آخر الأخبار
The news is by your side.

سفينة عالقة .. ودروس تعلم برياض الأطفال .. أين نحن؟

سفينة عالقة .. ودروس تعلم برياض الأطفال .. أين نحن؟

بقلم: عواطف عبداللطيف

الناقلة العملاقة ” إيفر غيفن ” والتي يصل طولها الي ٤٠٠ متر وتسببت في تزاحم مروري بحري فاق ال ٢٨٠ سفينة لانحرافها عن المسار فعلقت بطريقة عرضية بمجري قناة السويس لأسبوع كامل ، لم يتسبب فقط في إعاقة مسارات العبارات والسفن الاخرى والذي يفاقم من ازمة الوقود وتجارة التجزئة لكثير من المنتجات الضرورية إن كانت على متنها او لأخريات تعطلت حركاتها.

لارتباط المصانع المنتجة بقارة آسيا بالمستهلك الأوروبي والأمريكي .

شركات عالمية كبيرة مثل ايكيا اكبر مصنعي الاثاث وكارفور للكهربائيات بلندن ابدت قلقها لوجود بضائعها علي متن تلك السفينة العالقة … كما ان جائحة كوفيد 19 كانت حاضرة ودخلت في خط الازمة حيث اعلن ان ١٣٤ حاوية من معدات و ادوات الحماية الشخصية كالقفازات والكمامات كانت مكدسة بسفن انتظاراً لحل المشكلة التي كادت توقف انفاس مسؤولي سد قناة السويس باعتبارها التجربة الاكبر والأخطر التي تمر بها .. خاصة وان بدائل النقل الاخرى كالسكك الحديدية بين اسيا وأوروبا اصلا في حالة ازدحام شديد في حين الشحن الجوي مستبعدا لتكاليفه الباهظة مما سينعكس علي الاسعار ورفع قيمتها ان تم اللجوء لهذه الخيارات.

ابدت كثير من الدول استعدادها للدخول في خط حل ازمة السفينة .. وقدمت عروضا بإمكانياتها وامتلاكها لرافعات عملاقة وخبرات تراكمية لكوادر بشرية في الملاحة والإنقاذ الخ..

اما اللافت للنظر خلال متابعتنا لهذا الحدث ان احد معلمي رياض الاطفال بأحد الدول الاوربية طرح المشكلة علي تلاميذ صفه ليتبارى الصغار لوضع حلول كثير منها كانت مدهشة احدهم قال كنت ساربطها بسلاسل فولازية متصلة بشاحنات واخر ذكر كنت ساحفر في احدى ضفتي القناة لتوسيع المجري لتجد السفينة فرصتها للاعتدال ..طفلة قالت كنت صأصب مليون جالون من الماء حتى تتمكن من الطفوء لأعلي.. واحدهم قال كنت ساسحبها بقوة عضلاتي.

وهكذا قدم الصغار جملة من الحلول وبتفاعل حركي بأ ياديهم وأجسادهم النحيلة والتحفز بوجههم البريئة ونظراتهم المتقدة التي ارتسمت عليها تقديرهم لحجم الكارثة وبما يقرب افكارهم وأطروحاتهم التي قدموها وتشاهد كل الثقة في عيونهم وأجسادهم تتحرك في الاتجاه الذي يرون بخيالهم الواسع ان السفينة يجب ان تتحرك باتجاهه.

بعض من حلول او فلنقل تخيلات الصغار كان فعليا تم تجريبها من ادارة قناة السويس كحفر وتوسعة احدى جانبي القناة العالقة بها السفينه .. نورد هذا المثال للمقارنة ففي الوقت الذي دار فيه جدل واسع حول المنهج الدراسي للتعليم بالسودان ان يعتمد بعض الصور او لا يعتمدها واطاح التنافر الفكري والتسائس الخبيثة بمدير المناهج وبوزير التعليم من التشكيل الوزاري الاخير فوقف” حمار الشيخ في العقبة ” وهو مدعاة للمقارنة بين مناهج وطرق التدريس التي تحض علي الابتكار والتحدي ووضع الحلول وليس الحفظ والتلقين وهذا هو بيت القصيد الذي أوقف عجلة النماء والتقدم في كثير من مناحي الحياة في الوطن الجريح هذا غير استحكام فئة وسيطرتها علي القرارات الناجزة مما اوصل بلد غني بموارده لحافة الفقر ومازال الجدل محتدم.

ليس عن كيفية تحريك العبارة التي عولجت بهمة عالية ولله الحمد .. ولكن ابناء الوطن ما زالوا يتجادلون ويبثون سمومهم هنا وهناك ويسجلون فشلا واضحا عن كيفية توفير لقمة العيش لانقاذ المواطن الغلبان الذي كاد ان ياكل صغاره الطين والحصى وقياداته في أبهى أناقتهم ورباط أعناقهم المعطرة بالعطور الباريسية تتجادل بعيدا عن المهمشين اللاجئين في القرى والنجوع وبشوارع العاصمة انفلاتات امنية وكل ذلك ليس لأجل اصلاح تعليم يحض علي الابتكار والتفكير المتزن ولكن لمن يجلس بقصر الرئاسة لذلك الكل ينزح للعاصمة حتى ولو هو مدجج بالأسلحة الثقيلة الفتاكة .فيا تري هل هو قصور في التعليم ام في الفهم والاستيعاب.

 

Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.