ثقافة الاستقالات الى اين؟ بقلم: محمد ادم اسحق
ثقافة الاستقالات الي اين؟
بقلم:محمد ادم اسحاق
يعتبر ثقافة الاستقالة مظهر من مظاهر المجتمع المدني المتحضر ولها أهداف وغايات إيجابية من ضمنها تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية من أجل معالجة مشكلةً ما ، وفى مؤسسة ما أو هيئة من الهيئات أو جسم من الأجسام وسببها يرجع لفشل المسؤول الأعلى أو عدم انسجام طاقمه الإداري بين مكونات المجموعة المعنية فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذه المؤسسة .
ما دفعني لسرد هذه الجزئية من المقدمة البسيطة هو الاستقالة الجماعية لفرعية عمال التعليم التسيرية بمحلية الفاشر وبلدية الفاشر بتاريخ ٢٦ ابريل ٢٠٢١م والذي جاء فى خطابهم التقيمي بأن طبيعة العمل النقابي بمحلية الفاشر ، ووحدة المدنية والإتحاد المهني منذ تكوينهما لم يكن هنالك انسجام بينهما وبين النقابة الولائية لمواصلة العمل النضالي وأن ما يتم من قرارات فهي فردية فقط ، مما تؤثر فى سير العمل وتقديم المصالح الخاصة بدلاً عن العامة وخدمة الشخصيات بدلاً عن المؤسسات ولذلك جاء الأتفاق على تقديم الاستقالة الجماعية واكدوا بأن القرار أخذ
النقاش المستفيد والكافئ بين الأعضاء قبل إتخاذه لأسباب عديدة منها :
١- عدم الانسجام بين الأعضاء.
٢- وجود شلليات وتكتلات حزبية بين قيادة النقابة والإتحاد
٣- تهميش الأعضاء وعدم تنويرهم بما يدور فى اروقة النقابة والإتحاد
٤- عدم استشارة رؤساء الأمانات والأعضاء فى إتخاذ القرارات
٥- عدم الفصل ما بين الجهاز التنفيذي والتشريعي
٦- تعدد المناصب للشخص الواحد والقبض على مفاصل العمل.
٧- الإنحراف عن خط الحقوق للعاملين والميل الى الخط السياسي الذي لا يخدم الحقل التعليمي.
ومن المعلوم ان الهيئة النقابية لعمال التعليم بولاية شمال دارفور لم يتم تكوينها بالطريقة الديمقراطية وتم بطريقة لا يختلف كثيراً عن ما يفعله حزب المؤتمر الوطني المحلول لذلك نجد أن المعلمين فى شمال دارفور يوسمون على النقابة الولائية (بالنقابة الظلامية) اي أنه تم اختيارهم بلا شفاهية ولا ديمقراطية.
أما النقابة نظيرتها الاخر ممزوج ما بين (الظلامية والنهارية) وتم اختيار جزء منهم من الميدان أثناء وقفة احتجاجية نفذها المعلمين بالولاية للمطالبة بحقوقهم وكان المعيار هو الهتف بصوت عالى أثناء الوقفة فيتم اختياره بأنه ثوري من الطراز الأول والجزء الأخر مختار من الظلامية وبعد الأختيار والعمل فى أرض الواقع ظلت المشاكسة بينهما وعرقلة سير العمل مما تمخض عدم الانسجام .
نقول لزملاء المهنة ما قمتم به يعتبر نموذجاً للعمل النقابي والسياسي والتاريخ سيكتب لكم ذلك فى دفاتر بيضاء ناصعة البياض وقد سقطت النقابة الظلامية في وجه النهار وانكشف امرها ومكرها الذي لا يتعدى موضع قدميها رغم عدم معرفتي بهم منذ أن تم اعتقال مربي الأجيال الأستاذ “محمد المكي صالح ” حيث كان دور النقابة غائبة تماماً مع العلم انه الجهة المنوط بمطالبة حقوق المعلمين والدفاع عنهم بمختلف اتجاهاتهم .
الخلافات بين حكومة “عربي ” ومكونات “قحت”
من خلال الكبسولات أو المنصات الإعلامية التى تنظمه لجان المقاومة بأحياء مدنية الفاشر وسط ” سوق حجر قدو” واساليب الخطاب المقدم من قبل المتحدثيين يتضح أن هنالك خلافات حادة بين”عربي” ولجان المقاومة والذي يعتبر نفسه شريكاً اساسياً فى ثورة ديسمبر بعد سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير.
وقد حددت لجان المقاومة الوالي فى آخر منصاتهم الإعلامية بتحريك الشارع العام ضده لم تمضِ أياما إلا اننا طالعنا بيان آخر من تجمع المهنيين شديد اللهجة هاجموا فيه الوالي حول القرارات الأخيرة بتكوين ” لجنة الإعداد والترتيب لقيام مؤتمر نظام الحكم فى السودان بالولاية “.
والذي جاء متجاوزاً فيه الأجسام الثورية ومعتمداً فيه على نظام المؤتمر الوطني مما آثار غضب المهنيين أن الوالي أصبح يتخذ قراراته فردية وصبيانية دون التشاور مع الأجسام الثورية مما انعكس سلباً على اداء حكومة الولاية وحددوا بتجميد عضويتهم فى التحالف وسحب ممثليهم من قوي إعلان الحرية وإعلان التصعيد الثوري .
