آخر الأخبار
The news is by your side.

دور الإعلام الحديث فى صناعة التغيير وأدوات تقويض الثورة السودانية

دور الإعلام الحديث فى صناعة التغيير وأدوات تقويض الثورة السودانية

سوداني بوست: حسن إسحق

نظمت الجالية السودانية فى مدينة كارديف ويلز ، لقاء تفاكري حول الإعلام فى السودان .

جاء ذلك بمشاركة ، كل من الدكتور الباقر العفيف ، والأستاذة الإعلامية فاطمة غزال .

وجاءت الندوة تحت عنوان “الإعلام السوداني الراهن ما بين المفاهيم الثورية وما تقوم به مؤسسة الدولة الإعلامية الرسمية‘” .

وبدأت المتحدثة الأولي غزالي بالسرد التأريخي للإعلام السوداني ، وأهميته فى صناعة الرأي العام السوداني ، إذ تعتبر المؤسسة الأقدم في العالم العربي والأفريقي ، وهي واجهت مصاعب عديدة فى فترة النظام السابق ، والصحافة السودانية إرتبطت منذ نشأتها بالأوضاع السياسية والإجتماعية .

ومع بداية القرن العشرين ، صدرت أول صحيفة سودانية ، وهي صحيفة السودان عام 1903م .

إن نجاح الصحافة وإستمرارها يحتاج إلى رأس مال ، أما جماعة الشيخ حسن عبدالله الترابي بالتحديد ، بمسمياتهم المختلفة ، كانوا أكثر الأحزاب ، وعيا بقضية الإعلام وخطورته ، وأكثر حزب إستثمر فى الإعلام قبل ما يصل إلى الحكومة .

أما بقية الأحزاب وبقية الحركة السياسية ، لم يكن لديها هذا الوعي بالأهمية البالغة للإعلام ، وأصبحت القيادات الجديدة فى المؤسسة الإعلامية ليس لها المقدرة على تنظيف الأفراد الذين كانوا ينتمون إلى الدولة القديمة .

الصحافة تشكل الرأي العام :

وإقرت الصحفية الإعلامية فاطمة غزالي ، بأن الصحافة السودانية هي التي شكلت الرأي العام ، فى إشارة منها إلى مقولة شيخ الصحفيين السودانيين محجوب محمد صالح ، وهي أكبر مؤسسة لصناعة الرأي العام فى البلاد ، هي سبقت الأندية الرياضية ، والأحزاب فى التكوين ، ثم الجميعات والمجالس والبرلمانات ، وشكلت أيضا الفكر السوداني ، وكذلك هي الأقدم فى أفريقيا والعالم العربي ، فى إشارة لها إلى حديث ’محجوب ’’ أن الصحافة السودانية سبقت فى الظهور أقطارا كثيرة ، لكن أصحبت محاصرة ، يواجهها الكبت ويهددها الإغلاق ، وإنعكس ذلك على المهنة وأضعفها ، وعلى العاملين بها ، ويصيبها ما يصيب المجتمع من أزمات وكوارث ، بل تقاوم بكل ما أعطيت من قوة ، والشاهد على ذلك هذه المقاومة فى فترة الإنقاذ ، وكانت فاعلة أكثر من الأحزاب ، ومؤسسات المجتمع المدني ، لذلك كانت المواجهة كبيرة بينها وبين الإنقاذ ، فكان الإغلاق والمصادرة والإعتقالات ، والتحقيقات الأمنية والإعتقال التعسفي ، ومحاكمات ، دفع الصحفيون والصحفيات فاتورة عالية على إثرها .

الإهتمام بالأوضاع السياسية والإجتماعية:

تضيف غزالي , أن الصحافة السودانية ، إرتبطت منذ نشأتها بالأوضاع السياسية والإجتماعية ، وتقول أنها بدأت فى حكم العهد التركي ، حيث كانت الصحيفة الأبرز آنذاك ، هي صحيفة الوقائع ، التي إهتمت بقضايا السودان ، وكانت تعبر عن النظام الحاكم ، وإرتبطت النشأة بمصر ، وأضافت غزالي :” أن الصحافة إنقطعت فى عهد الدولة المهدية ، بل إحتفظ الخليفة عبدالله التعايشي ، بالمطبعة ، وإهتم بها كثيرا ، بل إستغلت المطبعة فى التعاليم الدينية ، بعد إنتصار القوات الإنجليزية على الحكم الوطني ، حيث صدرت أول صحيفة فى السودان ، كانت بإسم صحيفة الغازيتا ، وتهتم بنشر القوانين الحكومية ، أول عدد صدر منها عام 1899م ، وتعريفها لم يصل الصحيفة ، بل كانت نشرة ، السودان شهد أول مولد لصحيفة كانت صحيفة السودان فى أكتوبر 1903م ، وهي كانت مرتبطة بمصر ، وكان لأبناء الشام دور فيها ، وكانت تعبر عن آراء ملاكها والمؤسسين لها ، نشأتها إرتبطت بالأوضاع السياسية فى مصر ، ولها إرتباط بالتيارات السياسية آنذاك ، وتهتم بالأخبار والأبحاث ، ولها صلة كبيرة بالحكومة البريطانية ، ولها جانب أدبي ، وتجاري وزراعي .

التقييد بقوانين:

الصحافة ونشأتها فى عهد المستعمر ، وهل واجهت مسألة التقييد بقوانين ، الإجابة بنعم فى هذه النقطة ، ففى عام 1912 صدر أول قانون للصحافة فى السودان ، إلا أنه لم يفعل ، بسبب قيام الحرب العالمية الأولي ، وإنشغل البريطانيون بالحرب ، وظل القانون فى الأضابير ، إلى أن جاء عام 1930م ، عندها ظهرت مطالبات من السودانيين ، حيث قدموا مقترحات لإنشاء مجلات ، حينها ظهرت مسألة القانون التي تؤدي إلى القمع والمنع من الصدور ، وكل ما شهدته الصحافة السودانية فى عهد الإنقاذ ، كان فى فترة الإستعمار بها نفس الممارسات ، لكن بدرجة أقل حدة ، والحكومة البريطانية تريد من الصحافة أن تعبر عن رضائها ، وكانت الصحافة تتحدث عن رغبة السودانيين فى التحرر من الإستعمار ، مشيرة إلى أن نجاح الصحافة وإستمرارها يحتاج إلى مال ، أما أول صحيفة مستقلة فى السودان كانت الرأي العام 1945م ، وأسسها إسماعيل العتبانيو، رغم التشويه الذي حصل لها فى عهد الإنقاذ ، وتأسست صحيفة الأمة بعدها ، وكان رئيس تحريرها الشاعر يوسف مصطفي ، وأضافت غزالي ، أن صحيفة الرأي العام إهتمت بالأقاليم ، وكان عندها مراسلين فى الولايات .

القضايا الإعلامية حاليا وأثرها على الثورة :

فى ذات السياق أكد دكتور الباقر العفيف ، أن قضايا الإعلام قضايا شائكة جدا ، إذ أن الحقيقة الموضوعية الأولي ، أن الإسلاميين ، إستخدموا كوادرهم عند الإستيلاء على السلطة ، بطريقة هدامة ، وهدموا بواسطته الديمقراطية ، وطردوا كل الكفاءات الإعلامية خارج السودان ، عن طريق القمع المباشر الإعتقال والتعذيب ، أو الفصل من الخدمة ، والدفع بهم إلى حواف الفقر ، وجاءت مرحلة الإنقاذ لتهديم كل الإرث السابق لهم فى الدولة السودانية ، وإنشاء دولتهم على حسب فهمهم للإسلام ، وأن تكون هناك حكومة إسلامية ومعارضة إسلامية ، وكان هذا هدفهم النهائي ، وفرض ثوابتهم على المجتمع ، وجعلهم مجتمعا إسلاميا ، وأقاموا عددا من المؤسسات الإعلامية مثل قنوات التلفزيونات والراديوهات ، وكانت ممولة بواسطة جهاز الأمن ، وهي عبارة عن واجهات لهم ، وأبواقهم التي تعمل فى صالحهم ، والتلفزيون والإذاعة السودانية ، كلها تعمل كصوت للحكومة ، وهذا الذي إستمر عليه الحال .

توظيف الإعلام لخدمة الثورة :

يضيف الباقر , عندما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة ، أوضحت أن الوثيقة الدستورية التي منعت التغيير الراديكالي ، وأصبح الإصلاح يعمل فيه بطريقة جزئية ’’قطاعي‘‘ ، أثناء الحراك الثوري ، التلفزيون فى جهة والشارع فى جهة أخري ، وعند حدوث التغيير السياسي ، أصبحت القيادات الجديدة فى المؤسسة الإعلامية ليس لها المقدرة على تنظيف الأفراد الذين كانوا ينتمون إلى الدولة القديمة ، الوزراء قاموا بعدد من الخطوات ، لم يكن هناك تغيير على الواقع ، فى حقيقة الأمر ، أصبح هناك تقويض من الداخل ، وتسيير بدون أن يكون هناك عقاب ، ولكن هناك فتحوا فرصا جديدة للشباب تعكس مسائل الثورة ، فى ذات الوقت ، فى برامج ظلت موجودة ، بالأخص خارطة البرامج الدينية ، والشاهد فى الأمر ، لا توجد إستراتيجية إعلامية تابعة للثورة ، ولا حدث تغيير فى وزارة الثفاقة ، وعندما جاء المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون ، لقمان أحمد ، لم يقوم بإستراتيجية جديدة فى التلفزيون ، وأوضح الباقر ، أنه يمكن توظيف الإعلام لخدمة أهداف الثورة ، وفى جانب الصحف اليومية ، يري أن كل الجرائد فى عهد النظام السابق ، ما زالت تعمل إلى الآن ، ونفس رؤساء التحرير ، وكتابها ، وكذلك سياستها ، ولم تنشأ بعد الثورة ، إلا جريدتين هما الحداثة والديمقراطي ، وتعبران عن فكر الثورة ، والفكر الديمقراطي عموما ، ولا يوجد هذا الفكر فى بقية الجرائد ، والتغيير فى هذه الجرائد ليس تغييرا جذريا .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.