آخر الأخبار
The news is by your side.

لي كلمة مع القراء … بقلم: جعفر عباس

لي كلمة مع القراء … بقلم: جعفر عباس

رغم انني ظللت اكتب المقال الصحفي منذ ثلاثين عاما (يعني منذ ان كان عمري 9 سنوات)، إلا انني لم أجد متعة التفاعل مع القراء إلا في فيسبوك، فصرت حريصا كلما نشرت “كلاما” هنا (وليس كل ما انشره هنا يستحق اسم “مقال”) على ان أدخل في “خذ وهات” مع القراء حتى صرت أعرف العديدين منهم بالاسم رغم انني لم ألتق بهم قط، وأحيانا أكتب كلاما وأقول في سري: ستأتي فلانة وتسل لسانها والله يستر، ولكن فلان “الكلس تور شين” سيقف الى صفي.

صرت أحس بأن علاقتي بالعشرات منكم لم تعد افتراضية، وبأننا نعرف بعضنا البعض “شخصيا”، ويسعدني كثيرا أن هذه الصفحة تكاد تخلو من المهاترات بين من يرتادونها رغم ما قد يثار فيها من قضايا خلافية، ولا تتجاوز الملاسنة: كوز مندس أو قحاتي (لمن يعتبرون تأييد قحت مسبة)، ولكن وكل بضعة أيام يأتي شخص بتعليق على كلام لي يستفزني جدا، فإذا كتبت في السياسة قال: بلاش سياسة، وإذا كتبت في شأن آخر قال: حال البلد كذا وكذا وأنت تسرح بنا بعيدا ودا ما وقته، وهذا الصنف يفترض انه أكثر “وطنية” مني ومن غيري.

وبالمقابل هناك من ظلوا يقرأون لي لسنوات طويلة ويطلبون مني إعادة نشر مقالات قديمة محددة أو تناول موضوع معين وطلباتهم عندي أوامر لأنهم “رفاق دربي”، وما أريد أن أؤكد عليه هو انه حتى رئيس تحرير صحيفة يعطيني الشيء الفلاني على كل مقال لا يملك حق إعطائي الأمر بالكتابة او عدم الكتابة في موضوع معين، فـ “خلونا حلوين” وبلاش: لماذا تكتب او لا تكتب في هذا الموضوع؟ لأنني وكما قلت مرارا لا أكتب استجابة لما يطلبه المستمعون او استجابة لأوامر (وإن كان يسعدني ان استجيب لكل ما يطلبه قدامى زبائني لأنني أعتز بهم وأقدرهم كثيرا).

والأمر الآخر: اطلب المعذرة ممن يراسلونني عبر مسنجر إذا لم أرد على رسائلهم لأنني اتعامل مع المسنجر عادة مرة كل شهر او شهرين، وأجده مثقلا بالرسائل ولا أجد الوقت حتى لقراءة بعضها، أما من يراسلني عبر الإيميل فإنني أقوم بالرد عليه فورا.

أرجو ان يدوم الود والتواصل بيننا وان نظل دائما مهذبين في التفاعل مع بعضنا البعض وأن يكف بعضكم عن الإملاء علي ما ينبغي ان اكتب او لا أكتب وأن تأخذوا في الاعتبار أنني أحرص كثيرا على نشر كلام لا يتعلق فقط بالسودان وأهله لأن معنا في الصفحة اشخاص أعرفهم جيدا من قدامى قرائي من المغرب ومالي وتونس والسعودية والصومال وسوريا ومصر وغيرها، فكما قد يعرف بعضكم فقد عرفني القراء خارج السودان قبل ان يعرفني القارئ السوداني بزمن طويل لأنني بدأت كتابة العمود الصحفي في قطر والسعودية ولندن والامارات قبل ان تستضيفني صحف سودانية.

وأقول مجددا: بلاش أوامر بلغة فيها جلافة بأن أكتب او لا أكتب في هذا الأمر او ذاك، فحتى أم الجعافر التي لها مقام رفيع في الخاطر، لا تملك ذلك الحق، رغم أنه من حقها أن تأمرني في أمور كثيرة، ولكن ليس بينها ما يتعلق بما أكتب (وعلى كل حال اسمها مع مارك لتظل محظورة من فيسبوك إلى الأبد).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.