آخر الأخبار
The news is by your side.

متاعب حميدتي … بقلم: بشرى أحمد علي

متاعب حميدتي … بقلم: بشرى أحمد علي

يُعتبر الشعب السوداني من أكثر الشعوب عناداً، ومن الصعب حكمه او التحكم فيه، الشعب السوداني لا يسير خلف رغبات ونزوات الحاكم، ولذلك كل من حكم السودان نجد في صفحته القدح والذم.

بدا الأمر باسماعيل محمد علي باشا والذي انتهى به الأمر بأن مات محترقاً على يد المك نمر.

نصب الجنرال غردون نفسه ليكون منقذاً للسودان من فساد الحكم التركي المصري ومحاربة تجار الرقيق، فانتهى به الأمر مقطوع الرأس في قصره.

استبدل السودانيون (تمكين بتمكين) عندما وصل الخليفة عبد الله التعايشي للحكم، فانتعش الصراع بين   أبناء البحر وأبناء الغرب، و نهاية حكم الخليفة عبد الله بدأت عندما اندحرت قواته في معركة النخيلة، نجح الانجليز في حكم السودان، وكانت سياسة المناطق المقفولة التي اتبعوها في الجنوب الفضل في استقرار السودان.

بعد الاستقلال، المحجوب مات منفياً، و الازهري مات بصدمة سكر، وعبد الخالق محجوب مات مشنوقاً.. استتر النميري بالدين ولكنه سقط في انتفاضة شعبية.

ثم جاء البشير بعد أن اعتقد ان تطبيق الشريعة الإسلامية قد يفك شفرة البقاء في الحكم، ثلاثين عاماً من التمكين سقط البشير وكأنه لم يغني فيها.

لذلك اعتقد ان الجنرال حميدتي والجاهل بتاريخ الشعب السوداني هو لا زال في بداية الطريق، لا استطيع قلة او كثرة حكم السودان، ولا حتى العسكر.

وكان سؤالي هو أن حكومة الدكتور حمدوك هي أضعف حكومة تمر على السودان، حكومة بلا جيش او شرطة او أمن، ولا تتحكم في موارد البلاد التي نزعها الجيش، تواجه أزمات متراكمة وحادة وتحريض حتى في منابر المساجد.

لكن لماذا لم تسقط؟؟

هذا هو السؤال الذي أثار حنق حميدتي وجعله يخرج ليكرر مشهد طيبة الحسناب في ايام الثورة على البشير، تحدث حميدتي أمام جنوده وهو يتحدث عن الفساد والتمكين الجديد وهو يتوهم إشعال الشارع على حمدوك، ولكن خطبته لم يستمع لها غير الكيزان، والسبب انه في طيبة الحسناب كان بندقية للبشير.

وهو الآن يتحدث من منبر البشير ويرفع بندقيته في وجه الشعب بعد أن أقام امبراطوريته على انقاض عرش البشير، فقد استبدل الشعب السوداني بيوت الأشباح التي كان يديرها صلاح قوش ببيوت أشباح جديدة تشرف عليها قوات الدعم السريع.

كان صلاح قوش يستهدف فقط النشطاء السياسيين اما قوات الدعم السريع فهي تستهدف كل من لا يشاركها عقيدتها الجهوية فتوسعت في القتل والتعذيب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.