آخر الأخبار
The news is by your side.

دكتور/عبد الله علي إبراهيم.. أين يرمي سهامه…!!!

دكتور/عبد الله علي إبراهيم.. أين يرمي سهامه…!!!
بقلم: حسين أركو مني مناوي
لا شك اليوم أن كل المؤشرات تقول إن السودان فى منعطف غير مسبوق بعد ثلاثين عاماً عجافاً خَلّفتْ أسوأ تركة فى تاريخ السودان من تمزيق للنسيج الاجتماعى بسبب نهج فرق تسد الذى انتهجه نظام الإنقاذ. 

تعد استراتيجية الأولويات من أنجح الخطط لإدارة الأزمات وهذه السياسة تتناسب مع ظروف السودان الحالى، لأن أزمات السودان مراتب ودرجات، وتكاد تكون المشكلة الاجتماعية، أو قل الخصام المجتمعي هو رأس تلك الأزمات. وإذا ما تمت مخاطبة الأزمة التى تنشأ بسبب الصراع الطبقي والاجتماعي فى السودان كأولوية من المؤكد البلاد تكون قد  قطعت نصف المسافة الوعرة لتحقيق الاستقرار والأمن، ونحن نعيش واقعاً مأساوياً.

ما ذُكر اسم السودان وإلا واقترن بالحروب، وعدم الاستقرار والخوف، المفردات التى تقترن دوماً  بمصطلح الاستقرار السياسي،  والاستقرار السياسي لا تتأتى إلا بتوحيد الجبهة الوطنية، وهي صمام الأمان، والركيزة الأساسية للأمن القومى. 

هذا العنصر المهم لاستقرار الوطن  للأسف الآن يواجه عداوة شرسة، سواء من الجبهة الإعلامية أو السياسية، الجبهتان كلتاهما تنشطان على مدار الساعة لتقويض السلام وعدم الاستقرار، كما ينشط الليل والنهار لتقويض عمر الإنسان، د.عبد الله علي إبراهيم من ضمن الذين بيدهم أعِنّة خيول هذه الحرب القذرة، وقلمه إضافة لأقلام أخرى أصبحت اليوم المعول الحقيقي لهدم ما تبقى من الصرح السودانى (طوبة طوبة).

الملاحظ أن كتابات د.عبد الله علي إبراهيم ضد السلام، وأقلام أخرى، إضافة إلى مجموعات تنشط في واتسابات جميعهم لا تجد اختلافاً في أسلوب محاربتهم  للسلام، لدرجة أنهم أحياناً يتحدون عن الإشاعة والكذب وطرق التضليل disinformation  كأنّ هناك دائرة استخباراتية تتحكم فيهم.

الإعلام أداة تجمع النقائض، لذلك سُمى بـ (ذو حدين)، مع أنه السلطة الرابعة، تحتمي به الجماهير لدرء مخالب وأنياب الدكتاتوريات، فهو أيضاً آلة للدمار إذا ما أُسْتُخدم لهذا الغرض عمداً كما يفعله الآن د.عبد الله علي إبراهيم وكتيبته في إيقاظ الفتنة النائمة، وهي نفس السياسة التى اتبعتها الإنقاذ لإدارة الدولة، ولكن يبدو أن الدنيا لا تسير إلا بعجلة النقائض كما ألمح إليه الشاعر الكبير المجذوب( أيكون الخير فى الشر أنطوى* والقوى خرجت من ذرة هى حبلى بالعدم.) إن صحت هذه الحكمة، وأعتقد هى جزء من ناموس الكون، فكل الدلائل تشير إلى حتمية رؤية المفكر الكينى العظيم على المزروعي والتي تتلخص في أنّ شجرة المانجو لا تنبت إلا بعد أن تتعفن بذرتها وتتفتت.

على هذا القول الذي ينم عن تجربة وعمق في القراءة يجب أن تفهم الجبهة المعادية للسلام والاستقرار ليس بالضرورة أن تنمو  شجرة السودان بالتعفن. يمكن لها أن تنبت وتصبح يانعة رغم العواصف والكيد وجرثومة التعفن، من أعداء السلام. 

محق من يقول الدكتوراة لا تزيل البلم.
نعود إلى المقال الذى كتبه د.عبد الله علي إبراهيم عن حركة التحرير بتاريخ 27 فبراير شباط 2021 فى الشاهد الإلكترونية، وقد كتب مقاله محرضاً الشعب السودانى عامة ضد حركة التحرير وداعياً إلى إيقاظ ما يدفع بالخصومة بين حركة التحرير والعدل والمساواة وهو مقال قد يذكرني قول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى؛ بالمناسبة الشاعر زهير يتحدث هنا عن عدم الجدوى من إصلاح رجل بلغ من الكبر عتيا. وهو يقول؛

وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ** وإن الفتى بعد السفاهة يحلم. 
والغريب الحِكَم لا تنتقل من جيل إلى أجيال فحسب، بل من شعب إلى شعوب، وتتحول إلى أدب عالمي فيما يعرف بالأدب المقارن، ولكن هذه الحِكَم تنقلها الشفاه بصياغات مختلفة، فأدبنا الشعبي ذاخر بوصف حالة د.عبد الله علي إبراهيم. ولنا مثل في القصص الشعبية المحلية يعرف بـ (عجوز الكافرين.) 

قصة عجوز الكافرين تتلخص فى درجة الأذى التى تصيب قوماً من شخص طاعن فى العمر مقارنة بأذى إبليس. 

يقال إن عجوزاً وإبليس تنافسا فى أيهما أكثر ايذاء للبشرية، فاتفقا على أن يلتقيا فى يومٍ تحتفل كل القرى عند عرس كبير، ففي ذلك اليوم اجتهد كل من العجوز وإبليس على أن يبرهن قدراته في الفتنة. وكانت الضربة الأولى لإبليس، فاقترب إبليس من شاب كان عند أهل القرى من أكثر الشباب أدباً واحتراما وحباً عند الناس، فأصاب الشاب مس من الجنون واعتقد إبليس أنه أنجز ما لا يمكن إنجازه  وقال مفتخرا الآن جاء دورك يا عجوز، وفعلاً جاء الدور لعجوز الكافرين، فطلبت العجوز دقائق لإثبات قدراتها فقدمت دعوة لفتى وفتاة من  دون أن يدري أحدهما الآخر ومن ثم نادت أهل الفتاة فى نفس المكان، فنشأ قتال بين الفريقين وتوسعت دائرة القتال لتشمل كل الأقارب من الطرفين،  فانشغل الناس بوقف القتال، وبينما الناس يبذلون ما بوسعهم لوقف القتال أشعلت العجوز النار على القرية فاختلطت الأمور، وهم الناس بإطفاء النيران فإذا بالعجوز تقوم بدفن الآبار، وفى هذه اللحظة إبليس يتدخل ويوقف العجوز من هذه الفعلة الكارثية ويقول لها، البشر تقول(أعوذ بالله من إبليس وأنا أقول لك أعوذ بالله من عجوز الكافرين.) 

من يقرأ مقال د. عبدالله علي إبراهيم فليس أمامه غير أن يقول أعوذ بالله من د.عبد الله علي إبراهيم.
 

كما أشرت إليه فى مستهل مقالي، الآن السودان فى أشدّ حاجة إلى التصالح ورتق النسيج الاجتماعي وفي حاجة إلى مبادرات كبيرة من أصحاب الرأي والقلم والساسة لتجاوز الجراحات القديمة، وأكيد الإعلام يلعب دوراً محوريأً لتأسيس وترسيخ مفهوم المصالحة الوطنية. وبنفس القدر الإعلام يهد بقوة أي تأسيس لفكرة المصالحة، وأعتقد أن مقال د.عبد الله علي إبراهيم كان بمثابة طعنة نجلاء فى ظهر الوحدة الوطنية.

الذين فى مقام عبدالله علي إبراهيم واجبهم إطفاء نيران الفتنة، وليس إشعالها، لأن محتوى التحريض الذى جاء به فى مقاله لن يكون له صدى إذا كتبه كاتب مغمور أو ناشط إسفيرى بلا وزن، ولكن كلام مثل هذا يأتي من احدٍ يدّعي أنه من رموز الكتُاب فى هذا الوطن أخشى أن تكون سلامة الوحدة الوطنية فى محك حقيقي. 

يا ترى الدكتور يستدر عطف مَنْ؟؟؟؟؟
فى مقال كتبه الصحفي ضياء الدين بلال بعنوان: إنتهازية(البروف)  كشف الكثير والمثير عن د.عبد الله علي إبراهيم وبقراءة دقيقة للمقال المرء يستكشف ما بين السطور بأنّ د.عبد الله علي إبراهيم يُسخّر قلمه لأمرين، الأول يدغدغ به عطف الناس ليكسب من ورائه الدينار والدرهم والأمر الآخر يمشي بين الناس للفتنة والمقتطفات التالية من كلام الصحفي ضياء الدين بلال فى د. عبد الله علي إبراهيم؛ ” كان يقضي الساعات الطوال فى حوش علي عثمان، حتى يُسمحُ له بالجلوس لدقائق مع الشيخ، تكفي لتقديم الطلبات وتجديد باقة الورود!” ضياء الدين بلال.  ” بعد نيله المعاش كان يُغبّر جزمته الأمريكية فى طرقات جامعة أفريقيا العالمية جيئة وءهاباً، لكسب دولارات كمال عبيد!” ضياء الدين بلال. 

الواضح كان د.عبد الله يستدر عطف أهل الإنقاذ من أجل الكسب المادب وأهل الإنقاذ اليوم تمثّل فيهم قول الشاعر أبو البقاء الرندي؛

لكل شيء إذا ما تم نقصان* فلا يغر بطيب العيش إنسان.
هي الأمور كما شهدتها دول ** من سره زمن ساءته أزمان. 
أين الملوك ذوي التيجان من يمنٍ**وأين منهم أكاليل وتيجان. 

الوضع الآن مختلف تماما، وقواعد اللعبة تغيرت كثيراً فأصبح الذين كانوا يديرون الحرب وفق قاعدة فرق تسد جزء من التاريخ، والذين يحاربون السلام الآن بما فيهم د.عبد الله، يجب أن يدركوا أن السودان وطن متنوع يسع الجميع وخيراته وفيرة، وإذا بنينا وحدة من هذا التنوع أفضل بكثير من أن نمزق السودان، ونجعله لقمة سائغة تتداعى لها الأكلة من كل حدب وصوب. 

عد إلى رشدك يا د.عبد الله، وترانا كلنا تسامح وأبناء وطن واحد فوفر إمكانياتك وقلمك لعمل يدر الخير، ولا تحاول أن توقف قطار السلام فأبحث لسهامك عدواً آخر. 

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.