آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام عابر … بقلم: عبدالله علقم .. إعتذار

 كلام عابر … بقلم: عبدالله علقم .. إعتذار

التقينا عقب خروج السيد الصادق المهدي من السودان (خلسة) في يناير 1996 ودخوله الأراضي الإريترية في عملية درامية أطلق عليها اسم “تهتدون” لا تخلو في ظاهرها من الإثارة والبطولة، وهي العملية التي وصفها الصادق فيما بعد بأنها (عملية عسكرية) كعادته في تجميل الأِشياء.

تحدثت له عن ذلك الخروج الدرامي بشيء غير قليل من الإعجاب، قال لي أن الصادق سيشرع خلال أيام قليلة في العمل على فركشة التجمع المعارض ثم ينسحب من التجمع ويصالح النظام ويعود للسودان، اعتبرته تحاملا غير مبرر منه على الرجل.

قال لي بكل هدوء وثقة: (ولو كلامي دا ما حصل تعال قول لي إنت كضاب).


و(حدس ما حدس)،وتتابع سقوط الأوراق، وتحقق ما قاله سطرا سطرا، وأعقبت “تهتدون” “تفلحون” وترجعون وتحردون وتحرنون وتصالحون وتفشلون وتكذبون وتفركشون،الخ.


أعلم أن الإعتذار في غير وقته كتقديم القهوة الباردة للضيف كما يقول المثل.الواقعة نفسها سقطت من الذاكرة ولكني استدعيتها مجددا عبر السنين بعد عودة الصادق لممارسة هوايته القديمة المتجددة في شق الصفوف التجريب والتنظير والخيارات الخاطئة.

وجدت أني أدين بالإعتذار للرجل عن المغالطة القديمة وهو دين لم يسقطه الزمن. كلماته صاح “مية في المية”، وإن الصادق، فعلا بث الشقاق في التجمع الوطني وصالح النظام ورجع للسودان.ها هو اليوم يسعى بإصرار عجيب لشق الصفوف ولا يري الناس إلا مايرى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.