آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة .. عودة التائب !!

بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة .. عودة التائب !!

ونبداً بمفردة عودة..
فهي تُعيد للذهن متشابهات لها..
متشابهات سينمائية…وروائية…وقصصية…وحياتية…وسياسية أيضاً..
فهناك عودة الروح…وعودة ديجانقو…وعودة (الندل)..
ومن السياسية عودة نميري الشهيرة عقب محاولة انقلاب جماعة هاشم العطا عليه..
والتائب هنا هو الذي كتبنا قصته قبل أعوام خلت..
وكانت بعنوان (انقاذي تائب) ؛ بل وكان دباباً…ومجاهداً…وكادراً أمنياً..
والعودة نعنا بها عودته إلى (وعينا) بعد أن كنا نسيناه..
لا روح توفيق الحكيم التي تمنى أن تعود إلى وعيها في غمرة غيبوبة أيام عبد الناصر..
عاد إلينا – إذن – عبر مكالمة هاتفية قبل يومين..
فإذا هو ما زال مبقياً على روحه التي عادت إليه من بحر ظلمات الإنقاذ..
ويسأل الله أن (ينقذه) من آثام تلكم الفترة..
فهو في شخصه – يقول – لم يقترف جريرة في حق أحد ؛ ولكن محض الانتساب جريرة..
الانتساب إلى قوم لا يتورعون عن اجتراح المنكرات..
بل ويكشف لنا جانباً من (مجاهداته) – الثورية هذه المرة لا الانقاذية – أيام الاعتصام..
فقد كان يمد المعتصمين بما يقدر عليه من أدوية..
والذي جعله يقدر هو موقعه كمدير تسويق لشركة متخصصة في الأدوية هي (الكنار)..
ولكن ؛ وهنا (يلكنها) فتأتي المصائب…كعادة (لكن) دوماً..
فالشركة هذه تتبع لابن أخ علي كرتي ؛ وكانت تساهم فيها منظمة الدعوة عبر دانفوديو..
فكان من الطبيعي أن تلفت نظر لجنة إزالة التمكين..
وكان من الطبيعي أن تضع يدها عليها…وعلى أدويتها…وعلى أصولها..
وكان من الطبيعي أن تُصادر سياراتها ؛ بما فيها سيارة (التائب)..
والتائب هذا – بالمناسبة – اسمه صلاح مجذوب….ومن منطقة صلاح قوش..
ولكن – وأيضاً (التلكين) هنا لا يأتي بخير – تعرضت الأدوية للخطر..
وذلك بتعرضها لبيئة تخزين سيئة..
فالكهرباء دائمة الانقطاع هذه الأيام ؛ والمولد الضخم معطل تحت إدارة (لجنة التفكيك)..
ونهاتف أحد أعضائها البارزين في هذا الشأن..
وهو – كما التائب وابن منطقته – اسمه صلاح أيضاً ؛ صلاح مناع..
فلم يمتنع…ولم يتمنَّع ؛ وإنما أجاب عن أسئلتنا بالذي يعرف..
والذي يعرفه – في هذا الخصوص – أكثر مما أعرفه أنا…ويعرفه صلاح مجذوب..
فهو صيدلي ؛ ويعرف خطورة عدم التخزين الجيد للأدوية..
ثم (يلكنها) هو كذلك ؛ ويقول رغم حديثه الملحاح في هذا الجانب إلا أن البطء قاتل..
قاتل بمعنى ظاهر الكلمة ؛ لا باطنها المجازي..
فشركة (الكنار) تنتج كثيراً من الأدوية التي تعجز عن مثلها شركات أخرى مماثلة..
سيما الأدوية ذات الصلة بالأمراض النفسية..
ثم أدوية منقذة للحياة ؛ والحرمان منها قد يؤدي إلى الحرمان من الحياة هذه..
والآن الصيدليات محرومة منها ؛ ومن غيرها..
ويكفي أن الأنسولين – المنقذ لحيوات مرضى السكري – يكاد يكون معدوماً تماماً..
ومن مسببات هذا البطء – يقول مناع – لجنة وزارة المالية..
وهي اللجنة المنوط بها التقدير المالي للشركة…وأصولها…وأدويتها..
وينافح (التائب) عن الشركة – ونفسه – بأن مالكها لم يكن ينشط في عمل إنقاذي..
وأن نصيب منظمة الدعوة من الأسهم بيع لشخص اسمه سمير..
ويقسم بأنه لا يعرفه ؛ ويرجح مناع أنه شقيق نائب برلماني اشتهر بمعارضته للإنقاذ..
وما يهمنا الآن – بعيداً عن (لكن) ومصائبها – شيءٌ واحد..
وهو سرعة انسياب هذه الأدوية إلى السوق قبل أن تتلف ؛ و(يتلف) من يحتاجون إليها..
وإلا فإن اللجنة ترتكب فظائع لا تقل عن التي بسببها غدا صلاحٌ تائباً..
ولن نغفر لها وإن (تابت) بعد ذلك..
وعادت إليها الروح..
وعاد الوعي !!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.