آخر الأخبار
The news is by your side.

حوار مفوض العون الإنساني بولاية القضارف

الأستاذ عبد الكفيل العدناني مفوض العون الإنساني بولاية القضارف في حوار الصراحة مع (موقع سوداني بوست):

$ بكل صراحة هذه الأزمة غير متوقعة بحدوث نزوح بهذا الشكل.
$ ليت الأزمة وقعت في ظروف مختلفة للقدرة المالية للمنظمات.
$ الاستفادة من تجارب الأزمات السابقة في كيفية تأهيل المراكز وتشغيل الشباب والإنتاج بدلا من انتظار حدوثها.
$ تأكيدات برنامج الغذاء العالمي لشراء الغذاء من الداخل أفضل من الخارج.
$ بالضرورة تواجد المنظمات الوطنية بمراكز الإيواء ضرورة من ضروريات الوضع الاستثنائي.
$ على المجتمع السوداني أن يتعود التضامن مع الشدائد والتعامل مع الظروف الصعبة لإدارة الأزمات.

حاورة :عبدالقادر جاز

تعتبر القضارف واحدة من الولايات التي استضافت النازحين جراء الحرب الدائرة بالخرطوم والتي ألقت بظلال سالبة على البلاد، بما أن القضارف واحدة من الواجهات والملاذات التي لجأ إليها النازحون من جهنم الحرب بالخرطوم، (موقع سوداني بوست) التقت الأستاذ عبد الكفيل العدناني مفوض العون الإنساني بولاية القضارف في حوار يتعلق بالأدوار المنوط بها للمنظمات في تقديم المساعدات اللازمة لدى النازحين وكيفية التأقلم مع البيئة الجديدة في مراكز الإيواء…. إلى مضامين الحوار:

& وفقا للصلاحيات المنصوص بها للمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية في ظل الأزمات الإنسانية والحروب ما المساعدات التي يمكن أن تقدمونها للمتأثرين بالحرب؟

في حالة حدوث عوائق إنسانية بموجب المادة (20) من قانون العمل الطوعي لسنة 2006م، يحق للمفوض استنفار المجتمع الدولي والمنظمات للتدخل في الأعمال الإنسانية، ويتضح جليا دور المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية من حيث تدخلها السريع في المسائل الإنسانية، وعلى هذا الأساس لدينا علاقات وطيدة ووثيقة مع منظمة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية، ومفوضية العون الإنساني الاتحادية، ومستويات الحكم المحلي، من هذا المنطلق نتعامل مع دولة ولا نتعامل مع السياسة، ويرتكز جل عمل المنظمات في المساعدات الإنسانية المتمثلة في الإغاثة وإعادة التعمير بمجرد ما تعلن المفوضية عن حالة الطوارئ على طول ستعقد المفوضية اجتماعا يشمل جميع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة باعتبار أن القانون الذي نعمل تحته هو إنساني يشمل كل إنسان بدون تحيز لعرق أو دين أو لون وغيره، من هذا المبدأ عقدنا اجتماعين مع الوالي بحضور جميع المنظمات باعتبار أن لديهم معنا اتفاقيات فنية ملزمين بها، وحقيقة أن هذه المنظمات تعاني من ظروف مادية نتيجة لتعرض رئاستها بالخرطوم لعمليات السرقة والنهب جراء الحرب الدائرة بالعاصمة السودانية، ما جعلنا نرفع شعار:” الجود بالموجود”.

& ما الخطوات الفعلية التي قامت بها تلك المنظمات تجاه القادمين من الخرطوم ؟

تفهم تلك المنظمات للقانون الإنساني جعلهم لا يحتاجون لأي توضيح باعتبارهم يعرفون معنى التطوع وتدخلاته في معالجة الكثير من القضايا المجتمعية، من هذا المنطلق أبدوا تدخلاتهم من أول يوم من الأحداث بمجرد إنشاء مراكز للإيواء أو مناطق لاستضافة القادمين من الخرطوم، نتيجة للحرب الدائرة هناك، التدخل المباشر لتجنيب الولاية من حدوث إشكاليات تجاه هؤلاء النازحين، عبر منظمة الهجرة الدولية قامت بتأهيل المعسكر الرئيسي بمده بالكثير من الأشياء الخاصة بالصحة وذهبوا أبعد من ذلك للإعداد وتحضيرات لتوزيع وجبات للأسر المستضيفة خارج نطاق المعسكر بحيث يشمل جميع النازحين، كذلك أبدت استعدادها لإنشاء مراحيض مؤقت لتفادي حدوث تلوث بيئي، بجانب منظمة الإغاثة الإسلامية والتي قدمت مواد غذائية وصحية، إضافة إلى المجلس الدنماركي للاجئيين.

& وفقا للنظام الأساسي للمنظمات العاملة في المجال الإنساني هناك قواسم مشتركة بين المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية تداخل الاختصاصات ولد تقاطعات معيقة للعمل، ما الآليات المتبعة لدى كل منظمة؟

بالتأكيد ملتزمون بموجب المادة (5) من القانون، لا توجد منظمة أجنبية ليس لها شريك الوطني، ولكن في عجالة أوضح أن الشريك الوطني المطلوب منه والمنظمات الأجنبية عمل دراسة على حسب توجهاتنا في ذلك قبل الدخول معها في شراكة، الغرض منها تدريب الشريك الوطني لكي يحل محل المنظمات الأجنبية، في النهاية هو الذي يتصدى للعمل الطوعي داخل الولاية، يعتقد أن كثير من المنظمات الوطنية قد تكون الأفضل لكن فقط تنقصها الكوادر المدربة، واستقطاب الدعم الأجنبي، والتسويق لنفسها أمام المنظمات حينما يأتي إليها التقييم، المنظمات ليس الهدف منها جلب المال من الآخرين بقدر أن يكون لديها القدرة المالية، لكن حينما يكون فيها نقص متعلق بالمسائل الأساسية على سبيل المثال تأسيس مكاتب وتدريب كوادر سيصعب عليها ذلك، متمنيا أن تكون للمنظمات الوطنية القدرة على استقطاب الدعم الأجنبي، وتقديم مشروعات ذات قيمة واثر على واقع المجتمعات المستهدفة.

& إلى أي مدى أحدثت المنظمات الوطنية شراكات مع المنظمات الأجنبية؟

إن العمل الطوعي ليس عملا تجاريا ربحيا بل هو منتوج للجميع، بدليل أن منظمتي الإشراق والتواكي دخلتا في شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية، متمنيا أن تكون المنظمات الوطنية مصدر للعمل الطوعي الإنساني بالولاية، بالاستفادة من تجارب المنظمات الوطنية العاملة في دارفور، معترفا بوجود مشاكل ولكن لا تلام المنظمات الوطنية، ربما تنقصها الخبرة الكافية في التعامل مع قضايا اللاجئين والنازحين لكن هذه فرصة كبيرة أمامها أن تتعلم كيف تستفيد من الفرص المتاحة.

& باعتبار ولاية القضارف واحدة من الولايات المستضيفة للنازحين وفي ظل تفاقم الأزمة يحتاج تفعيل الدور الإنساني لخارطة طريق مشتركة، الواضح أن هذا الدور غائب، ومن الطبيعي أن يواجه العمل الطوعي بعقبات، ما الحلول الممكنة؟

فيما يخص خارطة العمل الطوعي فهي موجودة، هذه ليست أول مره تحدث لنا أزمات قد حدثت في (الفاو والرهد والنيل الأزرق) تدخلنا بالفعل عبر هذه الخارطة لدينا إحصائيات كاملة، وتم توجيه المنظمات للتدخل، وكذلك لدينا تدخل في معسكرات اللاجئين من دولة إثيوبيا بالرغم من أن ذلك ليس من مسئوليات المفوضية فيما يتعلق بالإسكان هذا من اختصاصات (كورد)، ولكن نعمل بتنسيق وتعاون تام من خلال المنظمات الوطنية لتقديم الخدمات لتلك المجتمعات، أوجه صوت شكر وتقدير لكل المبادرات المجتمعية في تقديم أعمال الخير للنازحين، لكنهم ليسوا من دائرة اختصاصي حتى أحاسبهم، متسائلا أين دور المنظمات.

& في ظل وجود خارطة العمل الطوعي لمجابهة الأزمات، أين موقف المنظمات الوطنية من النازحين ؟

بالضرورة تواجد المنظمات الوطنية في مراكز الإيواء بالمتطوعين باعتباره ضرورة من ضروريات الوضع الاستثنائي الذي فرضته المرحلة، أتمنى أن يكون الشباب المتواجدين في مراكز الإيواء يمثلون المنظمات حتى اللحظة جاءتنا منظمة قلوبال هاند أبدت استعدادها للعمل في بناء القدرات للشباب المتطوعين، بالرغم من مجهودات المنظمات في تقديم الخدمات للنازحين يرى البعض أن المنظمات دورها ضعيف، على ضوء ذلك نريد من المنظمات إلزام المتطوعين باستخدام شعاراتهم التي تميزهم عن غيرهم، مرجحا أن الخارطة موجودة وتدخل المنظمات بنسبة 95% في إيواء النازحين، وسيعقد يوم الثامن عشر من يونيو الحالي اجتماع في جنيف لاستقطاب الدعم الأجنبي لمنحة السودان بـ2 مليار دولار لمعالجة آثار الحرب الدائرة بالخرطوم، من هنا أدعو كافة المنظمات لتفعيل الدور الإنساني خدمة للمصلحة العامة خاصة فيما يتعلق بكوارث فصل الخريف.

& حدثنا عن التحديات التي جابهتموها في ظل الأزمة الحالية التي يمر بها السودان؟

بكل صراحة هذه الأزمة لم تكن متوقعة الحدوث، نزوح بهذا الشكل الكبير تحت الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، أن نكون بين يوم وليلة وسط هذا الحجم الذي فرضته الظروف الحالية، بدورنا تواصلنا مع المفوضيات بالولايات الأخرى وهم يواجهون ذات المصير، من تحديات كبرى والبعض ليست لديه منظمات، يواجهون ضغوطات أكبر مما نتوقع، مما جعلها تعتمد على عطاء المجتمع المحلي، وفي الحقيقة الموضوع أكبر مما نتوقعه أصلا، ليت هذه الأزمة لم تحدث في ظل الظروف الحالية للتمكين المالي للمنظمات لمواجهة هذه الظروف الإسثنائية، باعتبار أن المنظمات تعرضت للنهب والسرقة، وهذا الموضوع ليس بهذه البساطة بل هو أكبر من طاقتنا، ولكن ماذا نفعل؟ ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.

& هل من استراتيجية طويلة المدى لمجابهة مثل هذه الأزمات وإن طال أمد الحروب والصراعات؟

أجمل سؤال، نعم عندنا استراتيجية ممرحلة على ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: سريعة المدى لمواجهة الحرب، والمرحلة الثانية: متوسطة المدى للاستفادة من المنظمات، ولبناء ورفع القدرات لدى النازحين، فضلا عن ترسيخ العمل المنظم للانتقال إلى المرحلة القادمة مرحلة (الاستقرار) للاستفادة من تجارب الأزمات السابقة في كيفية تأهيل المراكز، وتشغيل الشباب والإنتاج بدلا من انتظار حدوث الأزمات، المرحلة الثالثة: بعيدة المدى لتأهيل مراكز الإيواء ولمقابلة الأزمات والكوارث والتعامل معها على مستوى المحليات، قائلا: إذا لم يكن لدينا خطة وفقا لاستراتيجية واضحة لا يمكن أن تحل أي مشكلة، بالضرورة أي منظمة تكون لديها خطة لمجابهة مثل هذه الأزمات.

& رسالة أخيرة لمن توجهها؟

أوجهها لكل الناس الذين يعانون من هذه الظروف باعتبار أن هذا الأمر قبل كل شيء هو رباني، وعلى الناس أن يعرفوا هذه الدنيا لا يمكن أن تمشي فيها كما تريد إلا بإرادة الله، على المجتمع السوداني أن يعود نفسه على التضامن عند الشدائد والمحن والتعامل مع الظروف الصعبة لإدارة الأزمات، لذلك أكرر الإنتاج ثم الإنتاج، سبق أن نسقنا مع برنامج الإيقاد لدعم صغار المزارعين، والحيازات على وجه الخصوص، وبرنامج الغذاء العالمي أكدوا لنا بدل شراء الغذاء من الخارج الأفضل يكون من الداخل، أتمنى الاستفادة من (أمطار الخريف) التي تهدر بحيث تحفظ في آبار ضخمة للاستفادة منها في مشروع حصاد المياه في فترات انعدام المياه في الصيف من أجل الإنتاج بالري المحوري على مدار السنة بدلا أن تكون عندنا مشكلة في نقص الغذاء.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.