آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة .. كفاية !!

بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة .. كفاية !!

نعم لتغيير شعار التلفزيون..
ولن اُسأل يوم القيامة عن رفضي هذا لشعارٍ هو من تصميم بشر..
ونعم ؛ المذاهب الأربعة مزعجة..
ولن اُسأل يوم القيامة عن انزعاجي هذا إزاء مذاهب هي من اجتهادات بشر..
ولكني اُسأل بشدة إن اجترحت كبائر في الدين..
إن قتلت….أو سرقت…..أو كذبت…..أو ظلمت….أو انتهكت كرامة إنسان..
إن فعلت أياً مما كانت تفعله الإنقاذ باسم الدين لثلاثين عاماً..
إلى أن قيل لها كفى – أو كفاية – استهبالا باسم الدين..
هذا كان نص خاطرة عجلى نشرتها على صفحتي – بالفيس بوك – ذات صباح..
ففوجئت بسيول – وفيضانات – من التعليقات عليها..
وكثير من التعليقات هذه أبدى أصحابها انزعاجاً إزاء هذه الخاطرة..
وبعضهم جنح لما هو أكثر ؛ مما أدخلهم في تناقض مع الذي يدعون غيرةً عليه..
دائرة البذاءة التي نهى عنها الدين…وهم غاضبون باسم الدين..
فالمؤمن – بنص حديث النبوي – ليس بطعان…ولا لعان…ولا فاحش…و لا بذيء..
وكنت أشرت كثيراً إلى عدم فهمٍ لصحيح الدين هذا..
بل وجهل به ؛ وأسوأ الذين أظهروا حرصاً على الدين – بجهل – هم أهل شعارات الدين..
فطوال ثلاثين عاماً هم في وادٍ…و(أصل) الدين في وادٍ آخر..
يقتلون باسم الدين…ويفسدون باسم الدين…ويظلمون باسم الدين…ويغتنون باسم الدين..
ثم – وفي تناقض غريب – يرفعون شعار الدين هذا..
وقبل سقوط البشير – بأيام – قلت لضابط الأمن المهذب آدم شيئاً لعله يذكره الآن..
وقد كان يردد على مسامعي عبارة (أنت في ضيافتنا)..
وهو تحريفٌ مهذب لعبارة (أنت معتقلٌ لدينا) ؛ ولذلك فهو مهذب…وحديثه أكثر تهذيبا..
قلت له : يبدو أنه قد حان أوان معركة رافع شعار الدين مع رب الدين..
فمعاركه مع شعبه – البشير – كسبها كلها بقوة السلطة ؛ وكذلك يفعل كل طاغية..
ثم أفرط – الآن – في هذه القوة ؛ تقتيلاً…وتعذيباً…وظلماً..
ولكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته..
ثم يجعل لذلك أسباباً من عنده…ومن هذه الأسباب الشعب المقهور نفسه ؛ ربما..
وهذا بالضبط ما حدث بعد ذلك ؛ بأيام قليلة..
ولحق البشير بمعاصريه من طغاة العرب ؛ القذافي…مبارك…صالح…وبن علي..
والذي ألحقه بهم هو شعبه الذي كان يذله…ويهينه…ويسخر منه..
وبعودة لموضوع الخاطرة أقول يبدو إننا في حاجة إلى (ثورة) أخرى ؛ دينية..
ثورة تجعلنا نحرص على جوهر الدين…لا قشوره..
ثم تنزع من عقولنا وهم الاعتقاد في الأفراد….والشعارات….ومثل هذه القشور..
بل إن منا من يعتقد حتى في الميتين من الشيوخ..
وفيما يلي قضيتي شعار التلفزيون والمذاهب الأربعة كتبت تعليقاً أسفل الخاطرة..
قلت فيه : لأول مرة أعرف أن الإسلام بُني على سبعٍ..
الخمس المعروفة ؛ ثم شعار تلفزيون السودان….ومذاهب الأئمة الأربعة..
إذن ماذا عن الذين ماتوا – من المسلمين – قبل هؤلاء الأئمة؟..
وهل هؤلاء فقط هم من أُوتوا عقولاً يجتهدون بها؟…ومن بعدهم (يُحرم) الاجتهاد؟..
وهل أنا – كمسلم – ملزم باتباع أي من هؤلاء؟..
وهل إذا لم أفعل أكون علمانياً…شيوعياً…كافراً ؛ كما وصمني البعض يوم ذاك؟..
وكما يفعلون كل يوم ؛ ما دام وعينا بالدين منقوصاً؟..
وكما سيفعلون اليوم – أيضاً – بداعي الغيرة على الدين ؛ وبكل (بذاءاتٍ) نهى عنها الدين..
فشعار تلفزيوننا القومي ليس من ثوابت الدين..
وكفاية عبثاً باسم الدين..
كفايــــــــة !!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.