آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: هل أصبح الطبيب إنسان (آلى) لجباية الأموال !!

كلام بفلوس: هل أصبح الطبيب إنسان (آلى) لجباية الأموال !!

حقيقة وأقعية تسبب فيها طبيب إختصاصى معروف بجدارته ومشهود له بكفاءته المتميزة إلا أن عامل السن أحيانا يفرض على الإنسان إما أن يقدم إستقالته أو يحيل نفسه إلى المعاش حتى لا يلوث سمعته ومكانته المرموقة بغلطة العمر التى لا تغفر ! .

الطبيب كما ذكرت أنه مشهور .. جاء إليه المريض السودانى (ع.ع) وراح يعبر عن عدم إرتياحه تجاه ذلك الموقف المتكرر من جانب طبيبه الذى لا يصغى لشكواه بالقدر الكافى .. جاء إليه يحدثه حديث القلب المفتوح عن آلامه وأوجاعه فبادره بوصفة طبية شاملة لبعض العقاقير الطبية المداوية .. فهو يبحث عن أذان صاغية فى إطار حديث متبادل طويل يميزه الهدوء والمصارحة وأيضا التعاطف والإهتمام .. ولكن الطبيب لا يملك من الوقت ما يكفى للإنصات لتفاصيل هذه الآلام أو حتى لمعرفة نشأتها وإفرازاتها النفسية المترسبة .. وكيف للطبيب أن يعطى له من الوقت ما لا يملكه .. وهو بطبيعة الحال لا يملك منه سوى القليل وذلك على إعتبار مراعاة مبدأ العدالة فى إطار توزيع ذلك الوقت الضيق بين الآخرين من المرضى .. وقد يكون ذلك مجرد وصف عام لاحد المواقف الحقيقية التى تواجهنا فى الحياة بصفة متكررة وبالطبع فإن صفة التكرار تفقد الوقت نفسه طابع الإثارة والإهتمام .

إلى هذا الحد أيها الأحباب بات عامل الوقت يتحكم فى حياتنا بحيث أصبحنا مهددين بفقدان زمامها أو حتى القدرة على التحكم فى مسارها ! وهل معنى ذلك أن المجتمع أصبح مهددا بمرض ( الجفاف العاطفى) بفضل خضوعه لا ستبداد الوقت وسيطرته ! فالطبيب عادة لا يصغى لمريضه على النحو المطلوب حيث أنه لا يملك الوقت الكافى له وإنفاذا لذلك الوقت الثمين والمحدد فإنه — أى الطبيب — يبادر ببتر أصبع قدم المريض خلال مدة قصيرة لا تتجاوز دقائق معدودة هذا هو الحد الأقصى للمساعدة من جانب الطبيب وذلك على إعتبار التسليم مقدما .

وهنا تبدأ معاناة المريض السودانى (ع.ع) وبعد بتر الأصبع أصبح يعانى من آلام فى (القدم) مما جعل الطبيب يقوم بعملية فتح فى مؤخرة القدم .. عجبى .. المريض مازال يعانى من الآلام مرت الأيام والأسابيع وآلامه تزداد يوما بعد يوم ولا شئ يفعله الطبيب غير القيام بتنظيف الجرح يوميا وبمبلغ لا يستهان به.

وأخيرا وبعد نفاد الصبر لأهل المريض توجهوا إلى دكتور آخر إختصاصى (أورده) وفى نفس المستشفى وبعد الكشف بادرهم مباشرة بإجراء عملية بتر عاجلة للقدم حيث هناك (جلطة) بالقدم ومنذ فترة ليست بالقصيرة ولا مجال للتأخير !! .

إلى هذا الحد بات الطب متاجرة .. أصبح الطبيب مجرد إنسان آلى لجباية الأموال من مرضاه فقط .. وأصبح فاقد للحس والشعور معا .. فالسؤال الذى يفرض نفسه أين ذهب ذلك القسم والذى أقسمه ذلك الطبيب ؟ وفعلا تم بتر قدم المريض السودانى بين حيرة الجميع دون محاسبة لذاك الطبيب .. فهل ياترى أصبح التعاطف والتهاون يشكل أهم مقومات العلاقات بين زملاء المهنة ليصبح المريض هو الضحية أم ماذا ياترى ؟!!. فالإصغاء والتعاطف يشكلان أهم مقومات العلاقات السليمة القوية الأسرية والمهنية والعلمية .. فإذا ساد الوعى بأصول فى الإصغاء بين مختلف فئات المجتمع .. الطبيب يصغى لمرضاه والمعلم لتلاميذه والرئيس لمرؤسية الأب لابنائه .. لا أصبح فى الأمكان تأكيد الصلات وتدعيم الروابط ونشر الحب والوئام بين أفراده .. أليس كذلك .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.