آخر الأخبار
The news is by your side.

دولة القانون …. ام دولة الغاب ؟؟ … بقلم: هشام عباس

دولة القانون …. ام دولة الغاب ؟؟ … بقلم: هشام عباس

حضرت وقائع الجلسة التى جرت بخصوص محاكمة رموز النظام الساقط فيما يخص عملية الانقلاب التى تمت عام 89م والملاحظات فيها كثيرة طبعا بعيدا عن الامور القانونية التى لا افهم فيها ولن اتطرق لها لان هناك اهل اختصاص وشأن .

لكن الواضح من السيناريو المتبع لدى المتهمين وهيئة الدفاع جر المحاكمة بعيدا عن طبيعتها كقضية معروفة ومشهودة عاشها الشعب السوداني بكل تفاصيلها الى قضية سياسية وهذا واضح من موقف المخلوع ورفضه الجلوس لاى تحقيق معترفا انه وقع فى اخطاء اثناء المحاكمة الاولى التى اقر فيها بكل شئ وادان نفسه بنفسه.

لكن من الواضح ان المدعو يوسف عبد الفتاح ربما خرج عن هذا الاتفاق وتورط باقوال واعترافات شاملة حاول امام المحكمة معالجة خطأه ولكن من الواضح ان هذه الخطة لا تفيدهم فى شئ الا اطالة امد المحاكمة لان القضية من الاساس غير انها معروفة للجميع هم انفسهم خلال سنوات حكمهم اجروا عدة لقاءات حكوا وشرحوا فها كل شئ بمن فيهم المخلوع .

وهذا يقودنا الى ردة فعل الشارع ونظرتهم لهذه المحاكمة ,, اغلب الشباب الثوري يشكك فى مجرى المحاكمة بل والبعض يتهم انها مسرحية ويطالبون بمحاكمة فورية وسريعة .

السؤال هنا .. هل خرجنا بثورة لاقامة دولة ام صناعة غابة ؟؟ وهل خرجنا لتحقيق العدالة ام الانتقام ؟؟

لا احد يجهل وحتى الكيزان انفسهم لا ينكرون انهم ارتكبوا الكثير من الجرائم بل مرت علينا سنوات كانوا يتفاخرون فيها علنا بجرائمهم ,, وبالتاكيد قضية الانقلاب شئ معروف للجميع وكل احداثها معروفة بمن شاركوا فيها ودور كل شخص في العملية ابتداء من مدبرها الترابي انتهاء باصغر حركي كان يقف فى الشارع ليلة الانقلاب.

لكن يجب ان نفهم ان هذا امر والعدالة امر اخر .. من ابسط اسس العدالة ان توفر للمجرم او المتهم كامل حقوقه حتى ولو اعترف وطالب بنفسه تطبيق العقوبة عليه وان تمنح له كل فرص التقاضى ولو تطلب الامر سنوات ..اذا كنت ترى الامور بغير هذا الاتجاه وان كانت لك مفاهيم اخرى غير هذه فانت هنا لا تبحث عن عدالة بل عن انتقام او تشفى او ثأر وهذه ليست من شأن المحكمة ولا ممثلوها .

والامر لا يتعلق بهذه المحاكمة فقط بل بامثلة كثيرة مثل محاكمة المجرمين الذين ارتكبوا جريمة قتل الشهيد احمد الخير فمنذ ان بدأت اجراءات القضية والبعض يتعامل معها وكأنها قضية خراف يساقون الى مسلخ .. كون هناك مجرمين ارتكبوا جريمة ومعروفة لديك لا يعنى ان يتم اعدامهم فورا لكل متهم ومجرم الحق الكامل فى كل مراحل التقاضى حتى ولو اعترفوا واقروا وبصموا وطالبوا ان يتم اعدامهم فورا .

النقطة الاخيرة اغلب الشباب لا يفرقون بين الحكومة والقضاء ,, لدرجة ان بعضهم عندما ينتقد الحكومة يجعل من مثل هذه القضايا دليلا عليها . لا تملك الحكومة حق التدخل فى عمل القضاء ولا توجيهها ولا امرها ولا التاثير على مجراها واى تدخل منها باى شكل من الاشكال يبطل القضايا.

ان كان هناك دور للحكومة فى الامر فهو بالتاكيد لا يتعلق بهذه القضايا انما بالمنظومة العدلية ككل بتوفير كل المعينات لهذه المنظومة فى اداء عملها بشكل مستقل والاهم من ذلك خلق منظومة تشريعية تعمل على التشريعات والقوانين الموجودة واصلاحها وسد ثغراتها وتحديدا بالاسراع فى تشكيل برلمان يفهم هذا الدور .

كلام مثل .. اين الحكومة من قتلة الشهيد احمد الخير ولماذا لم تعدمهم ؟؟ هذا جهل مطبق يفضح قائله ولا يدين الحكومة فى شئ اصلا .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.