آخر الأخبار
The news is by your side.

عبدالله بولا حاضرا بيننا بالدوحة

عبدالله بولا حاضرا بيننا بالدوحة
بقلم: عواطف عبداللطيف

شكرا للمركز الثقافي السوداني بالدوحة لهذه السياحة الفكرية في تاريخ المبدع عبدالله بولا .. وشكرا لرفيقة دربه التي تكبدت مشاق السفر لتكون بيننا وهكذا هي سفينة الشعوب للابحار للامام اذكر خلال ازمة كورونا تصدرت الاخبار ان الفيلم الروائي للدراما الاجتماعية “ وداعا جوليا ” والذي تدور أحداثه في العاصمة الخرطوم، ويسلط الضوء على الجوانب الثقافية ، فضلًا عن التطرق للاختلافات بين مجتمعات شماله وجنوبه قبيل انفصال الجنوب عام 2011… كان حضورا بازخا و شهد مهرجان كان السينمائي في نسخته السابعة والستين عرضا لفيلم “وداعا جوليا”، كأول فيلم سوداني يعرض في مهرجان عالمي وقد أعقبه تصفيق حاد وبكاء من قِبل الجمهور…
وامسية الجمعة ربما كان بكاءا مكتوما ومحاولة للابحار للامام رغم اوجاع الخرطوم ووسط حضور نوعي او ربما أضاءات عن عالم مفكر فنان تشكيلي عبدالله بولا الذي غادر الفانية وقبل ان يفرغ كل مكنونات نفسه الشفيفة . هذه القامة ساحت في بحور العطاء الثقافي ولم يجد حظه كاملا ولكن زوجته الناشطة خريجة اكسفورد الت علي نفسها توثيق سيرة رفيق دربها وعقدت العزم رفع الستارة عن. كثير من جوانب شخصيته قدمت الندوة الصديقة محاسن عابدين بورقة شاملة واضاءات لامعة في حين تناول د . الوليد مادبوا جوانب من شخصية بولا خلطها بنكهة السياسة الحاضرة وباضافات علمية شخصت تفاصيل عطاء بولا وقدم د قصي همرور ورقة علمية دسمة واستعرضت نجاة محمد علي لوحات تشكيلية وقصاصات اوراق ذكرتني بجريزلدا الطيب زوجة العالم البروف عبدالله الطيب الفنانة التشكيلية وعالمة الأنثروبولوجيا البريطانية السودانية، التي أشتهرت بشكل أساسي بأبحاثها الرائدة في الأزياء التقليدية التي تعكس ثقافة السودان ومجتمعه منذ السبعينيات من القرن العشرين فسخرت جل نشاطها عن شخصية عبدالله الطيب ..
ولعل
– حوارية لاهاي: مرافعة في حق المثقفين السودانيين. 2023، امدرمان تصدرت منصة حكايات بولا
وكتاباته المعروفة للبعض مثل “شجرة نسب الغول”، وورقة ” محاولة للتعريف بمساهمة الأستاذ محمود محمد طه في حركة التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر”، وكتابه “بداية مشهد مصرع الإنسان الممتاز” (وهو تجميع وتحرير لسلسلة مقالات نُشرت في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي)، تميزت بأن معظمها مشغول بالشأن الافريقي،
ان ما تقوم به القامة الأستاذة نجاة محمد علي، يمثل اضاءة مستحقة لارث ثقافي ولتحرير وإعادة تحرير ونشر كتابات بولا الموروثة من سنوات نشاطه البحثي والفكري والإبداعي الثر
تلك المثاقفة الدسمة بالمركز الثقافي الدوحة في زمن الحرب اللعينة اتاحت لنا استجمامة ونفضت من زوايا ميراث بولا ما لم يسلط الضوء عليه بما يكفي ، وهي زاوية اهتماماته التي تجري في بحور الحركة الافروعمومية قضاياها وأدبها وتاريخها (خاصة تاريخ حركات التحرر الوطني الافريقي).
الحضور النوعي من تلاميذ بولا ورفقته في مجالات الابداع اثروا الندوة وازاحوا الستارة عن كثير من جوانب شخصيته وحركت مكامن العطاء لديهم بما يماثل الفضفضة الثقافية في ندوة امتدت لاكثر من اربع ساعات مرت سراعا .. شكرا للاستاذة نجاة واحسب ان امثال عبدالله بولا يستحق الكثير بل لم تكتمل الصورة وقد تلقف الحضور كتابه الذي انجزته ولعل الغد يشهد معرض رفني للوحات تشكيلية مدهشة حتى تلك التي “فتفت الفار “بعض اطرافها ورفق به بولا وتراجع عن اغتياله صحيح المداخلات المتعمقة لم تتح لنا الا سؤالا عفويا طرحته علي نجاة هل عيونه الملونة التي جسمها في احدى لوحته التي لم تكتمل ألوانها هي التي جذبتك لهذا الرجل فكان جوابها وكانها تمسح بعض دموعها لا بل كل بولا يظل أيقونة ناصعة ومشعة، بما قدمه من مساهمات عالية القيمة د وكاشفة في حركة النقد والكتابة التي تحمل هموم أسئلة الفن والتشكيل والمثاقفة الفكرية له الرحمة .
‏Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.