كلام بفلوس: سخافات طلاقية !!! .. بقلم: تاج السر محمد حامد
كلام بفلوس: سخافات طلاقية !!! .. بقلم: تاج السر محمد حامد
(1)
بعد انقضاء ثلاثة أشهر من الزواج .. جلس العروسان يشاهدان التلفزيون وهما منسجمين .. أطل عليهما من خلال الشاشة فنان مشهور بأغانية العاطفية يشدو بأغنية وطنيه .. ولسوء الحظ كان العريس من القلائل الذين يكرهون هذا الفنان .. وكانت العروس من الكثيرين الذين يحبونه ويعتبرونه فنانهم المفضل .. فقام العريس بإغلاق التلفزيون قائلا أن صوت هذا الفنان لا ينفع فى الأغانى الوطنية وانه لا ينفع إلا فى اغانى الحب والكلام الفاضى .. فصرخت زوجته إنها تريد أن تسمعه حتى ولو كان يتكلم .. واعادت فتحه مرة أخرى .. والعريس يعيد إغلاقه .. هكذا عشرات المرات .. حتى صرخ العريس فى عروسه متوعدا إنها لو أعادت فتحه مرة أخرى ستكون طالقا .. فما كان منها إلا أن إزدات إصرارا وعنادا وقامت بفتحه مرة أخرى .. فنطق عريسها بكلمة الطلاق بين كلمات الفنان المشهور وألحانه الشجية .
(2)
عاد العروسان من الفندق .. أو كما يحلو من شهر العسل بعد ان قضيا يومى عسل عقب ان أحتفلا بليلة العمر .. وما ان دخلت العروس من باب منزل أهله حتى صرخت غاضبة أنا أريد الذهاب والمكوث مع أهلى .. فأصر هو على رأيه وهى على رأيها .. وتجادل العروسان واحتدم بينهما النقاش حتى وصل إلى تبادل الشتائم وعبارات السباب .. وأنتهى بخروج العروس من بيت أهله فى نفس الساعة التى دخلت فيها .. وحدث الطلاق.
إنما قراتموه أعلاه ليس ملخصا لفلم من أفلام المقاولات وأيضا ليس مقطعا من رواية ستصدر قريبا عن دار البيض والفقوس للنشر والتوزيع .. بل هى قصص وأقعية حدثت فى محيط هذه الحياة الغريبة .. وأبطالها أحياء يرزقون يندبون حظهم العاثر الذى أوقعهم فى بعضهم البعض .. وهناك الكثير والكثير من القصص والحكايات التى تصلح أن تضم لكتاب ضخم يطلق عليه ( سخافات طلاقية) ويوزع مجانا بين الناس ليقرؤه ويعرفوا كم من السخفاء اخطاؤا ليتفادوا أخطاءهم .
فكلنا نعلم علم اليقين أنه فى بداية الحياة الزوجية يصادف العروسان بعض المشاكل التى قد تكون مشاكل مستعصية يصعب حلها إلا بتدخل بعض الأطراف .. أو مشاكل سخيفة تافهة .. ولكن بقلة العقل وقلة الخبرة فى الحياة يجعلونها مشكلة كبيرة قد تعصف بكيان الحياة وتزلزل أركانه .. وتنشأ هذه المشاكل عادة بين الزوجين بسبب عدم الكفاية كفاية الإنسجام بينهما لأن التفاهم الحقيقى والإنسجام المطلوب لا يظهر إلا بعد الزواج لان العروسين يكونان قد تلاحما وتشاركا بعضهما ببعض فى كل الأمور وأصبحا شخصا وأحدا .. فالزوج يرى زوجته من منظار إنها شريكته فى كل شئ فيبدأ فى التصرف طبقا لعاداته وأسلوبه يظهر ما يحبه وما يكرهه وما يريده وما لا يريده وغيرها من الأمور والاساليب التى تعود عليها وتكون العروس لا تعرفها أو تغافلت عليها أو لم تراها مجسدة أمامها .. وطبعا ستحذو العروس حذو عريسها فتظهر بكل حقيقتها دون رتوش وستظهر تلك الشخصية التى تعودتها دون تغيير أو تحريف وستتعامل بكل طبيعتها وأساليبها .. وهنا يتقابل الوجهان الحقيقيان وتحدث المفاجأة .. ويكون فى بعض الأحيان لسوء الحظ .. فلا تتلاءم وجهات النظر فى أمر من الأمور او تتصادم الشخصيات بقوة تنتج عنها شرارة غير مرضية قد تكون هى سبب الحريق .
فالذى يهمنا فى هذا الموضوع هو تدارك هذه المشكلات قبل وقوعها بمحاولة كل من الطرفين أن يظهر للطرف الأخر كل مايتعلق به ويكشف له عن كل أسرار وحقائق حياته التى قد تسبب لظهورها المتأخر عاصفة تزلزل كيان مستقبلهما .. ويجب على العروسين ان يتحليا بطول الصبر ورحابة العقل وقوة الحنكة وان يحاولا أن يصلحا خلافهما فى حدود ضيقة مع تقديم بعض التنازلات .. فلو تنازل الرجل فى بعض الأمور وتنازلت المرأة فى الأمور الأخرى ستتعادل كفتا الميزان وتسير بصورة طبيعية بعيدا عن المشاكل والخلافات .. فأبحثوا عن الإستقرار والتفاهم والإستمرار وحافظوا على أنفسكم حتى تضمنوا إن شاءالله حياة كريمة هانئه تخصها قلوب خفاقه بالحب وشفاه مبتسمة بالسعادة .. وكفى .
