا من هذا المنطلق أبعث بالتهاني إلى جميع أفراد الشعب السوداني المناضل والداعم الأساسي لهذا الاتفاق السياسي التاريخي بين حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية وذلك من أجل إيقاف نزيف الحروب والتحول إلى سلام ينشده الجميع، معتبرا أن الوقت مناسب لاتخاذ موقف واضح حول رسم العلاقات الخارجية بعد إعادة تشكيل الحكومة والبرلمان الوطني بشكل يتوافق مع الاتفاق، ووجه صوت شكر وتقدير لكل من دول إثيوبيا ومصر وتشاد وجنوب السودان لاستضافتهم لمنبر التفاوض للتوصل لهذا الاتفاق.

فجاج

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.