آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق … بقلم: صلاح عووضة .. أيضاً !!

بالمنطق … بقلم: صلاح عووضة .. أيضاً !!

مات البارحة..
شابٌ آخر أعرفه أيضاً…ومات بكورونا أيضاً…وكان لها من الناكرين أيضاً..
وما أغرب المفردة هذه حين تكون عنواناً لكلمة..
ولكن ماذا نفعل إن كانت هي الأصلح تعبيراً عن الغباء…أوالإنكار…أوالاستهتار..
أو كل أولئك معاً ؛ وهو (عز الطلب) بالنسبة لكورونا..
وكل أولئك هذه شاهدتها – أو عايشتها – في كل أولئك الذين كانوا في صفٍّ وقفت فيه..
وكان ذلك صباح الأول من أمس…والصف صف عيش..
فقد عادت صفوف الرغيف أيضاً…لأن حكومتنا ما زالت عاجزة اقتصادياً أيضاً..
وكانت أنفاس كل واحد منهم تلفح عنق الذي أمامه..
ولم تُجدِ كل محاولات نصحهم بالتزام قواعد التباعد الاجتماعي ؛ حرصاً على سلامتهم..
فأردت انتهاج (قاعدة) أخرى من بنات أفكاري..
أو من بنات (خبثي) ؛ وقد يكون خبثاً حميداً في مثل هذه الأحوال…وإن بدا متلفحاً بأنانية..
بل كثيرون منهم لم يفهموه إلا من زاوية الأنانية هذه..
فقد همهمت (الحمد لله أن الواحد شفي من كورونا ليقف في الصفوف مرة أخرى)..
ثم تفحصت الوجوه – أمامي وخلفي – لأرى ردة الفعل..
فإذا ضحكٌ…وتبسمٌ…ولا مبالاة ؛ ليسفر كل ذلك عن عبارة (إشاعة ليحجزونا في بيوتنا)..
طيب لماذا تحجزهم الحكومة في بيوتهم؟..
لا أحد لديه إجابة منطقية ؛ فهكذا قال أول قائل منهم لها…وتبعه الآخرون بثقافة القطيع..
بل وأضحكني – وأضحكهم هم أكثر – صبيٌّ بجواري..
لم يكن أمامي ولا ورائي…وإنما بمحاذاتي ؛ لماذا؟…لا أدري…وربما هو نفسه لا يدري..
أو ربما أراد فقط أن يملأ فراغات صباحه بأي شيء..
وهو لا يعلم أنه قد يملأ جسده بفيروس قاتل من مكان يمتلئ بالناس…والأنفاس…و كورونا..
قال بصوت حاد (والله لو عطست في وشنا ما بنخاف)..
ثم زاد – وقد ازداد صوته الطفولي حدةً – (بس ح نقول ليك الله يرحمك)…فتزايد الضحك..
والبارحة مات شابٌ أيضاً…وبكورونا أيضاً..
وفي اليوم ذاته – أمس – أُعلن عن إصابة أكثر من مئة وأربعين بهذا الفيروس..
وما زلنا ننكر…أو نستهتر…أو لا نبالي..
ولم نتعظ بأبلغ – وأشهر – دليلٍ على ذلكم كله ؛ اشتهر صاحبه بعبارة (بلادي حقول)..
فماذا نقول – من بعد الأسى والأسف – سوى هذه المفردة..
المفردة التي اخترناها عنواناً لكلمتنا هذه ؛ وتعبر (أحزن) تعبير عن حالنا..
أيضاً !!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.