آخر الأخبار
The news is by your side.

النقد بين بديهيات الأصالة و معطيات العمالة

النقد بين بديهيات الأصالة و معطيات العمالة

بقلم: مكي علي الدرديري
تدور احاديث كثيرة منها ما هو غزل و مدح صوفي و منها ما هو نقد لازع فيه كيد او حقد او غيره و هناك تمجيد و تحميد لشخصية عامة لعبت أدوارا فى غاية الخطورة ما زادتها الا تقربا من نظام كانت تتقرب اليه زلفى.

نجوى قدح الدم هذه المرأة التي شغلت الناس بالحديث عنها فى الفترة الأخيرة و عم خبر وفاتها الأسافير، ما هو ليس طبيعيا هو انشغال البعض من الناس بما هو اقل أهمية و هو الدفاع عن انجازاتها على المستوى الشخصى و بأنها عملت فى وكالة ناسا الامريكية للفضاء و هى بهذه الصفة مصدر فخر بلادنا و هولاء الناس و كانهم لا يبصرون و لا يرون عورة من كان عاريا امام الجميع .

و حتى من كنا نظن او نحسن الظن بهم على انهم ثوارا حقيقيون وقفوا ضد النظام و مازالوا يقفون ضده نجدهم يخوضون فى هذا الموضوع دفاعا عنها و كانها بطلة قومية قدمت للبلاد انجازا تاريخيا يستحق الذكر و الاشادة و صرفوا النظر تماما عن كل ما قامت به من ادوار خدمت نظاما شموليا استعبد الوطن و اهله لثلاث عقود عجاف.

الأخطر هو ان نقدم لمن لا يستحق منا ما يستحقه غيره لان الاشادة بالشخصيات العامة تاتى وفقا لمعايير محددة منها على سبيل المثال لا الحصر تسخير الإمكانيات و القدرات و الملكات الفكرية لخدمة الوطن و اهله و اتخاذ مواقف وطنية محددة فى اوقات معينة تنضبط فيها رغبة الانسان فى تقديم ما يراه مفيدا فى وقته و اوانه بمنطلقات أخلاقيه لا يقبل صاحبها المساومة او التنازل عنها.

عندما تتوفر فى الانسان كل عوامل التأهيل الاخلاقى و الوطنى اضافة لتاهيله العلمى الذى يوظفه لخدمة الوطن و اهله يصبح هذا الشخص ممن يستحقون الاشادة و التقدير بشكل أوسع و ارحب .

الثورة جاءت من اجل احداث التغيير و التغيير ليس مجرد عميلة استبدال او ابدال و احلال بل هو حراك فكرى اجتماعى متواصل …تغيير مفاهيمى يؤدى الإبداع فيه دوره الأساسى لجعله تغييرا يواكب حركة تطور المجتمعات مثلما فعل الأدباء و الشعراء و الفلاسفة و ما قام به فولتير الفيلسوف و الشاعر الفرنسى احدث تغييرا فى المفاهيم حتى عرف بأنه منقذ اوروبا من الكراهيه.

نعود لموضوع نجوى قدح الدم و التى شاع عنها انها أصيبت بالكورونا و توفيت و انتشر الخبر و عم القرى و الحضر و وفاتها تثير الريبة و الدهشة عندما وصلت طائرة إسرائيلية إلى مطار الخرطوم و قيل انها محاولة منهم إنقاذها و لا ندرى هل هذا الخبر هو عين الصواب ام ان الامر يتعلق بما هو أكبر و إنقاذ الجدران التى أوشكت على السقوط او سقطت فعلا و العمل على إعادة ترميمها من جديد.

العمالة قد تكون مع اى جهة ليس بالضرورة أن تكون مع الخارج بصورة مباشرة مثلا النظام الذى حكم السودان زهاء ثلاث عقود كان نظاما عميلا و بما أن ذلك يكون من المنطقى ان بوصف كل من عمل فيه او خدم اجندته بأنه عميل بكل واقعيه و تجرد.

اصف ما أراه بواقع الأحداث انها امرأة عميلة عملت مع النظام السابق و حاربت المعارضة و ضيقت عليها الخناق و لم تتوقف عن ممارساتها السابقة حتى اتاها اليقين كما قيل الا انه من الأرجح انها مازالت على قيد الحياة للقيام بدور آخر على غرار رأفت الهجان .

ان تاهيلها العلمى و ارتباطها و تواصلها بالغرب لا يشفع لها من المحاكمة الثورية و بأنها من بقايا زبانية النظام و ممن عملوا فيه و ان اي ثورى حقيقى لا ينبغى ان يترك القضية الأساسية و يتنازل عن مبادئه من أجل أن يتغزل بتاريخها الشخصى و انجازاتها و نجاحاتها على المستوى الشخصى.

اما الذين يخوضون فى عرضها فهولاء ليس لهم مروءة و لا أصل..هى جزء من أزمة وطن و لطالما ان العمالة و الارتزاق هما خيانة و خيانة عظمى ان تعلق الأمر بقضية وطن، على الجميع ان يتناولوا نقدها من هذه الزاوية و اى حديث غيره يقع فى دائرة الانصرافيه غير المعقولة و الإشاعات المنقولة.

كذلك للفخر الوطنى على مستوى الوطن و الشعوب يجب أن يتأسس على سوية بديهيات الفطرة بأن يمتدح الإنسان بقدر ما قدم لوطنه من خدمات و مساهماته من أجل نهضته و تحريره و رفاهية شعبه اما انجازاته الفردية التى جعلت منه او منها شخصيه ناجحة فالفخر لمن تربطه بها او به علاقة او مصلحة أو أوشاج قرابه من من اهل بيته الأقربين.

لم يكن النقد الواعى الا إضافة للحراك الثورى المفاهيمى كل ما يناقض البديهيات ينسف الحقائق الماثلة و يخلط بين الأصالة و العمالة..يظل سعينا من أجل التغيير المفاهيمى مستمرا بادواته حتى تشرق ارض السودان بنور ربها و تنهض الأمة بما تنتجه العقول لزرع الحقول بخير وفير فى وطن تسوده شعارات الحرية و قد تجسدت على الأرض واقعا نعيشه خيرا و تستشرف الأجيال مستقبله ازدهارا و استقرارا حريه سلام و عدالة..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.