آخر الأخبار
The news is by your side.

خفايا و خبايا قضية الشاب السوداني وليد عبدالرحمن و شهادة صموئيل على أنتهاكات جهاز الأمن المصري

خفايا و خبايا قضية الشاب السوداني وليد عبدالرحمن و شهادة صموئيل على أنتهاكات جهاز الأمن المصري

حوار: عبير المجمر
عبر التلفون

الشاب وليد عبد الرحمن حسن دفعتي و زميلي أكلنا و شربنا مع بعض و سكنا حي واحد (الحاج يوسف “الردمية”) ،و زامتله كذلك في القاهرة.

وليد ليست له أي انتماءات حزبية أو سياسية،لم أسمعه يوماً يتحدث في شأن سياسي أيا كان او حتى ديني، هو شاب عادي يجتهد في سبيل طلب العلم فقط.

الإتهامات التي وجهت لوليد وهمية مزيفة و ملفقة ليست لها مبررات قانونية، لكن يبررها الأمن المصري كالمعتاد في حق السودانيين الشرفاء امثال الاخ وليد عبدالرحمن.

بناءاً على معرفتي الجيدة بوليد أقف ضد تلك الاتهامات التي لا مكان لها في الأصل، وأنا على يقين كامل بأنه برئ من تلك التهم التي وجهت له ، و استنكر استنكارا تاما تلك التهم المزيفة الوهمية.

على رئيس الوزراء السوداني حمدوك و المجتمع الدولي و منظمات حقوق الانسان و الشعب السوداني بشقيه وكذلك المصري التحرك لمناصرة الشاب المظلوم وليد ، و العمل بجد في قضيته و ضمان سلامته و إطلاق سراحه باسرع ما يمكن .

قصدت مصر كلاجئ سوداني جنوبي لكن أكتشفت أنها غير مناسبة و غير مؤهلة لتردي وضعها الأمن و القانوني و مضايقات المواطن المصري للجاليات الهاربة مثلنا من الحروب و الكوارث .

الجاليات المهاجرة و اللاجئة من افارقه و سودانيين هم ضحايا سياسات الدولة المصرية المستضيفة، و تقصيرها في اداء واجباتها و مطاردة جهاز أمنها الذي يبطش بيد من حديد.

جهاز الأمن المصري يلفق للمهاجرين و اللاجئين تهم وهمية مزيفة من غير أدلة و لا براهين و تحقيق شفاف، و يزج بهم في السجون و لا يطبق العرف القانوني و الحقوقي و الإنساني و لا يتبعه.

أنا أحد ضحايا جهاز الأمن المصري كعادته لفق لي تهم مزيفة وهمية و زج بي في السجن من غير مبررات او إثباتات شرعية و قانونية.

نحن أبناء الشمال و الجنوب شطرنا الانفصال و الإختلاف السياسي لكن باقون علي قلب رجل واحد، نتمسك بسودنتنا و هاربون جميعا من الحرب و تجمعنا قضية واحدة.

وليد عبد الرحمن حسن قصة شاب إنسان يواجه مصير غير معروف، هو من جيل هذا الشباب الذي فجر الثورة و أطاح بحكومة دكتاتورية إستبدادية دامت أكثر من ثلاثين عاما، قهرت فيها الشعب السوداني و بطشته و سلبته الحريات و الحقوق ، و عانى فيها الشعب السوداني ما عانى من فقر و جوع و أمراض متفشية مزمنة، و فسد فيها القطاع الصحي كغيره من القطاعات الأخرى، و ارتفعت أسعار الدواء و غلت المعيشة، و انتشرت العطالة بين الشباب المثقف أمثال وليد حملة الشهادات و أصحاب العقول النيرة الحالمة بمستقبل افضل، فهاجروا طلبا للعلم تارة و طلبا لتحسين الوضع المعيشي و الإقتصادي تارة أخرى .
جيل الشباب من أمثال وليد نجحوا فيما فشلت فيه المعارضة السودانية المسلحة و المدنية على حد سواء، هذا الجيل العبقري فعلها بوسائل سلمية، و ادهش العالم برقيه الفكري و سلميته و تسامحه، و خلدت لمسته الشجاعة الذكية في تاريخ الإنسانية.
في ثورته هذه لم يترك مجال للمتربصين حتى يقولوا أنها ضجة مخربين أو شذاذ آفاق، بل جعلوا من ثورتهم لوحة فنية عبقرية، هندسوها بأحلامهم المخملية، و أبدعوا و ابتدعوا فيها كل الأساليب الفنية التي أظهرت ما بمعية الشعب السوداني من إبداع، و جعلت شعوب العالم المنصفة تقف إحتراما و إجلالا.
و أصبح رؤوساء العالم الشباب أمثال السيد ماكرون يتغزلون فيها و يطلبون من شعوبهم أن تتعلم منها درسا.
في أول مؤتمر للسيد حمدوك مع وزير الخارجية الألماني وجهة سؤالي لوزير الخارجية الألماني و قلت له: نشكركم على تهنئتكم لنا بالمدنية، و لكن ماذا بعد ذلك؟ هل سترفعون إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؟هل سترفعون عنه الحصار الإقتصادي ؟هل ستعفون عنه الديون الخارجية التي تتمثل في مليارات؟ و بعدها هل ستطبعون العلاقات الإقتصادية بدل الدعم المالي المباشر؟ هذه النقاط بالنسبة لي كانت مهمة بإعتباري خريجة اقتصاد قبل أن أكون صحفية.
و لكن في مؤتمر آخر للسيد حمدوك حين إعلانه التشكيلة الوزارية أشرت له لأهمية الوضع الإنساني في الوقت الذي تصب فيه اهتمامات الشعب السوداني حول التشكيلة الوزارية و القائمة و الأسماء… إلخ و غيرها من الأمور السياسية، بينما تنسى السيول و الفيضانات التي دمرت المنازل و شردت سكانها، و انتجت التلوث البيئي الذي تفشي عنه الأمراض المتفشية من كوليرا و ملاريا و غيرها، و سؤالي كان كيف ستتعاملون مع هذا الوضع الإنساني؟ و هل سيعلن السودان منطقة كوارث منكوبة حتى يتحرك المجتمع الدولي أن عجز الداخلي في القيام بدوره.
و الآن ألفت نظر الشعب السوداني لقضية وليد هؤلاء الشباب أساس الثورة و المدنية ،في الوقت الذي تتجه فيه الانظار و تصب الإهتمامات في قضايا ثانوية و يركز على الفرعيات و تترك الأساسيات ، و الأسئلة التي تشغل بالهم تدور حول من هن السيدتين الجميلتين اللاتي كن بجانب السيد حمدوك؟ و حتى لا تكون اهتمامات شعبنا تدل على ضحالة فكر او عقدة نفسية متمثلة في الجمال و الجماليات، لان الاشخاص الذين خلدهم التاريخ لأنهم قدموا للانسانية و لنهضتها علميا و فكرياً، و لم يكن ذلك التخليد مبنى على الشكل الخارجي و الفسخ والجلخ، لكنه كان مبنى على تخليد العطاء الفكري و الإنساني.

اذن السؤال المحورى هو ماذا عن مصير الشاب وليد الذي تم اعتقاله من قبل السلطات المصرية؟؟؟ ، و وجهت له تهم خطيرة “تخص الإرهاب”،حيث صنفوا وجوده في مكان المظاهرات المصرية بأنه عمل إرهابي و مشاركة في أعمال ضد الحكومة المصرية.
و لفقت له تهم عدة ليس الإرهاب فقط بل العمل على إثارة الفتنة و الأضرار بالوجود السوداني بمصر و غيرها من التهم.
و روج لذلك الإعلام المصري المهتم بشؤون بلده بينما تضج مواقع التواصل الإجتماعي السودانية بمواضيع تعبر عن ضحالة الفكر، هل سأل السودانيون أنفسهم كيف يصرح السيسي بأنه يطالب برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و في نفس الوقت يطلق إعلامه الذي يلصق بشبابنا تهم الإرهاب؟كيف نصدق النوايا؟ وكيف يستوي الخطابان.

و هذا بعد أن كنا قد وجهنا سؤال لوزير الخارجية المصري عقب زيارته الأولى للسودان في مؤتمره مع وزيرة الخارجية السودانية بالقصر الجمهوري و قلنا له هل ستدعموا مطالب السودان برفعه من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟فعلآ سؤال يستحق التفكير.
و الآن دعونا نستمع لشهادة أحد أبناء جنوب السودان الشقيق في حق الشاب وليد الذي يعرفه معرفة جيدة و درس معه في القاهرة و لازمه و الآن يشهد شهادة حق.
و الشاب صموئيل شاب مهتم بالقضايا الإنسانية و الحقوقية، و ناشط قانوني كنا قد تعاونا معه سابقاً كثيرا في شؤون القضايا الحقوقية المتعلقة بملف جنوب السودان و الآن إلى مضابط الحوار :

بداءا الأستاذ صموئيل هل لك أن تعرفنا عن سيرتك الذاتية؟
أنا صموئيل ماثيو روت كير
سوداني الجنسية من ( جنوب السودان)،
عشت في القاهرة قرابة الثمانية سنوات، و لم تكن بشكل متواصل حيث كنت أعود للسودان قرابة المرتين.
درست بجامعة بمدراس الجيل الثانوية بسعد زغلول، ثم تركتها وفقاً لظروف خاصة، ثم التحقت بجامعة القاهرة الام و درست بكلية الحقوق، و لم اكمل الدراسة فيها بسبب الهجرة مع العلم باني كنت أعيش في القاهرة بصفتي لاجئ.

حسناً هل لك أن تحدثنا عن الأسباب التي جعلتك تهاجر للقاهرة بشكل أوسع ، و هل حدثتنا قليلا عن تجربتك فيها؟
هاجرت من السودان بسبب الأوضاع السياسية إبان تلك الفترة بعد انفصال الجنوب قاصداً القاهرة، و قدمت طلبا للحماية الدولية بالقاهرة للمؤسسة السامية لشؤون اللاجئين بغرض الحماية الدولية .
و لم تكن مصر الدولة المناسبة قطعا لاستضافة اللاجئين، وذلك بسبب أمنها المتردي من مضايقات المواطن المصري للجاليات الهاربة من الكوارث التي تلاحقه من جانب بلاده .
و الضحايا هم أبناء الجالية السودانية بشكل خاصة و اللاجئين الأفارقة و غيرهم بصفة عامة، و بعضهم لا يستطيع التواصل مع الجهات المعنية باللغة العربية، وكذلك الأمن المصري لا يقوم بدوره حيال تلك المآسي و المعاناة و الصعوبات التي نتعرض لها، بل ظل الأمن المصري يبطش بيد من حديد حيث يشن علينا اعتقالات واسعة بلا مبرر مقنع أو إدانات و تهم يثبتها دون أدلة و لا بينة و لا تحقيق شفاف صادق، بل تنفذ اعتقالات بتهم وهمية من فينة لأخرى، و انا شخصياً كنت ضحية اعتقال تعسفي بحجة عدم إكمال إصدار إقامتي، و زج بي بأحدى السجون المصرية، و مضيت فيها قرابة الثلاثة اسابيع موجهين لي تهم بلا مبرر، و هم لا يتبعون الشكل القانوني الحقوقي المتفق عليه دولياً حيث لا تحقيق شفاف، و لا اوراق ثبوتية، في الوقت الذي كانت عندي فيه أوراقي الثبوتية.

حسنا وصفت لنا شكل التعامل المصري مع الجالية السودانية، و لكن هل لك أن تصف لنا شكل العلاقة الإجتماعية بين أبناء الجالية السودانية من السودان و جنوب السودان مع بعضهم البعض في القاهرة؟
العلاقة بين الشباب السودانيين علاقة ود و كرم جمع الشعبين منذ الأزل، و هي علاقة أخوية متينة تربطها زكريات ابنا الوطن الواحد، و زمالة منذ الطفولة و منذ السنوات الدراسية، حيث كنا و لا زلنا لا نرى الفرق بيننا و بينهم، بل هو الفراق و الإختلاف السياسي الذي قسم البلاد الي شطرين، لكن نحن أبناء السودان شمالاً و جنوباً باقون علي قلب رجل واحد، نتمسك بسودنتنا و هاربون جميعا من الحرب و تجمعنا قضية واحدة .

حسناً صموئيل قصة رفيق الدراسة و الطفولة الشاب السوداني وليد شغلت أوساط الميديا، و انت تحدثت عن معرفتك الشخصية به، فهل لك أن تحدثنا قليلا بصورة أوضح و أشمل ؟
وليد عبد الرحمن حسن هو دفعتي و زميلي، كنا ندرس سوياً بمدارس العميد الثانوية الخاصة و ذلك بشرق النيل .
هي ليست معرفة زمالة داخل الفصل فقط !
كنا نتشارك حتي الفطار جنبا لجنب سوياً مع بعض الزملاء، و بعد نهاية الفصل الدراسي نتبادل السلام و التحايا، و كنا نسكن بشارع واحد الحاج يوسف ( الردمية ) .
لم أسمعه يوماً يتحدث في شأن سياسي أيا كان او حتى ديني، ليست له أي انتماءات حزبية أو سياسية، هو شاب عادي يجتهد في سبيل طلب العلم فقط، و لو لمرة لم تخول له نفسه الحديث في الشؤون السياسية قط .

٦/إذن ماذا أنت قال في الإتهامات التي وجهت اليه و الي اي مدي انت مع أو ضد هذه الإتهامات؟
الاتهامات التي صدرت في حقه ليست سوى اتهامات وهمية، لا مبررات لها قانونية، لكن يبررها الأمن المصري كالمعتاد في حق السودانيين الشرفاء امثال الاخ وليد عبدالرحمن.
و أنا بمعرفتي بوليد أقف ضد تلك الاتهامات التي لا مكان لها في الأصل، و على يقين كامل بأنه برئ من تلك التهم التي وجهت له ، و استنكر استنكارا تاما تلك التهم المزيفة الوهمية..

حسناً صموئيل أخيراً ما هي الرسالة التي تريد أن ترسلها للعالم اجمع بخصوص هذه القضية؟
أنا أطالب الحكومة السودانية المتمثلة في رئيس وزراءها الجديد عبدالله حمدوك بالاسراع و التحرك، و إتخاذ كافة التدابير لأجل إطلاق سراح الشاب وليد، حتى يعود لأهله و أصدقائه سالماً غانما .
و كذلك أناشد الحكومة المصرية بأطلاق سراح الزميل وليد باسرع وقت ممكن، أيضا ضمان سلامته اينما كان.
و على الشعبين الإبتعاد عن الفتنة التي لا تصب فى مصلحة الدولتين الشقيقتين .
و في ذات السياق أطالب المجتمع الدولي و منظمات حقوق الانسان التحرك و مناصرة الشاب المظلوم، و العمل بجد في قضية الشاب وليد و ضمان سلامته و إطلاق سراحه باسرع ما يمكن .
و أيضا أطالب من الشباب السوداني بشقيه الوقوف في خندق واحد مع وليد لأجل عودته لاهل في اقرب وقت .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.