آخر الأخبار
The news is by your side.

النثر المصري… من الركاكة إلى الرشاقة

النثر المصري… من الركاكة إلى الرشاقة *

بقلم: ناصر عراق

إذا طالعت ما كان يدوّنه كُتّاب القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين في المطبوعات المختلفة، ستكتشف بسهولة كيف وثب النثر المصري وثبات مدهشة عقب ثورة 1919،

سواء في الكتب والدوريات أو في الصحف والمجلات، الأمر الذي أسهم بنصيب معتبر في تطوير النثر العربي بأسره.

خذ عندك، على سبيل المثال ما نشر في العدد الأول من جريدة الأهرام الصادر في 5 أغسطس 1876، أي منذ 148 سنة:

(هذا هو العدد الأول من السنة الأولى لجريدة الأهرام المرعية بعنابة الحكومة السنية والمستعدة الاستعداد التام لان تجعل من يتصفح صفائحها واثقا بما يطالعه لانها تعاني البحث لتقف على الفوائد الصحيحة فتوفي بحقوق الجرائد وتكسب قبول الجمهور والاستقبال شاهد.

فعلى أولي الغيرة والهمة مد يد المساعدة الادبية المنتجة المادية وذلك بالاقدام على الاشتراك فنتشجع ولا نبالي بالصعوبات الابتدائية كيف كانت).

لعلك لاحظت المستوى المتواضع للصياغة رغم أننا في الربع الأخير من القرن 19، فما بالك فيما كتب في مطلع ذلك القرن نفسه؟

هكذا إذن كان حال النثر بعد الانحدار الكبير الذي استمر قرونا عديدة عقب سقوط الدولة العباسية في بغداد والاحتلال العثماني لمصر في 1517.

لذا حين جاء طه حسين والذين معه، قفزوا بالنثر قفزات بالغة الأهمية عظيمة التأثير ، وسأذكر لك بكل إجلال أسماء كوكبة معتبرة من الكُتّاب والصحفيين المصريين الذين أضاءوا الكتب والجرائد بنصوصهم الرائقة الجميلة في المجالات الثقافية والإبداعية كافة بامتداد القرن العشرين، مثل:

إبراهيم عبدالقادر المازني وعبدالعزيز البشري وتوفيق الحكيم والعقاد وسلامة موسى ومحمد التابعي وأحمد زكي ويحيى حقي وأحمد حسن الزيات وزكي مبارك وزكي نجيب محمود ومحمد زكي عبدالقادر ونجيب محفوظ ولويس عوض ومحمود أمين العالم ومحمد عودة ومحمد حسنين هيكل وبنت الشاطئ ومختار العطار وأحمد بهاء الدين وإبراهيم فتحي وصلاح عبدالصبور وغالي شكري وسلامة أحمد سلامة وفيليب جلاب ورجاء النقاش وفاروق عبدالقادر ونصر حامد أبوزيد وجابر عصفور ومحمود بقشيش وغيرهم عشرات.

لا يغيب عن فطنة المتابع أن النثر المصري لم يكن يحقق تلك الوثبات الرائعة دون أن تكتسي الحياة المصرية كلها بتطورات مدهشة عقب ثورة 1919، في الاقتصاد والسياسة والمسرح والسينما والشعر والرواية والموسيقى والغناء إلى آخره،

فتأثر الأساتذة الأوائل بهذا التطور وحرروا النثر من سجن البلاغة القديمة والتعبيرات المكرورة والمفردات المهجورة، ونفخوا فيه من أرواحهم ومواهبهم بما يلائم العصر الحديث.

أما نثر نجيب محفوظ نفسه فقد تطور بشكل مدهش من رواية إلى أخرى طوال ستين عامًا، والقارئ الحصيف يلاحظ ذلك.

لذا لا عجب ولا غرابة في أن يستوعب الناثرون المصريون الجدد إنجازات الرواد الأوائل، ويضيفوا إليها ما يجعل النثر أكثر رشاقة وتألقا، فها هي مصرنا الحبيبة تنجب أساتذة كبارًا يطورون بمواهبهم الخصبة فنون النثر من خلال الكتب التي يصدرونها، أو يعززون أفكارهم بنثرهم الفاتن على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يكتبون بلغة فصحى عذبة تواكب العصر وتمتع الوجدان… لغة لا ركاكة فيها ولا ابتذال. أذكر منهم، مع حفظ الألقاب:

أحمد عبدالمعطي حجازي وصلاح فضل وبهاء طاهر وفهمي هويدي وعز الدين نجيب وكمال رمزي وعبدالعظيم حماد واعتدال عثمان وسلوى بكر وجار النبي الحلو ومحمد المخزنجي وعبدالله السناوي ومحمود الورداني وفوزي العشماوي ومحمد حماد وأحمد الخميسي ومصطفى بيومي ومصطفى عبدالله وحسين حمودة ومحمد حماد ومصطفى السعيد وأنور الهواري وعصام زكريا وعاطف معتمد ومحمد عبدالباسط عيد وإبراهيم داود والسماح عبدالله وعمار علي حسن وأحمد الشهاوي ومحمود الجمل وعادل ضرغام وعلاء الجابري ومصطفى عبيد وغيرهم كثير ممن يتقنون اللغة العربية الفصحى ويدركون أسرارها وحلاوتها، أما الناثرون العرب، فتلك قصة اخرى.

طوبى للنثر المصري ونجومه الأكابر

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.