آخر الأخبار
The news is by your side.

لا زالت الدماء تسيل … بقلم: كمال كرار

لا زالت الدماء تسيل … بقلم: كمال كرار

قال المخلوع البشير يوما ما وهو في غطرسته (شنو يعني دارفور ؟..الماتوا بس عشرة الف )،وكم سمعنا جملة أمسح أكسح ما تجيبو حي،وكأنما الناس هنالك أكوام من القصب والقش وليسوا بشرا مثل الاخرين .

وقد كان من المأمول ان تطوي ثورة ديسمبر هذه الصفحات الكالحة،ولكن لا زال الشوط بعيدا.
ونسال ولا نتلقي الاجابة..لماذا تهاجم القوات النظامية المواكب والاعتصام السلمي؟
ونسال ولا نتلقى الاجابة..لماذا يقتل المدنيون بدم بارد؟

والاجابة في كل الاحوال ان بعض ممن يحملون السلاح هم اعداء الشعب،أما كيف حصلوا على الرتب العليا والسلاح فهي قصة تحكي عن صناعة المليشيات في بلادنا ..
وربما لا زالوا يتلقون الاوامر ممن صنعوهم وعلى قول المثل الدارفوري (من ضهر التور إلى خلف دور).

وثورات السودان المختلفة جعلت الحركة الجماهيرية أكثر وعيا وصلابة،حتى وصلت لمحطة (الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول) ..يا لهذا الشعار القوى،ويا للثوار البواسل.

والوعي الثوري منذ عقود عرف الاضراب السياسي والعصيان المدني،سلاحا يفوق أي قهر عسكري..وينتصر وإن طال الزمن، وهو سلاح الارادة والتصميم،والتفاني في سبيل الوطن.

ومن هذا الوعي ..جاءت اعتصامات دارفور ..من اجل المطالب العدالة،فلماذا يفضونها بالرصاص لتسيل الدماء مجددا،ودم القيادة لا زال رطبا؟

هؤلاء القتلة ..لا يعرفون حرفة غير القتل،وليتهم يستأسدون على جيوش أجنبية تحتل أجزاء من بلادنا،لكنهم (أسد علي وفي الحروب نعامة).

قال أمل دنقل في سالف العصر والأوان في وصف هؤلاء : (لكنه إن يحن الموت فداء الوطن المقهور والعقيدة…فر من الميدان ..وحاصر السلطان..وأعلن الثورة في المذياع والجريدة ).

وحتي ينتزع الشعب مطلب هيكلة القوات النظامية،وتجريد المليشيا من السلاح،وتقديم المجرمبن للعدالة،وحتى تكون مهمة من لبسوا الكاكي حماية الوطن والمواطنين وليس قتلهم،وحتى ..وحتى ..فإن الطريق الى الدولة المدنية ..تصنعه وحدة الثوار ..وتصميمهم على استكمال مهام الثورة،وتصنعه المزيد من الاعتصامات إلي حين أن تكون الولايات وبخاصة دارفور ..مدنية خالصة ..دون جنجويد او كدمول مسلح او سدنة .

وعذرا يا أيها الشهداء فالثورة والمشهد الراهن لم يمنع سفك دمائكم .. ولكن ..من سار على الدرب وصل ..وهذا عهدنا لكم .

ودم الشهيد بي كم ..ولا السؤال ممنوع ؟؟!!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.