آخر الأخبار
The news is by your side.

خيارات (الكيزان) بعد تفاهمات جوبا

خيارات (الكيزان) بعد تفاهمات جوبا 

بقلم: بشرى احمد علي

الذي حدث في سبتمبر 83 لم يكن مدفوعاً بخيارات الشعب السوداني ، كان نظام النميري يترنح وآيل للسقوط بسبب الفساد والتدهور الإقتصادي ، فأستغل الإخوان الوضع وزجوا بمشروعهم السياسي داخل أضابير دولة النميري ، فأعتقد النميري أن مشروع الإخوان سوف يمنحه الخلود في الحكم ، وان بيعة أهل الحل والعقد للحاكم هي صك الغفران الذي لا يقبل الطعن او الإعتراض.

وما حدث في يونيو 89 لم يكن بخيار الشعب السوداني ، وقد أخفى الإنقلابيون شعاراتهم وأعتقلوا حتى شيخهم الترابي حتى تنطلي الكذبة على الجميع ، فشهدنا في 30 عاماً اسوأ دكتاتورية وتمزيق لأجزاء الوطن ووصم السودان بالإرهاب.

والثورة التي قامت في ديسمبر 2018 لم تكن فقط ضد البشير ، بل كانت ضد مشروعه السياسي الذي ارسى التمكين ونشر الفساد واباح القتل والتعذيب.

وتفاهمات الفريق برهان والحلو وقفت ضد ذلك (الفيتو ) الذي طالما رفعه الإسلاميون في وجه كل الحكومات التي مرت على السودان ، ولكن هذه التفاهمات وجدت دعماً شعبياً غير مسبوق ، لأول مرة شعر السودانيون بانهم تحرروا من مشروع الإخوان الفكري ، ونحن بالفعل أمام تحول مهم ، ولكن كيف سيعارض الإخوان هذا التحول ؟؟

الطريقة الاولى وتُعتبر تقليدية وهي مهاجمة الدولة من منابر المساجد وتحريضهم على الخروج للشارع من أجل الدفاع عن الدين والعقيدة ، وهذا السيناريو جربه الترابي في عام 88 ، ولكن هذا السيناريو الرتيب لم يعد مستساغاً خاصة وأن الشعب السوداني خاض تجربة ثلاثة عقود من الظلم تحت حكم الإسلاميين.

الطريقة الثانية وهي اللجوء للإرهاب كما حدث في مصر والجزائر وتنفيذ الإغتيالات ، ولكن هذه الطريقة سوف توفر الدعم للحكومة ، كما أن الإرهاب لن يسقط الدولة بل يوحد الشعب والمجتمع الدولي ضد الإخوان.

أما الطريقة الثالثة وهي الأرجح في المثول ، وهي دخول اللعبة السياسية وفقاً لمعايير اليوم ، ربما يلجأ الإسلاميون للقبائل وطرح مطالب مناطقية تضعف الحكومة ، والوعاء الذي يستوعب هذه الرؤية هو قوات الدعم السريع وآل دقلو والذين لهم تحفظات على الإتفاق مع الحلو.

ويُعرف عن الجنرال حميدتي استيعابه لرموز المؤتمر الوطني وفقاً لقبائلهم ، ولذلك تعتبر قوات الدعم السريع هي الملاذ لجماعات الإسلام السياسي ، والانضمام إليها هى مرحلة مؤقتة حتى تتحسن ظروف رفع شعارات الإسلام السياسي.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.