آخر الأخبار
The news is by your side.

الميزانية الإنتقامية … بقلم: كمال كرار

الميزانية الإنتقامية … بقلم: كمال كرار

قبل ٢٠٠ سنة شن الدفتردار حملته الإنتقامية بعد مقتل إسماعيل باشا على يد جيش المك نمر. وفي رواية الصديق بشرى الفاضل شن المرحوم عبد القيوم حملته الانتقامية بعد أن خرج من قبره وامتطى بلدوزراً دهس به عربات السدنة والتنابلة ـ والسبب أن عبد القيوم نفسه مات بعد أن دهسته عربية.

ويبدو أن إحدى جينات الدفتردار طارت من حواري القاهرة لتستقر في بلادنا بعد الثورة فوجدت أن المك نمر مجرد كبري يربط بين الخرطوم بحري والخرطوم. كما لم تجد سلطنة دار فور ولا أهلها الذين سكنوا المعسكرات هذه الأيام. أما أهالي النيل الأبيض فتفرق دمهم بين الولايات المختلفة.

إزاء هذا الوضع فكرت جينة الدفتردار في إنتقام مختلف لا بالبندقية أو المدفع المكسيم وإنما بقنبلة إسمها رفع الدعم التي تقتل الناس دون ضوضاء. أما طريقة القتل فتبدأ من زيادة سعر الوقود فتزداد تذكرة المواصلات ويمشي الناس بأرجلهم فيصابون بسوء التغذية ويصادفهم الكورونا وهم في طريقهم إلى أماكن عملهم فيموتون بسبب قلة الإمكانيات الطبية والفقر.

وتزداد أسعار الوقود وترتفع أسعار السلع والمنتجات. وصحن الفول لا يمكن الوصول إليه والرغيفة فوق طاقة الفقراء ويموتون أيضا جوعا.

وترتفع أسعار الوقود وتغلق المصانع أبوابها وعمالها يذهبون إلى الشارع فيصبحون عطالى ويموتون أيضا من الجوع. وهكذا فإن رفع الدعم يقتل الناس الذين صنعوا الثورة لكنه لا يقتل ساكني الطابق الرابع ولا فلول الإنقاذ الذين نهبوا ثروات الشعب طيلة ٣٠ سنة.

وبالمناسبة فإن أموال إزالة التمكين لا تظهر في أي مكان في موازنة ٢٠٢١ وليس فيها أي بند لتنمية الصحة أو التعليم. وبينما لا تستطيع الموازنة طبع المنهج المدرسي فإنها توفر أكثر من ٤٠٠ مليون دولار لتعويضات الأمريكان في عمليات تفجير السفارات بكينيا.

لكن السؤال الذي ” جنن بوبي” ما زال قائما. ماهي دوافع الإنتقام من الشعب السوداني بعد ثورة مشهودة ودماءٍ سالت وشهداء قُتلوا؟

يبدو أننا في فلم هندي لن ينتهي إلا بموت الخائن أو البطل. حينها تنطفئ الشاشة ويُسدل الستار ويذهب الجمهور. ولكن الخرطوم ليست نيو دلهي ولا أبو ظبي وستبدي لنا الأيام ما كنا نجهل.

طلبت مني إعلامية بارزة رقم تلفون لأي شخص معلقا على موكب تجمع المهنيين السودانيين ومقتل بهاء وطلبت فيما طلبت أن لا يكون المتحدث من تجمع المهنيين أو الشيوعيين. وعندما سألتها لماذا قالت إن:” أن الخلايجة” الذين يمولون قناتها الإعلامية لا يحبون ظهور الشيوعيين ولا أعضاء تجمع المهنيين. أما حكاية!!!

الآن نعرف من هم العملاء الذين يعملون بالأجندة الخارجية..

وأي كوز مالو؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.