آخر الأخبار
The news is by your side.

محللون : إستقالة حمدوك بسبب عزله عن حاضنته وتغيير الموقف الأمريكي

محللون : إستقالة حمدوك بسبب عزله عن حاضنته السياسية وتغيير الموقف الأمريكي

تقرير: حسن إسحق

إستضافت القناة 9 عددا من المحللين السياسيين ، لمناقشة إستقالة رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك ، مساء الإثنين الثالث من يناير الحالي ، وأين يتجه السودان.

أشار المحللون إلى ضعف قرارات القائد العام لقوات الشعب المسلحة ، عبد الفتاح البرهان، واصفين تلك القرارات بالمترددة، بينما يعتقد البعض أن إستقالة حمدوك ، قد تشكل فرصة ممتازة للسودانيين مرة أخري، والقوي السياسية التي كانت تشكل التحالف الحاكم السابق، سعت من السيطرة علي الحقائب الوزارية فقط، وكانت هناك خلافات حقيقية بين قوى الحرية والتغيير نفسها، وهي ليست بين القوى الاسلامية كما يعتقد الكثيرون، وفشل حمدوك حتي في إعادة ترتيب الأوراق بين القوى التي كانت متحالفة معه، وقوي الحرية والتغيير ، تجيش الشارع، وتصف رئيس الوزراء بالإنقلابي، وترى أنه أعطي مشروعية لإنقلاب عبدالفتاح البرهان، وأصبح الرجل بمعزل عن حاضنته السياسية، ومعروف للجميع أن الرجل إستمر فى المنصب بعد إنقلاب البرهان بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، والأمريكان وصلوا إلى إستنتاج ربما أن وجود الرجل، قد يقود إلى تهدئة، ويعتقدون أن له شعبية حقيقية.

يري بعض المحللين أن إحدى المشاكل الرئيسية في السياسة السودانية، هي الإعتماد علي الأفراد وليس علي المؤسسات،

حمدوك أصبح كفكرة وممثل للديمقراطية وممثل للتغيير في السودان، لكن هذه الفكرة تجسدت في شخص إنسان واحد، ولم تجسدها المجموعات السياسية أو حتي علي الشعب السوداني، بالتالي عندما سقط حمدوك، سقطت معه أفكار كثيرة.

فصل الآلاف من وظائف الخدمة المدنية :

الصحفي والمحلل السياسي ، الطاهر حسن التوم ، قال بعد قرارات 25 أكتوبر ، ظل حمدوك يعطل كل القرارات، هو رجل ليس جدير بالثقة، رغم رسائل التطمينات التي يحاول أن يرسلها الطرفين إلى الخارج، إلا أن الحقيقة علي الواقع تختلف.

إن إستقالة حمدوك ، قد تشكل فرصة للسودانيين والسودان، كما يري الطاهر، وفي عهده قامت لجنة التمكين بفصل الآلاف من الموظفين بتهمة الإنتماء إلى التيار الإسلامي، ثم إستبدلوا بآخرين.

ويحدد الطاهر ، عدد المفصولين من الخدمة المدنية قرابة 10 آلاف، ويرى أن تبسيط الموضوع من قبل الآخرين، والقوي السياسية الأخري كانت حريصة أن تملئ هذه الوظائف قوى حزبية، التي تمثل الحاضنة السياسية للدكتور عبدالله حمدوك ، المتمثلة فى قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.

ويعتقد أن هذه ليست هي المشكلة، التعقيد أكبر من هذا، وعبدالله حمدوك، بعد قرارات 25 أكتوبر وحتى من قبلها، كانت هناك خلافات حقيقية موجودة في الساحة السياسية.

وأوضح أن هذه الخلافات ليست بين الإسلاميين وقوي الحرية والتغيير، بل هي خلافات بين قوى الحرية والتغيير نفسها، أسباب إستقالته حسب حديثه، أنه أشار إلي خلاف سياسي، والمدهش عندما وقع علي الإتفاق السياسي ل25 أكتوبر، كان الخلاف قائما، وقبيل الدخول في هذه الأزمة، ويطرح سؤال، ما الجديد الذي حدث؟، وذكر عندما عاد مرة أخري، أنه عاد لسببين، من أجل المكاسب التي تحققت في الإنتقال، ثم حقن الدماء، وكذلك أعاد بعض المفصولين الذين عينهم في الوظائف الرئيسية.

حمدوك معزول عن حاضنته السياسية :

يضيف الطاهر ، حمدوك ،جلس منتظرا تكوين حكومته، وقوي الحرية والتغيير تجيش الشارع، وتصفه برئيس الوزراء الإنقلابي، وتري أنه أعطي مشروعية لإنقلاب عبدالفتاح البرهان، وأصبح الرجل بمعزل عن حاضنته السياسية التي كان يجد منها الدعم.

وأوضح أن السبب الرئيس لإستقالة حمدوك ،العجز والفشل، عجز عن تشكيل حكومة، وكذلك عجز أن يقنع القوى السياسية التي كانت تشكل له حاضنة، بأن وجوده فيه خير لها، وفيه خير للإنتقال الديمقراطي.

وأوضح أن حمدوك ، أقل قامة من هذا الموقع، وإختياره لم يكن موفقا، ولم يكن له نشاط سياسي، وهو جاء بعد مجزرة فض الإعتصام.

يفهم أن السياسي يأتي لتقليل المخاطر، وتجنب البلاد المآسي، وعندما يقبل شخص أي منصب، طبيعي أن يدرك تعقيدات ذلك المنصب الذي سوف يعمل فيه.

أكد أن حمدوك ، لا علاقة له بتجربة عملية في السودان، ولا علاقة له بتعقيدات الواقع السوداني، معروف للجميع أن الرجل إستمر في المنصب بعد إنقلاب البرهان ، بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، والأمريكان وصلوا إلى إستنتاج ربما أن وجود الرجل، قد يقود إلى تهدئة، ويعتقدون أن له شعبية حقيقية، وفي الفترة الأخيرة تغير الموقف الأمريكي، وطالب بيانهم أن يبحث السودانيين عن رئيس وزراء آخر.

واشنطن رفعت عنه الغطاء، بعد أن أدركت أنه رجل لا يملك تلك الشعبية التي كانوا يصورونها، وحتى بعد عودته مرة أخري، الشوارع فيها تظاهرات، وبعد مجيئه لم يستطع تكوين حكومة، وكان له من السلطات والصلاحيات، فالرجل عاجز.

حالة الإنشقاق السياسي:

يكرر الطاهر ، أن الرجل كان عاجزا في تقديم حكومة، وبعد التوقيع علي الإعلان السياسي، ما الذي منعه من تشكيل حكومة كفاءات؟، أم كان العساكر يضغطون عليه، كان من الواجب عليه مواجهة الرأي العام، وإخبارهم بما يحدث، وأفصح في بيان الإستقالة، أن حالة الإنشقاق السياسي هي التي دفعته لتقديم الإستقالة.

أشار إلى الدور الإقليمي المتمثل في الإمارات ومصر والسعودية، ومدى تأثير ذلك في الداخل السوداني، والمشهد السياسي السوداني له باطن في صناعة الرجل لموقع رئاسة الوزراء، هي مرتبطة بدوائر أوروبية وامريكية ثم إقليمية.

أوضح البرهان وحمدوك ، هي منظومة فشل واحدة، تسببا في هذه الكارثة منذ توقيع الوثيقة الدستورية، وهي حولت الجيش إلى حزب سياسي، أصبح له مقاعد في مجلس الوزراء والمجلس التشريعي، وكذلك مقاعد في المجلس السياسي، ويطالب بالعودة إلى منصة التأسيس، أن تكون مهمة الجيش حراسة الإنتقال، وهذا دور محدد، وليس جزءا من العملية السياسية، وبعض القوى السياسية التي تستثمر في حراك الشارع لا تريد إنتخابات علي الإطلاق، إضاف إلى أن المشكلة ليست في ذهاب البرهان أو لا ، سيظل هناك من يحتج ويرفض.

ينصح أن لا تكون هناك حكومة حزبية، لأنها سوف تعيد إنتاج الأزمة، بل أن تكون هناك حكومة كفاءات تعمل لمدة زمنية محددة، يغادر الجيش إلى ثكناته، من الصعب إيجاد شخصية متوافق عليها من كل الأطراف.

ويضيف لكن ليس مستحيلا، وإختيار رئيس وزراء آخر بعد حمدوك، يعتبرها الطاهر ، مهمة معقدة للغاية، في حال الإتفاق علي معايير سيكون سهلا، يرفض إختيار المكون العسكري للحل الأمني.

الصراع حول الوظائف :

الدكتور إبراهيم مخير ، سياسي مستقل يري أن إحدى المشاكل الرئيسية في السياسة السودانية، هي الإعتماد علي الأفراد وليس علي المؤسسات.

حمدوك أصبح كفكرة وممثل للديمقراطية وممثل للتغيير في السودان، لكن هذه الفكرة تجسدت في شخص إنسان واحد، ولم تجسدها المجموعات السياسية أو حتي علي الشعب السوداني، بالتالي عندما سقط حمدوك، سقطت معه أفكار كثيرة، وتهدد البنيان السياسي في السودان.

يعتقد أن إستقالته سقوط لفكرة أساسية تؤثر علي السودان، ولا تخص السودان، والصراع في المركز، يرى أنه صراع حول 3 ألف وظيفة قيادية.

الحكومة السودانية يشير إلى أنها حكومة غنية، والدخل الذي يأتي من الأقاليم إلي المركز يبلغ مليارات الدولارات، ولا يراه الفرد إلا في شكل السيارات الفارهة والصرف البذخي وعشرات أو مئات الوزراء يتقاضون رواتب عالية وحوافز عالية.

حمدوك جاء كي يوقف بين المجموعات السياسية كي يتفقوا حول توزيع هذه المناصب،

يضيف أن أغلب هذه المناصب كانت في يد الإسلاميين الذين مكنهم الرئيس السابق عمر حسن البشير ، من مفاصل والوظائف القيادية في الدولة، وهم أرادوا أن يستبدلوا هذه الوظائف بأفراد من أحزابهم، كي تستمر هذه الفوائد، دون أن علي الشعب السوداني، المواطن لا يرى مركز صحي توفرت فيه الخدمات الصحية، بل تري وزير وعائلته وأصدقائه يذهبون للعلاج في ألمانيا.

الشعور بالعجز :

ويضيف إبراهيم ، أن الصراع الذي يدور في هذه المفاصل يعكس عقلية مركزية، أن مسائل تغيير الموظفين في الدولة للسيطرة علي القرارات السياسية، تمويل الأحزاب ثم دعم توجهات معينة، تبدأ في السودان منذ أكتوبر في الستينيات، وإستمر لاحقا عن طريق الشيخ الراحل حسن عبدالله الترابي ، في فكرة الصالح العام.

وأوضح أن الشارع السوداني لا يمثل قوى الحرية والتغيير، وعندما نزلت قياداتها إلى الشارع تم الإعتداء عليها، توجد سلطة أبوية في المركز، ولا توجد مشاركة من الشعب ولا شفافية من السلطة الحاكمة، والشارع لا يمثل قوى الحرية والتغيير،

إضافة إلى الصراعات الأخرى في الولايات، ولا يوجد تفاعل بين المركز وما يحدث في الولايات، كان من الأجدي أن يستقيل حمدوك، وفشل أن يكون جسرا بين القيادات السياسية، ومطالب الشعب السوداني الحقيقية في التغيير، وأيضا فشل في الوساطة بين القوى السياسية أن يكون لها قرارا واحدا، ومن الطبيعي أن يكون هناك يسار وإسلاميين يتناقشون ويتحاورون في إطار ديمقراطي يتيح للآخرين أن يكون لهم آراء مختلفة، وليس في هذا عيب او مشكلة،

والمشكلة الحقيقة كان يظن أن السودان ممثل في وسط الخرطوم، هذا قد يؤدي إلى تفتيت السودان، وهناك محاصصات حزبية تمت في العديد من الوزارات، وحمدوك شعر بالعجز، وفشل في توفير وتحقيق الحياة المعيشية للسودانيين.

طرح سؤال، هل جاء كي يكون وسيط سياسي أم كي يضع أسس للمسيرة الديمقراطية؟.

رجل الأعمال مو إبراهيم رشح حمدوك لمنصب رئاسة الوزراء :

يوضح إبراهيم يجب أن يكون هناك ضوابط في الحياة السياسية السودانية، ومحاكمة السياسيين علي الفساد السياسي جنائيا، أما الموقف الدولي حول السودان واضح، ولا يمكن لأي قائد أو رئيس يعمل بدون دعم دولي، يرى أن المعادلة تتطلب دعم شعبي محلي إضافة إلى الدعم الدولي، يحدث توافق بين جميع الأطراف.

أوضح أن الدعم لرئيس الوزراء لا يعنيه في شئ، المعضلة كيف توجه كل هذه الطاقات في مصلحة الشعب السوداني، عندما جاء حمدوك، كان مرشحا من القوي السياسية، أوضح الوضع السوداني غريب وشاذ عن ما يعرفه الناس عادة، تخيل ان الجيش السوداني يدعو إلى الإنتخابات وتوسيع المشاركة السياسية، بينما السياسيون يريدون تأجيل الإنتخابات و المحاصصات.

وحمدوك كان مدير لإحدى المنظمات الطوعية لرجل الأعمال محمد ابراهيم مو ، لمدة ستة سنوات، يعتبرها منظمة تأسست لأهداف نبيلة، تحقيق الديمقراطية ومحاربة الفساد السياسي في القارة الأفريقية.

وكشف أن حمدوك ، جاء عن طريق ترشيح رجل الأعمال مو إبراهيم، وكان عبارة عن تحالف سياسي مع رجال أعمال، وكان إختيار حمدوك ، خيار فرنسي بريطاني، وكان هذا غرض قيام المؤتمر الإقتصادي في فرنسا، وتساند توجه قوي الحرية والتغيير في أوروبا، عند حدوث الإنقلاب، الولايات المتحدة الأمريكية لم تدين الإنقلاب العسكري، بل أدانته بعض الدول الأوربية المساندة لقوى الحرية والتغيير.

عودة العسكر إلى الثكنات بعد الإنتخابات :

ويضيف إبراهيم، أن حمدوك ،فقد الدعم السياسي لقوى الحرية والتغيير وكذلك رجال الأعمال، هذا ما قاد إلى فقدانه هذا الموقع، أما الآن الجيش عبر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ،عليه تقديم حلول ناجعة لهذه المشاكل الجذرية، ثم إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمانع في مساندة الجيش السوداني، واشنطن ترى أن المسيرات تعطل مسيرة العملية السياسية والتحول الديمقراطي، لذا البرهان له تأييد دولي، وهناك فشل في معرفة، من قتل المتظاهرين في الشوارع، وهناك قوى إقليمية لا تريد الإستقرار للسودان، ومن يخلف حمدوك ، يجب أن تكون شخصية ليس لها عقلية مركزية، أن تكون عقليته واسعة، وبعد خمسة سنين من تجربة عبد الرحمن سوار الدهب، حدث إنقلاب عسكري إستمر ثلاثين عاما، يرى أنها تجربة فاشلة، يقترح أن توضع هياكل وقوانين، ثم أن الفرصة كبيرة أمام البرهان ،والسياسيين للقيام بذلك.

وأوضح أن الإبتزاز السياسي سيكون مستمرا إلى أن تضع قوانين تحترم حرية التعبير، مع إتاحة فرصة للشباب للتعبير عن أنفسهم عبر منظمات طوعية أو أحزاب سياسية جديدة أو تضبط عمل الأحزاب.

تخيل رئيس حزب يحرض الشارع علي حكومته، وزراء يعملون علي فرض عقوبات علي دولتهم، السودان يحتاج إلى قوانين تضبط هذا العمل.

ويستبعد حاليا تنحي عبدالفتاح البرهان ،ونائبه محمد حمدان دقلو من المشهد، ويرى أن لهم أدوار مهمة، لهم تأييد دولي مع بعض الأحزاب السياسية، حققوا بعض الإنجازات، إذا إستطاعوا إيصال البلاد إلي الإنتخابات، يكونوا أنجزوا، وبعدها يعودوا إلي الثكنات.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.