آخر الأخبار
The news is by your side.

تحبير الواقع … لاؤلئك الحالمون … بقلم: محمد شعيب

تحبير الواقع … لاؤلئك الحالمون … بقلم: محمد شعيب

 

نحلم بوطن نظيف في بيئته، تحفه الخضرة والأشجار والأزهار؛ لكننا نلقي أكواما من النفايات والأوساخ ليس على المصارف والمجاري المصممة لتصريف المياه وحدها بل على الأسواق والطرقات، حتى في الأماكن العامة! ونقطع الأشجار وندوس على الأزهار! فكيف لحلمنا أن يتحقق؟

نحلم بوطن يتسارع نموه الاقتصادي بوتيرة فائقة لتتحقق فيه الرفاهية، والرخاء ،والتنمية ،والازدهار؛ ولكننا لا نهيء الأرضية الصالحة لنثر بذور هذا النمو ولا نحرك ساكنا تجاه الطرق المؤدية لهذا الحلم . فكيف لحلمنا أن يتحقق؟

نحلم بوطن تقوى فيه مؤسسات الخدمة المدنية بالموظف المؤهل، وبالتخطيط والتنفيذ السليم لمشروعات الدولة ؛ لكننا نتمسك بخيط الوهن لهذه الحالة السائدة في دولاب العمل العام ،ونتسيب من أداء الواجب الملزم تأديته ،ونتباكى من ضعف الأجور التي تجبى من المنتجين الكادحين، فكيف لحلمنا أن يتحقق؟

نحلم بوطن يقوده قادة حقيقيون ذوي الكفاية والدراية والقدرة على لم الشمل وتحشيد المجتمعات في ميدان الوحدة والتآخي؛ لكننا ندفع بقيادات لا تنطبق فيهم مثقال ذرة من صفات وقيم القائد، فكيف لحلمنا أن يتحقق؟

نحلم بوطن تسوده العدالة ،ويقام فيه العدل ،ويصان فيه الحقوق. ونزأر بأصواتنا لانصافنا حينما نقع في مصيدة الظالمين ضحايا ؛ لكننا نبغض تطبيق هذا المعيار حينما نكون نحن الظالمين، فكيف لحلمنا أن يتحقق؟

نحلم بوطن ينير عقول شعبه إعلام مؤثر على تغيير السلوكيات الخاطئة والمفاهيم المظلمة ؛ لكننا نقرأ رسائل إعلامية ملئية بالإساءات والتجريح،والأكاذيب، وكيل الشتائم يظن الشاتم بأنه حقق نصرا عزيزا على خصومه ،ولكن في حقيقة الأمر فضح ما يحتويه هذا العقل من إفلاس فكري ومعرفي، وعدم القدرة على دحض الحجة بالحجة، فكيف لحلمنا أن يتحقق؟

نحلم بوطن معافى من جائحة كورونا والعودة إلى الفترة الأولى قبل التفشي والانتشار؛ لكننا نغض الطرف عمدا عن تطبيق الاشتراطات الصحية التي ترجعنا إلى محطتنا الأولى، فكيف لحلمنا هذا أن يتحقق؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.