آخر الأخبار
The news is by your side.

شمائل النور تكتب: حتى لا نتكيّف مع الدم.!

شمائل النور تكتب: حتى لا نتكيّف مع الدم.!

انتهت مليونية ذكرى 30 يونيو رغم اليوم الحافل، بضحايا، شهيد وجرحى، وكأنه لابد أن يكون ختامه دم كما جرت العادة على مدى سنوات طويلة.

ومن المفارقات أن يطلق الرصاص تجاه المواكب السلمية بعد الثورة التي ما قامت إلا لوقف هذا الدم العبثي. لا أعتقد أن هناك اهتمام للاستماع أو متابعة رد فعل الحكومة تجاه ما حدث في مواكب أم درمان لأنه سوف يكون شبيه بردود فعل سابقة، ردود فعل بلا فعل والقتل مستمر، وكأن المطلوب منا أن نتكيف مع هذا الدم الذي يسفك دونما أسباب، هكذا عبثاً

حجم الدم المسفوك خلال سنوات حكم المخلوع والذي واصلت فيه اللجنة الأمنية بأعنف مستوى ووصل ذروته بمجزرة القيادة العامة هو في خلاصته المُرة أن القتل هو أحد أهم الحلول بالنسبة للسلطة الغالب عليها الطابع العسكري.

سنوات الإنقاذ المحفوفة بالدماء انتهت إلى سحق قيمة “الإنسان” وما كُتب تاريخ الإنقاذ محليا وعالمياً إلا بالانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان وهذه الحالة باتت معيار التعامل بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمواطن الأعزل.

العقلية التي تحكم أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية تنطلق من “انتهاك” وتنتهي إلى “قتل” وهي في اعتقادها أن الحكم هكذا وأن إدارة الدولة هكذا.

وقيمة الإنسان التي أهدرتها سنوات الإنقاذ انتهت تراكمياً إلى ثورة شعبية أسقطت رأسها ولا تزال تصارع “العقلية”.

المطلب الرئيس والذي ينبغي الضغط باتجاه أن يتحقق مهما كلف الثمن هو استعادة كرامة وقيمة المواطن السوداني، قبل استعادة الثقة بينه وبين السلطة.

الحكومة الانتقالية مطلوب منها أن تكون صارمة وحاسمة تجاه هذا الدم الذي يأبى أن يتوقف، أن تكون على قدر مسؤولية ما دُفع في هذه الثورة من أرواح وذلك لن يبدأ إلا بتفعيل المحاسبة على وجه السرعة بشكل حاسم لا يستثني أحدا، المحاسبة الآن وليس لجان التحقيق التي تنتهي إلى الأدراج والأرشيف.

العدالة لابد أن تبدأ بوقف هذا الدم الذي يسيل كل يوم..القتل المجاني للعزل وضرب النار لأتفه الأسباب ينبغي أن يتوقف الآن ولا ينتظر اتفاقا أو وثيقة، حتى لا نتكيف مع إهدار هذا الدم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.