آخر الأخبار
The news is by your side.

عملية السلام و.. أهمية قضايا الحدود (1)

عملية السلام و..أهمية قضايا الحدود(1)

بقلم: محمد موسى بادي

لموقع السودان في افريقيا و القرن الأفريقي خاصة أهمية إستراتيجية قصوى يمثلها الموقع الجغرافي و المساحة الشاسعة التي تربط السودان بدول الجوار العربي و الأفريقي إلى جانب إطلالة السودان على دول العالم و الإقليم عبر شواطئ البحر الأحمر و موانيه التي هي بدورها تمثل عمق اقتصادي و أمني و كذلك ثقافي جعل للسودان وضعية مميزة في دول المنطقة إن لم تكن هي الوضعية الجغرافية و السيادية الأميز على الإطلاق..؟!

إن حدود السودان الممتدة على مساحات و طول آلاف الكيلو مترات مع دول جواره تعتبر عمق إستراتيجي و جوهري لتأثير السودان و تأثره بمحيطه و علاقاته مع دول الجوار و التي يتسق فيها نمط العلاقات القائمة على المصالح بين دول وبلدان العالم و تشابك علاقاتها المؤثرة بدورها على المد و الجذر الموجه لتلك العلائق..؟!

إن قضية الحدود التي تنظمها عوامل السيادة و القوانين و دولة الوطن و الشعب تعتبر قضية محورية و مهمة لعملية السلام في السودان.. خاصة و أن السودان بموقعه الرابط بين العالمين العربي و الإفريقي و أهميته الاستراتيجية للغذاء العالمي و فضلاً عن العوامل الجيوسياسية و القضايا ذات الصلة بملف الإرهاب و تناميه (جماعة بوكو حرام في أفريقيا) .

في ظل حدود مفتوحة تمتد على مدى آلاف الكيلو مترات بين السودان و جواره..
كل تلك العوامل ترتبط مباشرة بقضية الحدود و الأهمية الملحة لتأمينها..و توظيف دور أساسي للمواطن في تلك المناطق تأسيسا على اتفاق السلام الشامل (جوبا) خاصة في حدود الجوار مع دولة جنوب السودان الشقيقة و التي تمثل دور كبير في عملية استقرار الدولتين.

تحتاج هذه العلاقات إلى تنظيم و تفعيل يقوم على المصالح المشتركة و عوامل أخرى داعمة مثل التداخل الاجتماعي و مكونات التعايش لتلك المجتمعات في الشريط الحدودي الممتد و الذي تلتقي فيه مصالح شعبي البلدين.

و بالنظر لتلك الموارد الطبيعية الهائلة (حزام الموارد/الحدود) إلى جانب الموارد البشرية الكبيرة _سكان الشريط الحدودي _ فإن الدور الرسمي مسنود بالدور الشعبي وباتفاقية السلام التي تناولت قضايا تلك المناطق يمثل تحدي حقيقي للتعاطي السياسي الفاعل و المؤثر في قضية الحدود..بالنسبة للدولة و للمجتمع.

إن المناطق ذات الطابع الحدودي(الموقع الجغرافي/الحدود) والمصالح المشتركة بين شعبي السودان و جنوب السودان مثل منطقة (أبيي) التي خصصت لها اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ برتوكول منفصل و أصبحت فيما بعد قضية محل شد و جذب بين المجتمعات و القبائل المتداخلة في الحدود مما صعد وتيرة التفاعل هناك احيانا كثيرة يصل الي حد الإحتراب القبلي (صراع موارد) هذه القضية و قضايا مناطق حدودية مماثلة لا زالت تشكل تحديا ماثلا في قضايا الحدود عامة و قضية الحدود مع دولة جنوب السودان خاصة.

إن لاتفاقية السلام الشامل (جوبا) و لحركات النضال السياسي المسلح دور محوري في تقديم الحلول الناجعة لقضايا الحدود و بالأخص مع الجارة الجنوبية (دولة جنوب السودان) و هذا الدور في تقديم الحلول يحتاج لحكمة و معرفة بتعقيدات تلك القضية.

و التي وجدت إهتمام واجب في مفاوضات جوبا لسلام السودان..بتوقيع برتوكول اتفاق الترتيبات الأمنية _ منفصل _ بين الحكومة و الجبهة الثالثة تمازج (تداخل و تمازج التكوين و المصالح المشتركة والعلائق بين الشعبين) لمعرفة المشرع السياسي “قادة المفاوضات” بتعقيدات القضايا الأمنية التي يعكسها الطابع السياسي لمكونات المناطق الحدودية المشتركة هناك.

إلى جانب ترتيبات سياسية تحتم على الجبهة الثالثة تمازج _الموقعة على اتفاق السلام _ عليها أن تلعب دور أكبر في إدارة ملف الحدود مع المكونات السياسية و الاجتماعية من دولة جنوب السودان و الخروج به _ بمساعدة الحكومة المركزية _ إلى مرافئ التعايش _ لانتماء إعداد كبيرة من أبناء تلك المناطق إلى الحركة الشعبية و الجيش الشعبي منذ التأسيس _ و ذلك بغرض حفظ علاقات الحدود في أجندة إهتمام الدولة و على أعلى قمة هرمها السياسي.
نواصل*

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.