آخر الأخبار
The news is by your side.

مساهمة الاستعمار في تعميق الفكر العلماني في البيئة الاسلامية السودانية

مساهمة الاستعمار في تعميق الفكر العلماني في البيئة الاسلامية السودانية

تقرير : حسن اسحق

اقيمت الندوة الاسلامية الكبري بمجمع التوحيد الاسلامي بمنطقة الشجرة في العاصمة الخرطوم بثيرب يوم الجمعة الرابع من فبراير الماضي، وهدفت الي اسال رسالة الي اهل السودان بشان الاوضاع الراهنة في البلاد، وتطرقت المتحدثون الي القضايا التي تفتك بالامة الاسلامية في العالم، وخاصة السودان، باعتبار ان السودان يمر بمنعطفات خطيرة في تاريخه المعاصر، في اشارة الي دور المنظمات والجماعات والافراد الذين يعملون ليل نهار لنشر الفكر العلماني في البيئة الاسلامية بالبلاد، وجهت رسائل في الندوة الي اهل العلم ان يقوموا بدروهم الذي سيطر عليه الجهال، وعديمي المعرفة كما اشار بعض المتحدثين في الندوة، وان مبدأ انطلاقهم من العقيدة الاسلامية وتراثها الديني، وان المستعمر لعب دورا هاما في نشر الفكر العلماني، وتعمد صياغة المجتمعات الاسلامية علي الفكر الغربي، مشيرين ان المستعمر اوجد احزاب علمانية، وتسعي الي فرض فكرها، وهذا ما ادي الي دوامة الصراع في السودان منذ عقود، وكذلك التنازع بين الهويتين العلمانية والاسلامية، وتأثر الاسلامية منها بالعلمانية مع وجود ضعف في الذات المنتمية للاسلام نتج عنه ضعفا تربويا، وايضا ضعفا مرجعيا، وتطرق المتحدثون الي دور الشباب في الاعمار، باعتبارهم سواعد البناء ويستحيل ان تقوم نهضة في اي بلد في الدنيا بدون شباب، ويطالب ان يكون للشباب في السودان دور، يقول ان الدور الاول للشباب، ان يسهموا في نصرة الدين الاسلامي، والعمل به.

السودان في منعطفات خطيرة

ابتدأ الندوة حسن أحمد الهواري ورقة (بعنوان دوامة الصراع حول الحكم في السودان)، ان السودان يمر بمنعطفات خطيرة، والشأن السوداني يهم الجميع، ويتكلم فيه اهله وغير اهله، ومن ليس له وزن في المجتمع، ثم ناشطون وناشطات، ومنظمات ومجموعات صغيرة غير معلومة علي حد تعبيره، لذا يطالب الهواري اهل العلم والدعوة ان يتكلموا في هذا الشأن، منطلقين من العقيدة الاسلامية وتراثهم وثقافتهمم واخلاقهم، من مبدأ ان الحكم عندهم من الشريعة الاسلامية، انطلاقا من قول الرسول صلي الله عليه وسلم، ان بني اسرائيل كانت تسوسهم الانبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، الا انه لا نبي بعدي، ان الحكم والولاية والخلافة والرئاسة بالنسبة لهم، هي خلافة للنبي في حراسة دين الله تعالي، لحماية حقوق الانسان، وشأن الحكم والعباد له حكم في القران، وتطرق الي الازمة السودانية ما قبل استقلال السودان، ان السودان منذ 500 عاما، السودان يعيش في ممالك اسلامية، لا يعرف غير الاسلام، رغم ما كان يجري فيها من ظلم او غيره، ولم يسمع بعلمانية، ولا يعرفها، عندما دخل المستعمر، وتقاسم البلدان الاسلامية، وفرضت كل انواع الحكم الذي ليس له علاقة بالدين، ثم اقامت حكما علمانيا، وفعلت من الافاعيل، وتعمدت صياغة المجتمعات الاسلامية، علي ما تريد، ثم خرجت، واضاف تركت المستعمر ثلاثة عوامل لدوامة الصراع اولها وثيقة دستورية علمانية، هي وثيقة 1956، يكرر الهواري هي وثيقة علمانية بامتياز.

فرض العلمانية علي الشعب
يضيف الهواري ان الوثيقة تقول علي هذا النهج سيروا، في ظل ان القاعدة العريضة من الشعب مسلمون، اما العامل الثاني، طيلة فترة الاحتلال وما سبقها بقليل، اوجدت احزاب علمانية، تدعو للعلمانية، ثم يحاول فرضها في البلاد المستعمرة، مع وجود احزاب علمانية، كالحزب الشيوعي، وغيره من الاحزاب، كان عاملا ثانيا من عوامل هذه الدوامة، وثالثا، احزاب غير علمانية، غير مهيئة، ولا مجهزة للحكم، يري ان هذه العوامل الثلاثة ادت الي ان يكون هناك صراع بين الذين ورثوا المحتل، يوضح ان هذا الصراع لها طرفان، طرف قائم علي السلطة والثروة، وطرف اخر قائم علي الهوية، يؤكد ان الاحزاب العلمانية تريد الوصول الي السلطة باي ثمن، ولو علي الدماء، وتريد ان تفرض الفكر العلماني، ويسود الحكم العلماني، ويزول كل ما له صلة بالاسلام، ايضا الاحزاب الاخري تريد ان تحكم كما تريد الاولي، لكنها تريد ان تبقي علي جسم الاسلام علي اصله، يوضح الهواري، هذا ما ادي الي دوامة الصراع، ولم يستطع المتصارعون المتنازعون الذين اصبح الصراع والنزاع والخصام والتحارب سمة لهم، والدليل علي ذلك، الفشل في انشاء نظام سياسي مستقرا، ولا ان يكون هناك استقرارا سياسيا، ونتج عن ذلك التاخر الاقتصادي والتخلف والفقر والنقص الكبير، مع ان السودان يمتلك ثروة، من اعظم ثروات العالم، هذه احد العوالم الاساسية، عدم وجود رؤية تربوية تعليمية عل اساس متين.

تنازع الهويات في السودان
يوضح الهواري ان التنازع بين الهويتين العلمانية والاسلامية، وتأثر الاسلامية منها بالعلمانية مع وجود ضعف في الذات المنتمية للاسلام نتج عنه ضعفا تربويا، وايضا ضعفا مرجعيا، واوضح ازداد الامر سوءا بعد الانفجار المعلوماتي الذي يشهده هذا العصر، وهذا ما اثر في الشباب الذين يمثلون احدي العناصر البارزة في الصراع، يضيف الهواري ان الاسلام هو الحل، ودوامة المشاكل ما زالت متواصلة، ويطرح سؤالا، ما الحل لهذه الدومة؟، حتي لا يتفتت السودان، ويتأخر اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتهدد مبادئه، ثم ينقسم الي دويلات، ام يمكن للناس ان تتحاكم الي ما يصون دماء السودانيين، والي ما يجمعهم بلغاتهم المتعددة المتنوعة وقبائلهم المتكاثرة، اكد ليس هناك رابط يجمعهم الا الدين الاسلامي، مشيرا الي ان اللغات مختلفة والاحزاب متعددة، والحل يكون في مبدأ الحل والعقد، ويجب ان تقدم تنازلات حتي يجتمع الناس علي الحد الادني، كي يخرج السودان من دوامة الصراع.

اسباب المحن في العالم الاسلامي
يقدم دكتور عبد الحفيظ العدسي ورقة عن ’’ اسباب الازمة السودانية ‘‘ الالحاد والاستهزاء بكتاب الله وسنة الرسول، ويرفض الجرأة الرائدة علي انتقاد الدين الاسلامي، واصل فساد العالم دائما يكون من جهة الشبهات، واخري من جهة الشهوات، ومن اسباب تزايد المحن فتح باب الشهوات، كالربا اصبح مقنن له، وكذلك المثلية واللواط، وانتشار المخدرات لتخدير العقول التي تعرف الخير من الشر، كي تنطمس الفطرة، ومشيرا الي الغفلة من عداوة الكافرين، واعداء الله لا يريدون الخير للمسلمين، واليهود وراء الفتن، وهم يعرفون طرائقها واسبابها وسبلها، ويعتقد كثيرون ان حل مشاكلهم لدي اعداء الاسلام، وهناك من لا يريدون التحكيم الي كتاب الله وسنة رسوله، غفل الناس، فظهرت الشيوعية ونهض الفكر الجمهوري مرة اخري السطح، ومن اسباب الازمة، ان المسائل الشرعية تؤخذ من نكرات، وكذلك التحليل السياسي، وايضا الخلط بين ممارسات الاشخاص الخاطئة واحكام الله المعصومة، ورج البعض لحربهم علي الاسباب، بتلك الممارسات الخاطئة، فالمنهج معصوم، لكن الفرد غير معصوم علي الاطلاق، ومن اسباب المحنة، هي انتشار ظاهرة الطعن في علماء المسلمين، واهل السنة والجماعة، هذه الطوائف والمجموعات تطعن وتقدح فيهم، هذا وفر مادة لخصوم الاسلام، وقطع الطريق للبعض للاخذ بارائهم.

التنمية والسلم الاجتماعي
يضيف الشيخ حاتم عز الدين في ورقة بعنوان ’’ اثر الوقوف في النهضة والتنمية والسلم الاجتماعي ‘‘ انه امر عظيم وجليل في الامة الاسلامية، من اعظم الاوامر الالهية والشرائع السماوية، وكذلك الوصايا النبوية، تتمثل في الاعتصام بحبل الله تعالي، وهي سبب نهضة المسلمين، ورفعتهم وتفوقهم ايضا، والدليل علي ذلك، كما قال الله تعالي، ’’ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ‘‘، ويطالب حاتم الامة الاسلامية ان تقتدي بقول الله تعالي، والتمسك بجميع شرائع الدين وشروط الاسلام، والسياسة الشرعية والامور الاجتماعية، وفي كل شؤون حياة المسلم، وان تأليف القلوب لا يقوم علي الاحزاب والقبائل او الاعراق، انما يقوم علي الايمان بالله بتارك وتعالي، والرسول الف بين اعراق عديدة، منهم من كان من العرب والعجم والفرس، وكل هؤلاء جمعهم دين الاسلام، وانه لا سبيل من جمع كلمة اهل السودان، ومن المسلمين في مشارق الارض ومغاربها الا بالدين الاسلامي، مضيفا ان العلمانية لن تلعب دورا في التأليف بين السودانيين، وما يألف بين البشر حسن الخلق والتعامل الطيب بينهم، كل الصحابة يعملون دون الفصل بين الدين والدنيا، بل اعمروا الدنيا بالدين، ومن مفاسد الاختلاف والتنازع، ما يترتب عليه من الاقتتال، والخصومات والعداء والوهن والشتات والضعف.
الالفة بين الامة
يقول حاتم ان اعداء الامة يتربصون بها بكل الطرق، علي سبيل المثال، عن طريق قوات حفظ السلام، ويطالب بالالفة بين وحدة المسلمين، هي سبب قوتهم ونهضتهم، والوحدة تجعلهم اقوياء علي اعدائهم كما هو شأن صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم.

النهضة في العالم بالشباب
في ورقته عن دور الشباب في البناء والاعمار يضيف الدكتور طه عابدين طه ان الدين الاسلامي ثمن دور الشباب، باعتبارهم سواعد البناء ويستحيل ان تقوم نهضة في اي بلد في الدنيا بدون شباب، ويطالب ان يكون للشباب في السودان دور، يقول ان الدور الاول للشباب، ان يسهموا في نصرة الدين الاسلامي، والعمل به، وايضا التمسك بنهج، اوضح طه لا يمكن ان تزدهر هذه الامة، وتنتصر وترتفع لها راية، وهي تنبذ شرع الله، والدين هو الاساس في نهضة الامة الاسلامية، ويستبعد ان ينهض السودان بالشيوعية والبعثية والعلمانية، وايضا الفكر الجمهوري، ولا اي فكر يخالف هذا الدين الذي ارتضاه الله لنا، ولابد لشبتب الاسلام ان ينهضوا، ويقفوا جميعا صفا واحدا، في وجه هذه الدعاوي المناوئة للدين الاسلامي، واوضح ان الدور الثاني للشباب، لابد ان يحافظوت علي القيم والاخلاق، وهذا الشعب كريم، وضارب في الاخلاق والقيم، وعلي الشباب الحفاظ علي هذا الموروث، موضحا ان الامم تدمر، اذا دمرت قيمها واخلاقها، وظهرت الظواهر القبيحة، يتكلم فيها بعضض الشباب عن اللواط، اما الدور الثالث للشباب، كما يره الدكتور طه، يطالبهم بالاسهام في امن هذه البلاد، ولا تحقق النهضة من دون امن، ان التعدي الاعراض والاموال العامة والخاصة دليل علي انعدام الامن، وينصح الشباب بمنع هذه الفوضي.

تفويت الفرصة علي الاعداء
يكرر مطالبته للشباب بالمساهمة في امن هذه البلاد، اما الدور الرابع الذي ينتظره من الشباب، الانخراط في سبل العلم، والسودان عرف بمحبته للعلم والعلماء، في السنوات الثلاث الماضية، الجامعات السودانية معطلة، ويرفض ان جعل المؤسسات التعليمية محلا للصراع السياسي، بل هي مكان للعلم والتعلم، بالعلم تعمر البلاد، وبه تتحقق النهضة والرفعة، وانه ينبوع السعادة، والدور الخامس المنتظر من الشباب، تفويت الفرصة علي الاعداء، في اشارة الي انتشار المخدرات وسط الشباب، وكذلك انتشار السلاح، والتحريض والتشجيع علي العنف، والمحرضون يعيشون في دول خارجية، وعلي الشباب الانتباه، وعدم الاجرار وراء هذه الفتن، والحرص علي وحدة هذه البلاد، ولذا يجب علي الشباب ان يكون لهم دورا بارزا، في بث روح التعاون بين اهل هذه البلاد، وبرفض ان يساق الشعب الفوضي والنزاعات، ويطالب الشباب بالحوار البناء، وسماع الرأي الاخر، وعلي الشباب سماع رأي الكبار، والبلاد تبني بطاقة الشباب وحكمة كبارها، وينصح الشباب بدعم الاصلح، وبعض الاحزاب فيها من الضلال والشر الكثير، والبلاد لا تبني بالشعارات، بل تبني بالعمل، والشباب مكانهم الحقول والمصانع، وليس الطرقات.

اختيار اهل الحل والعقد
يضيف الدكتور خالد عبد اللطيف في الورقة التي قدمها بعنوان ’’ رؤية علمية لحل الازمة ‘‘ ان كلماته تتلخص في نقاط هامة، اولها الثوابت، والثانية التكليف، والثالثة في علاج مشكلة فقدان الثقة بين الناس، الرابعة تتعلق بالتعامل بين الناس، والخامسة في بعض الضوء لعلاج مشكلة الفقر والضائقة الاقتصادية، والسادسة ما يتعلق ببعض مشكلات الاعلام، يري خالد ان الثوابت التحاكم يكون لله والرسول عليه الصلاة والسلام في كل شئ في امر الاعتقاد، والعبادات والمعاملات، والاخلاق، والاداب، والعقيدة الحسنة والمآل الحسن، ولابد من معرفة الشريعة والقيام بها، وكذلك حسن العمل بها، لذا يسعد الناس، ثم يعيشون حياة كريمة، وتكون الرفعة للناس بحسب تمسكهم بالحق اعتقادا، وعبادة، تطرق في النقطة الثانية، فيما يتعلق بالتكاليف، وتحمل المسؤولية في العمل، والقيام باداء الامانة، ثم الاهتمام بالناس، ويمكن اختيار اهل الحل والعقد بحسب بالمعرفة اللصيقة، لا بمجرد ترشيحات ومجموعات كبيرة لا تعرف الخبرة، والادارة العامة، وليسوا من اهل العلم بحسب تخصصاتهم، ولابد من مراعاة التجمل بمكارم الاخلاق، ومدار الاخلاق تتمثل في الصبر والشجاعة والعفة والعدل، والصبر يحقق فضية كف الاذي، وبذل الندي مع الحلم والاناء.

القضاء علي الجهل بالتعلم
العفة عن الشهوات المحرمة، من يولي منصبا، عليه ان يكون عفيفا، ان لا يأكل الاموال، ولا يحابي، ولا يفعل الا ما فيه مصلحة للناس، والعدل فيه التوسط والاعتدال، وان لا يظلم الناس في الدماء ولا الاموال، والاعراض، ويجب تحري العدل، وتجنب الظلم، مشيرا الي مساوئ الاخلاق، تتمثل في الجهل والشهوة والظلم والغضب، والجهل يصير الحسن قبيحا، والقبيح حسن، والقضاء علي الجهل يكون بالتعلم، وبمعرفة الهدي، ثم السير علي ما كان عليه سلف الامة، مضيفا ان الشهوة تحمل علي الشح، واذا وجد الشح، وجد البغي والعدوان، ومنع الحق، والشهوة تحمل صاحبها علي الحرص المذموم، وينصح الفرد يكون امنيا ونزيها وصادقا، حتي اذا لم يكن حاكما، واوضح ان الغضب يحمل علي الحسد والبغي، والكبر، ونقطة مهمة هي التعامل مع الناس، ويشمل ذلك التعامل مع المسلم وغير المسلم، يجب حفظ للناس حقوقهم، وحقن الدماء، وبسط العدل، وترك الغش والظلم، ونهي النبي علي الغدر، ومناصحة من تولي امر الامة، ويجب ان يرفض الغش والخداع والتكبر والظلم، في التعامل مع الناس، والسنة تدعو الي مكارم الاخلاق، وترك مساوئها، والصدق والاخلاص امران مهمان في التعبد، وكذلك التوبة والمراقبة، ومحاربة الفقر تكون بتنفيذ الخطط.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.