آخر الأخبار
The news is by your side.

تأملات في أزمنة الكورونا (23) … بقلم: د. اشراقة مصطفى

تأملات في أزمنة الكورونا (23) … بقلم: د. اشراقة مصطفى

البنات الشجر…. الأولاد ( الفؤوس)
إشتقت لخطاويهم
لقرع اصابع احلامهم على باب مكتبي
اشتقت لبريق الأمل في عيونهم… لتمردهم
لذهوهم بعضلاتهم و زغب شواربهم.
للبنات شجر المستقبل
لحواراتنا ولثقتهن ولجنونهن
اشتقت للاولاد وامنياتهم بان تتحقق احلامهم ولابتسامتهم التي تنشرق بالأماني الحلوة.
اشتقت لصرامتي وجديتي حين يجب.
اشتقت ان اقول لهم ولهن باني ارى فيهم أحلامي
أحلامي كمهاجرة واني اضج بالحياة وافور بخميرة الفرح حين ينجزون خططهم…
حين تنفر تجعيدة الخوف من اتخاذ القرارات..
ان اقول بحكمة وصرامة ان معطيات الواقع كذا وكذا وكذا
وعليك ان تقرر بشأن حياتك…لن إقرر لك…
و…. هذه القرارات بشأن حياتنا مسؤولية كبيرة وعلينا تحمل تبعاتها…. وكم من قرار اتخذته في حياتي لم يكن صائبا ولكني لست نادمة…. لقد تعلمت من الاخطاء وشدوها.
تعلمت من شموع قلوبهم/ قلوبهن.
اشتقت لبريق الدموع حين اضع ورقة فارغة لترسمها البنات بطيور احلامهن…. السماء للطيور والأرض لنا ولها.
كم افرحتني تلك وهذى لانجاز مشروعهن
وكم ارعبتني فكرة ان تتزوج احداهن في سن السابعة عشر
وخوفي من قسوة الواقع وانفجار ما لايحمد نتيجته…. و ( خلاص كبرتي وليك تستعطاشر سنة… عمر الذهور عمر المنى)….. عمر زهور العلم وامنيات المعرفة يا سيدي وردي…
هل يتذكرن حكاياتي لهن عن نماذج فتيات مشرقات على ضفاف النيل؟!

اشتقت لجنونها وهي تنوي ان تفارق الحياة لأن فتى احلامها قد خانها ….. امن هذا الوقت المبكر يتعلم الاولاد الخيانة ويكبرون بمراراتها؟!
ستبكي مرة ومرتين وكثيرا وستجدفين في بحر دموعك وتتعلمين السباحة لموانيء جديرة بك…. قلت لها ومسحت نسمة على جراحاتي القديمة.

اشتقت لتأملاتي ولبنتين تشجارتا لاجل صبي عادي لايعرف ان واحد في واحد لا يساوي بالضرورة واحد…. ليس جديرا من يجعل منه معركة حرب…. ولا جديرة الصداقة بامرأتين جعلن معاركهن في الحياة محصورة في رجل…. سيفهمن ذلك بعد كم جرح وكم ألم وكم من الٱهات.

اشتقت لتلك البنية مشروع كاتبة وكم افرحني تواصلها معي ومشاركتي دفق روحها في عمل روائي تعمل عليه.
كم اشتقت ان اراه يافعا ومنجزا لأول خطوة في طريق النجاح الصعب.
كم اشتقت لهن…. لهم
كيف حالهم في أزمنة الكورونا؟

ليس هناك أمتع من العمل الاستشاري في كلية الشباب لاجل بنات وأولاد في عمر الندى
وليس هناك أصعب من ذلك.
قرابة ال 15 عاما خبراتي في العمل كمستشارة في مجالات مختلفة ولكن تظل تجربة ( كلية فيينا للشباب) من اميز التجارب التي سترافقني طويلا وبها اطول قامتهم الشجر.

ترى ماذا فعلت بكم الكورونا؟
هل غيرت ساعتكم ( البيولوجية) كما فعلت معي؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.