آخر الأخبار
The news is by your side.

في رثاء استاذي عبد السلام جريس.. د. الهادي مسكين

في رثاء استاذي عبد السلام جريس

د الهادي مسكين – محرر كتاب عبقرية جريس

 

في هذا اليوم الحزين، نودع استاذًا جليلًا، رحل عنا بعد حياة مليئة بالعطاء والتفاني في خدمة المجتمع والتعليم.
رحل عنا اليوم استاذنا عبد السلام جريس، الرجل الذي وهب حياته لخدمة الانسانية والعمل على تحسين صحة المجتمع وخاصة صحة المرأة في المناطق المهمشة والمناطق التي تعاني من التهميش وصعف الخدمات. كانت رحلته مليئة بالإنجازات والإنجازات التي لا تحصى، فقد عمل بلا كلل وجهد لتطوير التعليم وتعزيز قيم التسامح والتعاون في المجتمع.
كان استاذنا عبد السلام جريس شخصية مؤثرة في حياتنا جميعًا، فقد كان يشغف بالتعليم وكان يؤمن بأن التعليم هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل لأطفالنا. كان يعمل بلا كلل لضمان أن يحصل الجميع على فرصة تعليمية عادلة وكافية.
كان استاذنا عبد السلام جريس أكثر من مجرد مدرِّس، فقد كان صديقًا وقائدًا وشخصًا يستطيع أن يُشَارَ إِلَيْهِ في أي وقت. كان يحب الناس وكان يتعامل معهم بكل صدق وإخلاص.
كان الأستاذ فردًا من النخبة التعليمية، وكان يتمتع بشخصية قوية وحضور مؤثر. كان يحب تحفيز طلابه للتفوق والنجاح، وكان دائمًا مستعدًا للاستماع إلى أفكارهم وإرشادهم.
رحيل استاذنا عبد السلام جريس فقد كبير للمجتمع، فقد فقدنا رجلاً عظيمًا وشخصية مؤثرة. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يُلهِمَ أهله وذويه الصبر والسلوان.
إن رحيل استاذنا الجليل سوف يُشَعِرُ بفقدان كبير في المجتمع السوداني. إلا أنَّ ذكرى عطائه وتفانيه سوف تبقى خالدة في قلوب طلابi وزملاءه ومرضاه.
بروفسير عبد السلام جريس أحد أفراد الجيل الذهبي في السودان الذين قادوا وأسسوا لنهضة السودان في كثير من المجالات العلمية، الثقافية، السياسية والاقتصادية. بروفسير جريس واحد من هذا الجيل الرائد، بل في طليعة نخبة المثقفين والأكاديميين.
تدرج بروفسير جريس في مسيرته التعليمية مثله مثل أبناء جيله تسنده مقدرات عقلية وذهنية نـادرة. وتفوق في كل مراحله الدراسية التي بدأها من ُأكمه ارض الحضارة النوبية التي تقع شمال عكاشة المشهورة بوجود ضريح وقبة سيدنا عكاشة الصحابي الجليل. قد شهدت تلك القرية الحالمة نبوغه المبكر، مروراً بعبري الوسطي وهي محطة مهمة شهدت اختلاطه بأبناء منطقته ووادي سيدنا التي وسعت مداركه وزادت من معرفته بمناطق السودان من خلال ابناه الوافدين النابغين من كل بقاع الوطن وثم ثم جامعة الخرطوم التي شهدت ميلاد واحد من أعظم أستاذة امراض النساء والتوليد في السودان، قد أسهم مع زملائه في بناء تاريخ السودان الطبي المعاصر.
ظل البروفسير جريس ولأكثر من ثلاثين عاًما، يعمل بل اكلل أو ملل لخفض معدلات في السودان وفيات الأمهات والأطفال في السودان والتي تعتبر من اعلي المعدلات في العالم، وعمل لزيادة الخدمات الصحية للمجتمعات الفقيرة في ا أطراف المدن، رغًما عن مكابدته المرض العضال الذي ألم به ولكن لم يقعده عن أداء رسالته الإنسانية وظل دايما منارة للأمل لعشرات الآلاف من النساء النازحات من ويلات الحروب اللائي يعشن في وحول الخرطوم، يقدم خدماته كأروع ما يكون البذل والعطا.
بروفيسور جريس كله معاني وأعجاز، إن ابلغ ما في هذا العملاق الفذ من معاني الإعجاز أرادته المنتصرة التي قهرت المرض الذي أقعده عن الحركة والكلام، لكنه تحدى المستحيل وقهر كل الصعوبات التي واجهته، فهو نموذج حي ورائع للشجاعة والعصامية وقوة العزيمة. فهو مشارك في المناسبات الرسمية والاجتماعية والأكاديمية تجده في كل مكان وفي كل مناسبة أول الحاضرين والمشاركين. فهو يشارك كل الذين من حوله بدون تمييز.
بروفيسور جريس تاريخ من العطاء والالتزام المهني والأخلاقي بكل ما تحمله الكلمة من بعد ومعنى في قاموس الأخلاق الطبية. فهو يؤدي واجبه تجاه المرضي والطلاب والزملاء بمهنية عالية وأخلاق رفيعة. فهو دائما يتواصل مع الآخرين ويباشر مهام عمله في صبر جميل.
الحمد الله كثيراً أن هيأ لي فرصة أن انهل من معين أحد عمالقة الطب في السودان. وخلال تلك الفترة لم أَري منه إلا ما يسر ويفرح من جميل الخصال والصفات، فبروفيسور جريس أنسان بمعني الكلمة. ولا توجد كلمة أخرى اشمل وأوفي منها. في دواخله أنسان عميق الإنسانية وقلب طفل. فتح غرفه الأربع لمن يستحق الحب والمساعدة. يأسر قلب كل من يعرفه. نموذج لا يتكرر بسهولة. نال احترام كل من عرفه أو عمل معه.
بروفيسور جريس رجل عائلة من الدرجة الأولى، مبدوآه في الحياة (إن أعظم ما قد ُينجزه الإنسان في حياته هو العائلة). اتسم بكل صفات الرجل المربي من العلم، والأمانة، والقوة، والعدل، والحـرص، والحـزم، والصلاح، والصدق، والحكمة. هذه الصفات أهلته ليخرج للمجتمع السوداني أسرة نموذجية بكل المقاييس. وقد حباه الله بأسرة قمة في الروعة والأدب والذوق والأخلاق الحميدة. وأقول ذلك نتاج عشرة طويلة له ولأسرته الكريمة، حفظهم الله ورعاهم. هذا قليل عن أسرته الصغيرة، أما أسرته الممتدة فيكفي أن نقول انه هرٌم نوبٌي شامٌخ.
Whenever the Nubians are mentioned, we must appreciate Prof. Gerais because he is an ideal Sudanese citizen and one of Sudan’s treasures. He is an outstanding figure in the world of science and medicine, legendary in his work, legendary in his humanity, legendary in his social ties, in his world-renowned reputation and magnanimity.
God has given Prof. Gerais a solid will and insistence found only in people of great missions.
Prof. Gerais is a distinguished academic and eminent gynecologist. He tells his countrymen and his indebted acquaintances that illness will not destroy his spirit, saying to the poet: “Axes do not cut my shoulders, Fire does not burn me”.
This is the trend of Sudanese scholars, who offer their people everything and pay valuables for their country’s progress and prestige. So Sudan has to rejoice.
A nation with such scholars will never die.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.