آخر الأخبار
The news is by your side.

للجمعة في بورتسودان مع الشيخ محجوب كان معنى اخر

للجمعة في بورتسودان مع الشيخ محجوب كان معنى اخر

بقلم: صالح أحمد صالح

المرء في احايين كثيرة ينأى بنفسه من سرد محاسن من رحلوا عنا خشية الا ننصفهم فنفضل التواكل الى ان يقوم بالمهمة اخرين اكثر منا حصيلة واوسع معرفة بهم ولكن عند الشيخ محجوب مصطفى مهما حاولنا اللجوء لتلك العادة غلبتنا الاحرف على تواضعها وقصرها أمام قامته فحملناها علها تجود بشيء يعزي النفس ويسليها فيرد قدرا من فضائل الرجل في حق العامة والامة.

الشيخ محجوب كان عالما وشيخا مصلحا وداعية بمعنى الكلمة وقدوة لمن يستعصي عليه ربط القول بالفعل ، ومثله قل ان يجود الزمان به.حين تلوث كثر وتلونوا وغرتهم خزائن السلطان وصولجانه نأى بنفسه وفضل ان يأكل من عمل يده كما الانبياء وهو في تجارته لم يبحث عن ارباح وثراء ولم يكتال على الناس ولم يطفف الميزان ولم يطمع ولم يجاري الدولار جشعا وطمعا كان زاهدا يعرف ويريد ويؤمن ويطبق الاسلام عملا وليس شعارا لم ينافق ،لم يداهن ،لم يغريه اقبال الزبائن القادمون اليه لفارق ربح بسيط فيستغل ذلك.

ولم يهمه سخط التجار وسالفهم ولهث جلهم في السوق للجمع والاحتكار ،ولم يخشى في الحق لومة لائم ولم يتقرب لوال او وزير ،لا يشتم او يسيء لأحد. ظل يقول ويصدح بالحق كان مع الله والضعفاء فكان الله معه عند الشدائد والاهوال والعواصف وهو يردد اتبعوا من لا يسألكم أجرا فلم يمسسه سوء بإذنه ونحسبه من الصالحين في العليين ولا نزكيه على الله .. ينصح وينتقد يقوم في الوقت الذي إختبأ فيه كثر خلف اسفار من فتاوى فقه السترة والضرورة بلا سند رغم لسعات تأنيب الضميرا وارتضوا بالواقع المنكوب.

كنا نلجأ اليه اوقاتا فلم يباهي او يتعالى ويتعذر وسط همومه وانشغاله ومصحفه كان يفصح ما اشكل علينا بكل ثقة وتواضع دوما يعطينا رأيه دون تنطع أو مجاملة وخوف ويشد من ازرك ويرشدك ويحفزك للسؤال عن المزيد يحدثك وتنقل افادته في الاعلام بكل ثقة في ساعات ساخنة يطلب فيها الغالب حجب اسمهم ،ثم يتبنى ويطرح الامر في منبره دون تفاصيل وتشهير أو غلو، يتناول القضايا الملحة والساخنة ويأمر بالمعروف في الوقت الذي كان يتحاشى الغالب بطول المدينة وعرضها من الشيوخ عما يجري ويحدث ويتثاقلون.

حين نبحث عن فتوى وامل ونصح بكلمة نجده من غير عناء ثم نعود ونتداوى ونخفف على انفسنا الهموم والانشغال . ايضا الى جانب العلوم الدينية والخطابة والسياسة والكياسة كان معلما بارعا في الرياضيات فاض وجاد وأفاد من معين علمه الكثيرين.

لولا إرادة الله كم كنا و الوطن بحاجة إليه ومدينته بورتسودان التي افتقدته في فترات عسيرة ولحظات عصية سيما بعد ميلاد الحرية التي ظل يجأر بها إلى ان عبث بها الهمج والسفهاء لإغراضهم لأنهم لا يعرفون قيمتها ولم يكونوا جزء ممن اكتوى بضنك تخلقها ولم يحرقهم لهيبها ومرارة وعذابات نارها..

اللهم ارحمه واحسن إليه والهم اهله وذويه الصبر والسلوان.. وانا لله وانا اليه راجعون .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.