آخر الأخبار
The news is by your side.

المارشال الذي لا يُقهر! .. بقلم: زكريا عثمان بنقو

المارشال الذي لا يُقهر! .. بقلم: زكريا عثمان بنقو

العالم بأسره فوجئ بنبأ استشهاد الرئيس التشادي المرشال إدريس ديبي اتنو في ارض المعركة وسط قواته لدحر فلول التمرد الذين ينطلقون من الجارة ليبيا بين الفَينةِ والاَُخرى.

ينحدر الرئيس إدريس ديبي من قبيلة الزغاوة الواسعة الانتشار بين البلدين الشقيقين تشاد والسودان.

تلقى الرئيس ديبي جزء من تعليمه المبكر في السودان بمدينة كرنوي المتاخمة للحدود السودانية التشادية.

بدأ مسيرته السياسية عقب تخرجه من المدرسة العسكرية والتحق بالجيش التشادي.
أسس حركة الإنقاذ الوطنية أثر خلافه مع نظام الرئيس الأسبق حسين هبري، واستطاع الإطاحة بالاخير فى العام 1990م.

يتمتع الرئيس الراحل بكاريزما طاغية، وشجاعة فريدة قل الزمان أن يجود بمثله، كيف لا وهو المرشال الذي لا يُقهر (Invictus) أبداً.

المرشال الذي أرسى سابقة عظيمة فى التاريخ السياسي الافريقي كرئيس دولة يخطط ويقود المعارك الحربية بنفسه، حتي أصيب بطلق ناري مما أدي الى استشهاده عن عمر يناهز الـ ٦٨ عاماً في هجوم شنه متمردون شمال البلاد.

وهذه السمات هي ديدن كل أبن خرج من رحم قبيلة الزغاوة العريقة.
ومن رحابها خرج الشهيد البطل حسن جاموس، صاحب نظرية إدخال عربات الدفع الرباعي (تويوتا) المحمولة بالبنادق الالية والصواريخ في العمليات الحربية المباغتة.

جاموس الذي هزم الجيش الليبي في وادي الدوم 1987م، وكان من ضمن أسري الجانب الليبي اللواء خليفة حفتر، احد أقطاب المشهد السياسي الليبي في الوقت الراهن.

ومنها كان الشهيد القائد عبدالله أبكر (جوري مي) القائد العام لحركة وجيش تحرير السودان واحد مؤسسيها.

ذلك الفتي الثوري الذي كان يتقدم صفوف جيشه في ساحات الحرب مخططاً ومنفذاً بكل ثقة وشجاعة حتي استشهد في ساحة المعركة (أبو قمرة).

وخرج من رحمها ايضاً الشهيد الدكتور خليل إبراهيم محمد رئيس ومؤسس حركة العدل والمساواة السودانية.

الزعيم الثوري الشجاع والسياسي الذي لا يشق له غبار.
خليل الذي أرسى أدباً رفيعاً في التاريخ السياسي السوداني و الإفريقي.
ذلك القائد الذي سجل زيارة سريعة الي الخرطوم معقل المخلوع انذاك في عملية الذراع الطويل 2008م.

وهناك الكثير من الفرسان الشجعان الذين أنجبتهم (كوندي) الزغاوية وهم لا يهابون من الموت، قوم لهم الصدر دون العالمين او القبر.

شهدت تشاد في عهد المرشال إدريس ديبي إستقرار سياسي، وأمني ملحوظ.
حيث تم إستخراج النفط في بواكير العام 2003م، مما أدي ذلك الي تحسن إقتصادي ملموس.
الأمر الذي قاد تشاد أن تصبح عضو في رابطة منتجي البترول الأفارقة (APPA) 2005م.

كما أن الجيش التشادي في عهده أصبح من أقوي الجيوش في المنطقة، و لعب دور إقليمي ومحوري في محاربة الارهاب.

قاد الجيش التشادي عمليات حربية ضد الارهابيين في كل من دولة مالي 2013م، والكاميرون ونيجيريا ضد جماعة بوكو حرام الارهابية، حيث إستطاع القضاء علي الارهاب تماماً، فيما عجزت عنها تلك الدول.
كل هذه الجهود والإنجازات قادت بتشاد الي إظهار دورها الريادي في القارة الافريقية وفرض نفسها، حتي حظيت بإحترام ومكانة مرموقة في العالم.

برحيل المرشال إدريس ديبي اتنو بدأ الحزن يخيم العالم.
حيث أعلن الحداد في العديد من الدول علي روحه، ونكست الأمم المتحدة أعلامها في جميع مقراتها حول العالم تقديراً وعرفاناً لمكانة الرئيس الراحل إدريس ديبي و وطنه تشاد.

وبهذا التاريخ الناصع الذي سجله المرشال بأحرف من ذهب، وجب علي الأفارقة الافتخار به لانه اعاد القارة الافريقية الي الاعتبار والافتخار مع رفقاءه نكروما ومانديلا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.