آخر الأخبار
The news is by your side.

حرية الصحافة ما بين الأمس واليوم

حرية الصحافة ما بين الأمس واليوم

تقرير: سلافة محمد أحمد

يصادف الثالث من مايو من كل عام الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة وذلك للدور الرائد الذي تلعبه الصحافة تجاه المجتمع عبر تناول قضاياه ،وتسليط الضوء عليها لحث المسؤولين لايجاد الحلول لها.

عدد من الصحفيين بولاية شمال دارفور هنأوا زملاء المهنة بهذه المناسبة العالمية التي تذكر السلطات بأهمية حرية الصحافة والحق في التعبير.

َوعن هذا الموضوع “موقع سوداني بوست الاخباري” تناول هذا الموضوع بإجراء لقاءات مع بعض الصحفيين بولاية شمال دارفور.

الصحفي والإعلامي المخضرم ، مبارك الجمري، قال :

إن الصحافة تلعب دورا مهما في عكس كل مناحي الحياة ، ولها تأثير كبير في تشكيل الرأي العام خاصة في القضايا السياسية ومثلها في القضايا الحياتية الأخري》 ..

مضيفا بأن شمال دارفور إبان النظام السابق كانت تفرض قيودا صحفية على الصحافيين وتضيق الخناق عليهم . ولم تشهد الصحافة الإقليمية أي تطور خلال حقبة الانقاذ ، وحتى الصحيفة الإقليمية الوحيدة التي صدرت في عهد نميري باسم (جريدة دارفور ) توقفت عن الصدور ، ولم تك هنالك مشاركات صحفية حرة لعكس القضايا الملحة المرتبطة بمواطن الولاية.

وأضاف الجمري :《من الملاحظ أن الوالي كبر وهو الوحيد الذي استمر واليا لشمال دارفور لفترة طويلة لم تشهد فترته تطورا في مجال الحريات الصحفية بالولاية بل كان يسخر الإعلام لخدمة قضاياه الشخصية، وكان يقدم للصحافيين العطايا والهبات لتلميع فترة حكمه بالولاية》.

وأردف بقوله:”شهدت فترة حكمه تشتيت وبعثرة مكاتب الإعلام بالولاية ،وتم نزع مكاتب الإعلام التي تم تشييدها في الستينيات من القرن الماضي لتخدم قضايا الإعلام والصحافة، وتم تحويلها وتخصيصها للنيابة العامة، وما تبقى من جزئية المبنى تم بيعه لتُشيد مستشفى نبض الحياة .
وقال:” عمدت حكومة الولاية في ذلك الوقت على طمس معالم الإعلام وهذه في حد ذاتها جريمة لا تغتفر .

وأشار إلى أن وضع الإعلام بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة شهد تحسنا ملحوظا خاصة بعد قيام المجلس الأعلى للثقافة والإعلام ،وظهور عدد من الصحفيين من أبناء الولاية الذين ألقوا نظرهم في التصدي لبعض المشكلات التي تواجهه الولاية خاصة بعد أن توافرت لهم الحريات الصحفية بنص الوثيقة الدستورية.

وتابع الجمري :”لاحظنا أن الصحافة بدأت تلعب دورها في توجيه الرأي العام وكذلك حث المسؤولين للالتفات لبعض قضايا المواطن والولاية، مع تنظيم دورات تدريبية لاكتساب المهارة الصحفية والكفاءة المهنية.”

آملا ألا تمر هذه المناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة مرور الكرام بل يجب على الجميع أن يعمل سويا من أجل التطور والجودة لبناء وطن يسوده المحبة والسلام .

بينما قالت الصحفية سعدية علي أدم، الأستاذة بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الفاشر”:

《 إن البلاد تحتفل باليوم العالمي لحريات الصحافة وصحافتنا لاتزال مكبلة بقيود عديدة حتى بعد ثورة 19 ديسمبر》

متمنية في هذا اليوم أن تعود الصحافة لخدمة المجتمع ،وتكون قوية في طرحها لقضايا تخص المواطن ،وأن تعود النقابات كما كانت في السابق قبل ثلاثين عاما لتعيد للصحافة ألقها المفقود منذ أزمان بعيدة.

وتضيف في حديثها :《 تأتي ذكرى اليوم العالمي للحريات الصحفية ومعظم المؤسسات الإعلامية والصحفية المرموقة كانت بعيدة تماما عن هذا الحدث لم يحتفل به إلا عدد قليل من الصحفيين》.

وأبانت أن واقع الإعلام بالولاية في السابق والحاضر معا لم يحدث فيه تغييرا كثيرا مثل بقية ولايات السودان من كبت وتكميم للأفواه ومطاردات الرقابة الصارمة على المواد قبل النشر،وحتى في عملية تكوين الاتحادات المهنية بالنسبة للصحفيين فالسلطة كانت يدها باسطة على جميع المؤسسات الصحفية مما حدا بالصحفيين تجنبا ليد السلطة الباطشة من عدم تناول مواد كانت في نظر الحكومة آنذاك خطا أحمرا كقضايا الحريات ،والنشر وحقوق الإنسان في شمال دارفور، بالرغم أن الصحافيين لم يتعرضوا للاعتقال إلا أن المضايقات المتكررة كانت تطال عددا من الزملاء وأنا واحدة منهم ورغم ذلك لم يمنعنا هذا من تناول قضايا تخص المواطنين وبالأخص ونحن في مناطق النزاعات ومابها من اشكاليات عديدة.

وقالت سعدية :《إن الثورة جاءت وأصبحت هناك حريات ولكن ليست بالمعنى المطلوب ولكن وجدنا متنفس للكتابة وبالرغم من ذلك مازالت الحريات الصحفية مكبلة لعدم تكوين نقابات صحفية حرة بعيدا عن السلطة وهي واحدة من الأسباب التي أدت إلى تراجع دور الصحف وهناك أيضا الأوضاع الاقتصادية الصعبة ،وما ترتب منها من ارتفاع في تكاليف الطباعة والتوزيع وارتفاع أسعار الصحف وغيرها من المشاكل .

آملة أن تشهد البلاد خلال الفترة القادمة مرحلة صحفية كبيرة ومحترمة ونقابات قوية تمثل الصحفيين بعيدا عن الانتماءات الحزبية.

الصحفي محي الدين أدم “الصحاف”:

أورد تفاصيل عن الحريات وخاصة حرية الصحافة في الوقت الذي تحتفل البلاد باليوم العالمي للصحافةقائلا:《

إن الثورة السودانية المجيدة وحناجر شبابها نادت بشعار الحرية والسلام والعدالة حتى سقط الطاغية وزمرته .فإذا رجعنا إلى ما قبل الثورة فنجد أن تلك الحرية ممنوعة في السودان ولا سيما في ولاية شمال دارفور التي عانت من حرية الصحافة والنشر حيث عانى الصحفيون بالولاية من البطش والتكبيل مما جعل بعض الصحفيين يتركون المهنة والبعض الآخر غادر مغاضبا السودان حتى يستطيع ممارسة الصحافة بكل حرية.

ولكن بعد ثورة ديسمبر المجيدة بدأت حرية الصحافة رويداً رويداً تعاود الظهور الكامل، وتتنسم الحرية من أي رقابة أو قمع للحريات والاعتقالات التعسفية ،وغيرها من الممارسات السابقة التي كانت جزءا من أسباب قيام ثورتنا المجيدة.

وأضاف الصحاف هذه مساحة أحي فيها كل الأجسام الثورية المختصة شبكة الصحفيين السودانيين ،واستعادة نقابة الصحفيين، ورابطة اعلاميي وصحفيي دارفور، والأجسام الأخرى ونحن نحتفي بهذه الأيام باليوم العالمي لحرية الصحافة التي نأمل فيها للمزيد من الحريات وإتاحة مساحات للتداول ،والنقاش ،ونقل قضايا المواطنين ،ومعاش الناس، ونقل كل ما يدور في الساحة السياسية بكل مصداقية وشفافية حتى نصل لدولة منزلة فيها كل شعارات الثورة الحرية والسلام والعدالة》.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.