آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: الإختلاط ممنوع لكنه محبب للنفس البشرية فأحذروا !!

كلام بفلوس: الإختلاط ممنوع لكنه محبب للنفس البشرية فأحذروا !!

بقلم: تاج السر محمد حامد

ليست نسجا من الخيال بل حقيقة وأقعية .. كانت من أعز صديقاتها فهى زميلة دراسة وجاره فى نفس الحى لذلك توطدت أواصر العلاقة بينهما كثيرا .. وكما هو الحال وسنة الحياة إفترقتا بالزواج تزوجت الأولى ورحلت مع زوجها إلى خارج البلاد ليكمل دراسته هناك .. أما الثانية فأنتظرت حتى جاءها النصيب كما يقولون .. ورحلت إلى بيت العدل .. وتمضى السنون سريعة متلاحقة وتعود المسافرة الأولى إلى الوطن .. ولعلها مازالت تحتفظ بذكريات الصداقة الجميلة فى الأيام الخالية .

حاولت أن تسأل عن صديقتها القديمة لعلها وبدافع حب الإستطلاع لدى الأنثى أرادت أن تعرف أحوالها .. وتشاء الأقدار أن تلتقيا فى مكان عام فكانت مفاجأة ساره لكلتيهما حيث كان اللقاء حارا ومثيرا إرتسمت معه الدهشة على محيا الزوجين اللذين وقفا لبرهة يرقبان العناق والعتاب والكلام فقد كان يبدو وكأنهما نسيتا زوجيهما .. وبعد برهة وجيزة إستشعرتا ذلك فأرادت الأولى العائدة من الخارج أن تقدم صديقتها لزوجها وكأنها قرأت الحرج على وجهها فذهبت هى بنفسها أولا لزوج صديقتها تقدم نفسها إليه على إنها أعز صديقات زوجته وأنه أخذها منها .. وبأسلوب مبسط أثار دهشة الرجل وبهذه الجرأة إضطرت صديقتها إلى التقدم معها إلى زوجها للتعارف بمرافقتهما فحدثتهما ودعتهما إلى العشاء فقبلا .

وتمر الأيام والشهور ولا تنقطع احداهن عن الأخرى ويتطور الإختلاط وتتعدد اللقاءات بلا حجاب أو ستار .. وكانت الزوجة الثانية ملتزمة إلى حد ما .. وكان زوجها لا يستسيغ هذا الوضع الذى وجد نفسه فيه .. عانت هذه الزوجة تجاوزا تلاحظ فى نظرات زوج صديقتها العزيزة العائدة من الخارج شيئا غير عادى لكنها كانت تتجاهله وتؤنب ضميرها إن سمحت لخيالها بالتحليق فى منطقة محرمة وحدود ممنوعة ورأت أنه وهم ولا يمكن أبدا أن يكون له المعنى الذى فكرت فيه .. وصارت تتجاهل الأمر .. وتمر الأيام وتتوثق عرى الصداقة بينهما وأبيح خلالها ماهو محرم فصار إتصال الزوج ببيت الآخر عاديا يسأل عنه ويمازح زوجته .

ومع مرور الأيام تكتشف الزوجة المسكينة الثانية التى راعت حرمة زوج صديقتها وتجاهلت نظرات زوجها تكتشف فاجعة تصحو عليها عندما تستمع دون قصد وهى عائدة لتوها للبيت إلى زوجها يتحدث إلى صديقتها عبر الهاتف وعرفت ذلك من خلال ترديده لاسمها الذى نزل كالصاعقة على مسمعها .. وسمعته يذكر مزاحا وألفاظا يندى لها جبينها لم تسمعها هى زوجته التى كان يحبها .. أو كما كان يدعى .. إكتشفت المسكينة وليتها لم تكتشف ان زوجها يخونها مع صديقتها ويتبادلان حديث الزوج مع زوجته.

صحت بعد غفلة وتساهل وإستخفاف بخطر الإختلاط وعرفت أنها كانت السبب عندما سمحت لتلك التى تدعى الصداقة .. وتذكرت كيف أنها هونت على زوجها الأمر فى بدايته حينما كان يندهش ويتذمر من تصرفات صديقتها وهذه هى المشكلة عندما ننسى أحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية وما رسمته لنا من حدود تحفظ عرضنا وشؤوننا نصحو على الفاجعة بعد فوات الأوان .

إن الشريعة الإسلامية منعت الإختلاط إنما تسد ذريعة وتمنع خطرا يسرى خفية مستترا تحت شعارات بالية هى الثقة والمحبة والصداقة .. الشرع يمنع الإختلاط وهو محبب للنفس البشرية التى تميل إليه وإلى التآلف لأن المشرع هو الخالق جل جلاله الذى خلق تلك النفس ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .. يعلم سبحانه أخطار الإختلاط وجلوس الرجل ينظر إلى زوجة غيره .. ليقع الحظر والمحظور وليحاسب الكل نفسه وسيجد أن المرأة قد تكابر أحيانا وكذلك الرجل بأنهما يعرفان حدودهما وانهما لا يختليان .. ثم لا يلبثان أن يكتشفا أنهما فى مرحلة يصعب فيها التحكم والسيطرة !!.

وأخيرا وعبر هذا العمود عمود (كلام بفلوس) دعوة خالصة لله عزيزى القارئ أن تحذر الإختلاط وعواقبه فإن الشرع لا ينهى عن شئ إلا فيه جلب مصلحة ودرء مفسدة .. فالإختلاط يرفع التكلفة ويبسط الأمور ويؤدى إلى مزيد من التنازلات .. فالإستلطافات والإبتسامات والسؤال عن الحال والأحوال عبر الهاتف فالوقوع فى المحظور والعياذ بالله .. فأحذروا .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.