آخر الأخبار
The news is by your side.

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية -3-

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية -3-

بقلم: محمد خير

تتجلى ملامح الازمة السياسية التي تعيشها مجتمعات الدول النامية في نخبتها الفاشلة، التي اقعتدها عن التطور ولعل الازمة تتطورت بشكل مريع خاصة في الثلاثة عقود الماضية، نسبة لارتفاع عدد السكان وتزايد الاحتيات الخدمية.

وهذه النخب منذ ان استلمت السلطة من المستعمر لم يكن لديها رؤية واضحة لادارة اوطانها ولعلها تعتبر جزء من الاليات التي كان المستعمر يقهر بها الشعوب، لهذا السبب خلق وجدان مشترك بينهم والمستعمر لذلك كانت عقليتهم عقلية استعمارية.

  واذا نظرنا الي حالة السودان فقد تم تسليم السلطة لبيوتات مؤدلجة، وهي كانت تدين بالولاء المطلق للمستعمر البريطاني، وهذه المجموعة اتسعملت كل ادوات الاستعمار في ادارة الدولة السودانية، من انتداب الموظفين و حكام الاقليم من اتجاه واحد الي اجزاء السودان المختلفة فضلا عن الوصايا التي تفرضها علي الدوائر الانتخابية، وتنميط المجتمع وادلجته لخدمة مصالح هؤلاء المستعمرين الجدد.

لذلك هذه النخبة فشلت في بناء الدولة الحديثة وشكلت خلل بنيوي في بنية المجتمع نفسه وقد فرضوا واقع اجتماعي متنازع بين السياسي والدين والعرقي.

ولانها انظمة نخبوية تعاملت مع هذا الواقع بكل ازدراء وتعالي وتدافع عن مشاريعها الصفوية، بذات العدة القديمة تارة بالدين وتارة بالعرق، ليس من اجل طفرة الشعوب ولكن لاستمرارهم في السلطة وكان نتاج طبيعي ان تورث الفقر والجهل للشعوب وكما زكرت في مقال سابق، ان الفقر والجهل هما عاملان اساسيان في تدهور المجتمعات لذلك انهدر المجتمعات نحو الحضيض.

السودان منذ الاستقلال اصدر ثلاث ثورات عظيمة ولكن بفعل هذه النخب الفاشلة في كل مرة لم تحقق الثورة اهدافها، حيث يتنازع عليها اصحاب المشاريع النخبوية القديمة والتي تعتمد اساسا علي ثالوث السياسية والدين والعرق، ولازالت هذه الجدلية قائمة في ثورة ديسبمر ٢٠١٨ يمكن ان نسقط عليها واقع ثورة اكتور وابريل وهذا المنحني لازال علي ما كان علية في السابق مالم نصفر هذا المنحني لايمكن ان يكون هنالك نظام سياسي يستطيع ان تتعامل مع هذا التنوع الكبير .

ولعل هذه النخب تستقل مثالية المجتمعات واي شعب مثالي دائما يؤمن بثالوث النخب، لذلك لايجتهدون كثيرا في اقناعهم لدعمهم في اي عملية ولذلك دائما النتائج تاتي عكسية، ولم يكتشفا المجتمع الا بعد عقود وحينها يقوم بثورة ليقتلعهم وهكذا الدائره تدور ولان الوعي في ظل انتشار هذه النخب محتاج تنوير واستنارة ولكن هذه النخب تظل تأدلج المجتمعات الان الشخص المؤادلج لم يكن لديه حيز او مساحة للتفكير .

في تقديري الاصلاح يجب ان يكون علي مستوي بنية الوعي المجتمعي قبل الاصلاح السياسي، ودون ان نصلح المجتمع لا نستطيع ان ننجز اي تغير علي مستوي بنية الدولة، ولا بد ان نفكك هذا الثالوث ويتم اعادة صياغة المفاهم السياسية في الاطار السياسي ففط.

وكذلك المفاهيم الدينية في اطار علاقة العبد بربه والمفاهيم العرقية في اطار التنوع الثقافي والخصوصية الحضارية للمجموعة الاثنية والارتباط مع النخب بجب ان يكون وفق الرؤية او الاطروحه السياسية وليس  الاثنية.

اذا استطاع المجتمع ان يميز بين هذه العناصر الثلاث حينها نستطيع بناء دولة سيادة حكم القانون.

نواصل

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.