آخر الأخبار
The news is by your side.

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمات المثالية (٤)

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمات المثالية (٤)

بقلم: محمد خير

توجد حقيقة بديهية وهي لا يمكن اصلاح المجتمع الا بصلاح الانظمة السياسية، ولكن للاسف الانظمة السياسة في العام الثالث هي انظمية تراثية اي بمعني ان العالم الثالث لازال يعيش في حالة من التوهان السياسي منذ بزوغ فجر التحرر الوطني؛ حيث كانت مرجعية ثورات التحرر الوطني مرجعية اشتراكية بانماطها المختلفة وهذه بدورها شكلت موقف مناهض للانظمة اللبرالية لانها هي التي استعمرت الدول النامية.

ساهم العداء التاريخي بين الاقطاعيين الاروبيين وعامة الشعب من احداث فارق طبقي بين المجتمعات الاوربية في القرن الثامن عشر من نبلا وبرجوازية وبرقراطية وعامة الشعب الذي اطلق عليها ماركس البروليتاريا، اي الكادحين ولان الماركسية تتبني المنهج المادي الذي ياكد فية تطور المجتمع البشري مرت بسلسة من المراحل.

وكما ناهض ماركز وغيره من الفلاسفة استغلال رجالات الدين لسلطة الكنيسة لاغراض سياسية من قتل الفلاسفة والمخترعين امثال الفيلسوف جاليلو ورفاقه.

اصبح طرح العلمانية بديلا لسلطة الكنيسة البابوية التي تتدخل بشكل سافر في توجيه الساسية العامة للدول مستغلا الدين في تبرير ما ترتكبة رجالها من عنف او فساد سوا كان فساد مالي او اداري مما دعا المفكرين الاوربيين ان يناهضوا سلطة الكنيسة لانها وقفت امام تطور المجتمعات.

وايضا برز رواد المدرسة اللبرالية حيث يري جون لوك بأن الحقوق الطبيعية غير قابلة للمصادرة،  بينما آمن روسو بأن الديمقراطية (الحكم الذاتي) هو الطريق الأمثل لضمان الرفاهية مع إبقاء الحرية الفردية خاضعة لحكم القانون، وقد طبقت رؤية لوك عن العقد الاجتماعي في إعلان الاستقلال الأمريكي.

اندثرت نظريات العقد الاجتماعي في القرن التاسع عشر حين توجهت الأنظار إلى النفعية، والهيغيلية، والماركسية، لكن أعيد إحياؤها في القرن العشرين، لا سيما على هيئة تجربة ذهنية بواسطة جون رولس وايضا جون جاك روسو ركز علي النظام اللبرالي.

اقر جون لوك فصل السلطات الثلاث.
*السلطة التشريعية: و منوط بها التشريعات العامة للدولة
*السلطة القضائية :وهي تطبيق القانون
*السلطة التنفيذية : وهي تنزل التشريعات ارض الواقع كسياسات تتبناها الدولة بعد ان يتم اجازتها من الهيئة التشريعية ،فصل السلطات اساس سيادة حكم القانون.

ولكن للاسف بالرغم من اوروبا حاربت الانظمة الاشتراكية في وقت مبكر لازال العالم الثالث يسعي لترسيخ مفاهيم الاشتراكية، في اواخر القرن العشرين وهذا نموزج من نمازج الارتداد السياسي لان العالم قطع شوط في انماط الحكم واشكاله حيث تجاوزت الديمقراطية والراسمالية الي الانظمة الرقمية.

ولا زال هنالك نخب تؤمن بالاشتراكية والقومية العربية والحركات الاسلامية التي تنادي بالاسلاموعربية وكل هذه الانماط فشلت في تحقيق الاصلاح السياسي والمجتمعي المطلوب في العالم الثالث .

باالرغم من انها قامت بثورات عظيمة كامثال الثورة الكوبية لاحقا انقلبت الي اعتي دكتاتورية معاصرة في العالم وجاءت بفيديل كاسترو ومن ثم ورثه شقيقة راؤل كاسترو في تحدي سافر لقيم ومفاهيم الثورة.

وايضا نظام منقستو هايلي مريم في اثيوبيا وايضا القذافي في شمال افريقيا وايضا افغانستان في اسيا الوسطي ونمازج لا حصر لها اثبتت ان النظام الاشتراكي نخبوي ليس له قدرة علي تطور المجتمعات واصلاحها.

والاتحاد السوفيتي قبل الانهيار كاكبر دليل علي وقوفها عاجزة امام الحوجة الملحة لرفاهية ودمقراطية شعوب الاتحاد السوفيتي .

اذا قارنا ما وصلت اليه الانظمة من تطور بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بما قبلها نجد هنالك فارق كبير من حيث تحقيق معدلات نمو اقتصادي مقدر والنمو السكاني من حيث الكم والكيف .

ولم تتطور الصين الا حينما تبنت النظام المختلط ما بين الراسمالية اللبرالية والاشتراكية الماركسية.

لذلك عملية الاصلاح يجب ان لا ترتبط بمواقف ايديولوجية لانه حينما ترتبط بايدلوجيا تتم عملية الانحراف السياسي بدل ان تدافع الانظمة عن شعوبها تجدها تستغرق جل وقتها وامكاناتها للدفاع عن ايديولوجيتها .

والاصلاح يتم بارادة سياسية حقيقة وانظمة تؤمن بالتطور والرفاهية ومراعاة مصالح شعوبها في المقام الاول.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.