آخر الأخبار
The news is by your side.

رفح الانفجار القادم

رفح الانفجار القادم

في أقصى الجنوب الفلسطيني ، وأقصى جنوب قطاع غزة ، تحتضن رفح البحر مستلقية على شاطئه، حارسة الجنوب الفلسطيني ، بوابته إلى البر المصري ، كانت رفح دوماً قلعة فلسطين المتقدمة الحارسة لجنوبه والأمينة عليه ، عبرها مرت الجيوش من مصر إلى أرض بلاد الشام ، ومنها طرد الغزاة ، رفح التي لا يتجاوز تعداد سكانها الثلاث مائة ألف نسمة ، تحتضن اليوم أكثر من مليون وثلاث مائة ألف نسمة ، بعد أن نزح إليها المواطنون من باقي قطاع غزة نتيجة الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يقارب من الثلاث اشهر ونصف الشهر .
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة طلبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المواطنين إخلاء المناطق الشمالية من القطاع ، ومن مدينة غزة والاتجاه إلى الوسط والجنوب ما بعد واد غزة ، وحددت لذلك طرق قالت إنها آمنة ، رغم ذلك فقد استهداف قوات الاحتلال النازحين على هذا الطرق التي تم تحديدها ، فسقط الشهداء على شارع الرشيد وشارع صلاح الدين ، استطاع البعض من تجاوز وادي غزة إلى المنطقة الوسطى في دير البلح والمخيمات الوسطى ، وتجاوز بعضهم ذلك إلى خانيونس ومنها إلى رفح ، حيث التجأ البعض اما لاقرباء لهم أو أصدقاء أو لتمكنه من إيجاد مأوى له ولأسرته .
ادعت اسرائيل أنها تهدف من وراء ذلك إلى حماية السكان في المناطق الشمالية خلال توغلها للقضاء على المقاومة وتحرير اسراها كما ادعت و الموجودين في إنفاق في مدينة غزة وشمالها ، وكذلك مراكز قيادة حماس في تلك المناطق ، وعليه هى تدعو السكان للتوجه للجنوب حفاظاً على سلامتهم ، لكن اسرائيل و وقيادتها السياسية والأمنية لم تكن حريصة على حياة الفلسطينيين بدعواتها تلك ، بدليل هذا القتل المستمر والممنهج والوحشي الذي مارسته قوات الاحتلال ولازالت ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، لقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي البشر والشجر والحجر ، لم تبقي على شيء في طريق ألتها العسكرية المتوحشة وحقدها الدفين ، تعمد طيرانها الحربي على قصف كل شيء وابادتة ،كما تفنن جنودها تعذيبا وقتلا ضد المواطنين الفلسطينيين في وحشية لم يرى أو يسمع مثيلا لها أحد في العصر الحديث ، كانت إسرائيل تهدف من وراء ذلك لتنفيذ مخطط سعت وتسعى لتنفيذة ، كانت تسعى لدفع سكان قطاع غزة باتجاه الجنوب في محاولة لحشرهم ما بعد واد غزة ، على أنها مناطق أمنة ، لدفعهم فيما بعد باتجاه جنوب الجنوب باتجاة رفح حيث الحدود الفلسطينية المصرية ، وهذا ما حدث ويحدث الآن من خلال ما تمارسه من قصف على المنطقة الوسطى من القطاع ، وعلى خانيونس لدفع السكان باتجاه الجنوب.
حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة هدف الاحتلال الإسرائيلي من ورائها إلى حلم سعى ويسعى له ، أنه حلم تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء ، لقد دمرت قوات الاحتلال مدينة غزة وشمالها وجعلتها مكان غير صالح للسكن او الحياة ، في محاولة منها إلى دفع المواطنين للهجرة لعدم توافر سبل الحياة ، فليس لهم سبيل إلا الهجرة وخاصة بعد توغلاتها في خانيونس ووسط قطاع غزة ، واضطرار المواطنين ونتيجة للقصف الوحشي إلى التوجه إلى رفح.
كان واضحاً منذ بداية الحرب على غزة إن اسرائيل تريد استغلال الظرف لتحقيق هذا الهدف الذي طالما حلمت به ، لكن المتبصر والعارف للسياسة الإسرائيلية كان يعرف تلك المخططات ، فقد حذرت القيادة الفلسطينية من ذلك مبكرا ، ومن خطر التهجير على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة والأمن والسلم الدوليين ، وأدركت مصر وقيادتها السياسية ذلك مبكرا فرفضت اي مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ، ووفقت ضدة وعملت ولا زالت لمنعه وهو ما أفشل المخطط الإسرائيلي حتى الآن ، بالإضافة طبعاً إلى العامل الأهم والمهم وهو رفض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى التهجير وفكرة الهجرة من أساسها.
تكتظ رفح الآن بالنازحين وهى تكاد أن تنفجر من هذا الاكتظاظ ، لم يعد مكان للسكن ، لم يعد متوفر اي من مقومات الحياة ، من أكل أو شرب أو دواء أو علاج ، لا بنى تحتية تحتمل هذا العدد من السكان ، لامرافق عامة ، كل مقومات الحياة انعدمت ، ولا إمكانية لعودة قريبة للنازحين إلى منازلهم في شمال القطاع ، بل إن قوات الاحتلال تصعد في ضغطها على وسط القطاع لدفع ما تبقى من السكان باتجاه رفح ، رفح الآن تبدو كقنبلة ، ستنفجر في أي لحظة ولاي سبب ، وهو ما يسعى له الاحتلال ، المخطط الإسرائيلي أن لا يبقى للناس احتمال على الصمود نتيجة القتل الإسرائيلي اليومي ، ونتيجة الجوع والمرض وعدم توفر سبل للحياة ، فتذهب الناس باتجاه إنفجار تقتحم معه الحدود المصرية مع فلسطين عابرة باتجاه سيناء ، فرارا من موت محتم ، أما بألة القتل الإسرائيلي , وأما من الجوع والمرض وانعدام مقومات العيش ، رفح الآن على فوة بركان ، سينفجر في أي لحظة ، عندها يكون الاحتلال قد حقق ما خطط وما يسعى له ، هل لنا أن نيقن .

لواء /مستشار
مأمون هارون رشيد
22/1/2024
رام الله
فلسطين

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.