آخر الأخبار
The news is by your side.

اللواء ركن/ عبد الله حران  في حوار الراهن السياسي السوداني (3-3)

اللواء ركن/ عبد الله حران  في حوار الراهن السياسي السوداني (3-3)

قد برع الكثير من التحرريين عبر التّاريخ في قضيّة النضال، وقد مثّلت حركات النضال لهؤلاء وغيرهم سبيلاً للخروج من المآزق والأزمات، فأن تكون عسكريا وسياسيًّا بارعًا فهذا يعني أن تكون قادرًا على خدمة وطنك بكلّ السّبل والوسائل وأن تصل بها إلى برّ الأمان، ولعل الذهنية الأقرب حين نتحدث عن القائد هي تلك الصورة للرجل الذي يستطيع أداء الكثير من المهام بنفسه، فضلًا عن قدراته التي تمكنه من اداء دوره ، لاسيما العسكري الذي يقود الحروب والكتائب ويضع الخطط والاستراتيجيات.

ومن أمثال هؤلاء القادة الحادبين علي مصلحة أوطانهم التقينا نحن في صحيفة الوطن بإحد قيادات حركات الكفاح المسلح في السودان وهو القائد
اللواء ركن/ عبد الله حران آدم أحمد نائب رئيس حركة/ جيش تحرير السودان ، احد الآباء المؤسسين للحركة ، من الذي ترعرع بقرية سلكويا محلية كاس ولاية جنوب دارفور ، وقضي مراحلة الدراسية بين نيرتتي والبرام ونيالا ، حيث تم تكليفه بعدة مواقع في الحركة منذ تأسيسها ، كان مسئولاً عن التعبئة السياسية
ثم مستشاراً لرئيس الحركة ، وقائداً للمنطقة العسكرية جنوب غرب جبل مرة الي ان صار قائداً لفرقة السودان العلماني منذ العام 2011م لغاية الآن.
جلسنا معه في حوار الصراحة والشفافية فكانت ردوده غاية الصراحة ..

حاوره:مايكل ريال كرستوفر

• إن نظرتنا وتشخيصنا للأزمة السودانية فحواها أن هناك مجموعة صفوية ورثت السلطة من المستعمر بعد خروجه عام 1956م.

• كل ما قلناه قد تحقق وكل الإتفاقيات فشلت في أن تأتي بسلام للسودان لأنها قائمة علي المحاصصة ومخاطبة قضايا الأشخاص.

• قد تم وصمنا بالخيانة والعمالة والإرتزاق وغيرها من النعوت والأوصاف لأننا رفضنا الحلول الثنائية وتجزئة القضايا.

• لدينا تحفظات حول ما يسمي بالإعلان السياسي والوثيقة الدستورية ووضحنا مواقفنا حيال ذلك.

ماذا يعني لكم تصاعد النزاعات والصراعات التي تفشت مؤخراً بين أغلب مكونات المجتمع السوداني ؟

🔴 إن نظرتنا وتشخيصنا للأزمة السودانية فحواها أن هناك مجموعة صفوية ورثت السلطة من المستعمر بعد خروجه عام 1956م ، وإحتكرت السلطة والثروة وهيمنة علي كافة مؤسسات الدولة ، وكي تحافظ على وجودها في السلطة ظلت تمارس سياسات ونهج المستعمر فرق تسد ، وعامة الشعب هم ضحايا لأطماع وسياسات وممارسات هذه الفئة الصفوية.
السودان تاريخياً وقبل الحقبة الإستعمارية ، كانت تحكمه ممالك وسلطنات مستقلة ، وعاشت الشعوب السودانية في سلام وإستقرار في إطارها السياسي والجغرافي إلي أن جاء المستعمر وسياساته وحل محله ورثته المحليين من الصفوة الذين ساروا علي نهجه ، وحكموا السودان المتعدد بمشاريع آحادية إقصائية وشنوا الحروب لإخضاع المناوئين والرفضين لحكمهم ومشاريعهم العنصرية ، فتم إستخدام الدين والعرق في حروبهم العبثية ، وقسموا المجتمعات عبر تسليح قبائل ضد قبائل ، ومارسوا أبشع جرائم الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي ، مما أوجد الواقع الذي يعيشه السودان الآن من إقتتال ذو طابع قبلي وعرقي في شرق السودان وجنوب وغرب كردفان ودارفور.
من هنا وباسم قيادة حركة/ جيش تحرير السودان أناشد أهلنا في بورتسودان وكسلا والقضارف وحلفا وكادقلي ولقاوة والدلنج ودارفور وكافة أنحاء النزاعات القبلية بالسودان بوقف هذه الصراعات العبثية التي لا منتصر فيها والجميع خاسرون ، وتفويت الفرصة علي أصحاب الأجندة الخبيثة وتجار الحرب والمستفيدين من هذه الصراعات ، ليس هنالك أي مبرر لقتال بعضكم البعض وأنتم قد عشتم مئات السنين مع بعضكم البعض ، وما يجمع بينكم أكثر من يفرقكم، فلنتحد جميعاً من أجل إقتلاع الصفوة وبناء دولة مواطنة متساوية لكل السودانيين.

متى نشهد انضمامكم لعملية التفاوض التي تجري حالياً مع الحكومة الإنتقالية؟

🔴 قد أوضحت لك رؤية الحركة حول منبر جوبا وموقفها منه في ردي علي سؤال سابق ، وأكدت أن الحركة لديها مبادرة للسلام الشامل بالسودان سوف تطرحها في الوقت المناسب بعد زوال الإجراءات الدولية بسبب جائحة كورونا ، ونجزم أن المبادرة هي الطريق السليم لمخاطبة جذور الأزمة والوصول إلي سلام عادل وشامل ومستدام بدلاً عن الإصرار علي وسائل مجربة وأثبتت عجزها التام في تحقيق السلام.

ما هي رؤيتكم في ما يتعلق بإدارة البلاد في المستقبل ؟

🔴 لدينا مشروع وطني متكامل لبناء وإدارة الدولة والإجابة علي أسئلة كيف يحكم السودان وقضايا الهوية وعلاقة الدين بالدولة ، وغيرها من السياسات والإستراتيجيات التي سيتم طرحها في مؤتمر السلام الشامل.

هناك من يصفكم بأنكم حركة مماطلة لا ترغب في السلام وإنكم رفضتم دعوات متكررة للمشاركة في المفاوضات ، ما صحة ذلك؟

🔴 سمعنا الكثير من الإتهامات الباطلة التي لا تستند علي أي دليل ، وقد تم وصمنا بالخيانة والعمالة والإرتزاق وغيرها من النعوت والأوصاف لأننا رفضنا الحلول الثنائية وتجزئة القضايا.
نحن نناضل من أجل بناء الوطن وقضايا الشعوب السودانية ، ورفضنا للتفاوض مع النظام البائد أو بذات نهجه القديم لأن هكذا تفاوض نتيجته معروفة ولن يجلب سلام للسودان ، وليس هنالك منطق يجعلنا نضيع وقتنا في شىء متأكدين من عدم جدواه.
وكل ما قلناه قد تحقق وكل الإتفاقيات فشلت في أن تأتي بسلام للسودان لأنها قائمة علي المحاصصة ومخاطبة قضايا الأشخاص ، ونحن نبحث عن حلول لقضايا وأزمات السودان وليس مناصب ووزارات ، لذا رفضنا أي منابر للتفاوض لا تخاطب قضايا السودان بمنظور شامل.

يتم إتهامكم بالمتاجرة بقضايا دارفور من أجل منافع شخصية كيف ترد على ذلك ؟

🔴 هذه الإتهامات مجافية للحقيقة ، فلو كنا نتاجر بقضايا الشعب السوداني والضحايا لكنا أول الموقعين على إتفاقية أبوجا أو الدوحة أو خلافها ، ولكنا جزءًا من مفاوضات المحصاصات الجارية الآن في جوبا.
نحن التنظيم الوحيد طوال تاريخ مسيرته النضالية لم يساوم النظام البائد رغم الوعود والإغراءات والمساومات.
لن يكتب التأريخ بأننا ساومنا بقضايا شعبنا أو بعنا أهداف ثورتنا ودماء شهدائنا بمناصب في السلطة أو إمتيازات شخصية. متمسكين بالحل الشامل الذي يخاطب جذور الأزمة بمشاركة كل السودانيين.

ما هو تقييمكم لأداء الحكومة الإنتقالية في السودان ، ولأي مدى تروا جديتها في ما يتعلق بإستحقاقات السلام ؟

🔴 منذ بداية تكوين الحكومة الإنتقالية رفضنا المساومة بين قحت واللجنة الأمنية للبشير ، ورفضنا مبدأ المحاصصات الحزبية والشلليات في تشكيل الحكومة والتي يجب أن تكون حكومة مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة مشهود لها بمقاومة النظام البائد.
لدينا تحفظات حول ما يسمي بالإعلان السياسي والوثيقة الدستورية ووضحنا مواقفنا حيال ذلك ، ولم نعترف بشرعية الحكومة القائمة لجهة تكوينها وتحفظاتنا المسببة.
فالحكومة القائمة الآن عاجزة وفاشلة بإمتياز ولم تحقق أي من أهداف الثورة وفشلت في معالجة الإقتصاد ووقف تدهور العملة ، وفشلت في تحسين معاش الناس وتوفير الخبز والوقود ، وفشلت في حفظ الأمن وحماية المدنيين.
لا أعتقد أن هذه الحكومة بإمكانها تحقيق السلام إذا لم تغير من نهجها الذي تسير عليه ، فالتناقضات بين مكونات الحكومة الإنتقالية كفيلة بهزيمة مشروع السلام ، فالقضايا الوطنية لا تعالج بالأمنيات بل بمخاطبة أسبابها.

يرى بعض المراقبون ، بعد أن وقع تجمع المهنيين إعلان سياسي مع الحركة الشعبية قيادة الحلو ، قد توقع حركتكم على عمل مشترك مع الحلو … كيف ترى ذلك ؟

🔴 للأسف أن التحالفات في السودان تبني على التكتيكات وليس الإستراتيجيات ، وبالرجوع إلي كل التحالفات السابقة بالسودان منذ تحالف التجمع الوطني الديموقراطي الذي كان أكبر كتلة تحالف في التاريخ السياسي السوداني ، وتحالف الجبهة الثورية السودانية من 2011م إلي 2014م كأكبر تحالف مدني وعسكري ، وغيرهما ، نجدها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق الأهداف التي قامت لأجلها ، لأنها قامت علي التكتيك والمتناقضات ، وبعض القوي تنضم لهذه التحالفات لأجل تقوية مركزها التفاوضي مع النظام والحصول علي مكاسب في السلطة.
فإن التحالفات بشكلها التكتيكي القديم ، وجمعها لكافة المتناقضات بداخلها لن تحقق الأهداف المرجوة وتعمل علي تأخير التغيير المنشود ، لذا لابد من بناء تحالفات ذات طابعي إستراتيجي تقوم علي مبادىء وأهداف مشتركة ، مع تحديد وسائلها وآلياتها بدقة.
لدينا مشتركات كثيرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة الفريق/ عبد العزيز آدم الحلو وبيننا تواصل مستمر وتفاهمات متقدمة سوف تتوج بتحالف إستراتيجي في المستقبل القريب.

هل أنتم راضون بمنبر جوبا التفاوضي ؟

🔴 هذا السؤال تكرر أكثر من مرة بصيغ مختلفة ، ولكن فيما يتعلق بالتفاوض في منبر جوبا أكدت أن الحركة ليس لديها مشكلة مع جوبا أو منبر الوساطة ، بل أن جمهورية جنوب السودان أكثر دولة في العالم معرفةً ودرايةً بتفاصيل وتعقيدات الأزمة السودانية ، كوننا كنا في وطن واحد ، ولكن موقفنا من المنبر نابع من رفضنا للإجراءات والمنهجية التي قام عليها ، وهي ذات الإجراءات التي كانت متبعة في منابر التفاوض في العهد البائد ولم تحقق سلام بالسودان وفاقمت من الأزمة وعقدتها أكثر. وأن مصير سلام جوبا لن يكون أحسن حالاً من مصير عشرات الإتفاقيات الفاشلة التي طواها النسيان.
إن السودان هو بلد الفرص الضائعة ، فقد أضاعت حكوماته الصفوية عشرات الفرص للوصول إلي سلام حقيقي وشامل ومستدام ، منذ مؤتمر المائدة المستديرة بجوبا. لابد من تغيير المنهج الخاطىء وإنتهاج نهج جديد لمخاطبة القضايا بدلاً عن تجريب المجرب وحصد السراب في نهاية المطاف وتطويل أمد الأزمة.
إن دولة مثل روندا قد إنطلقت نحو النهضة والتطور من قاع الحروب والأزمات بعد أن إتبعت النهج الصحيح في معالجة قضاياها ، ولكن السودان منذ خمسينيات القرن الماضي يكرر منهج واحد لمخاطبة أزماته رغم إختلاف الزمان والمكان ، وثبوت فشل هذا المنهج أكثر من مرة.
بلدان مثل جنوب أفريقيا وسيراليون وليبريا إستطاعت إبتكار حلول سليمة لمخاطبة مشاكلها ونزاعاتها وعبدت طريقها نحو المستقبل ، ولكن للأسف أن السودان يكرر نموذجه الوحيد المجرب الذي فاقم من المشكلات ولم يأتي بحلول.

كلمة أخيرة أو رسائل تحب أن ترسلها ؟

🔴 رسالتي للشعب السوداني العظيم معلم الشعوب ومفجر الثورات ، وللكنداكات والشفاتة والجيل الراكب الراسو ولجان المقاومة ، أقول لهم أن السودان في مفترق طرق بين أن يكون أو لا يكون ، وثورتكم المجيدة قد سرقتها القوي الصفوية ، عليكم أن تتوحدوا وتتمسكوا بأهداف ثورتكم النبيلة ، وأن إستكمال أهداف الثورة واجب وطني وإنساني وفرض عين علي كل سوداني شريف ، الحقوق لا تعطي بل تنتزع إنتزاعاً ، هنالك فرصة متاحة للعبور بالسودان وتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام والوصول إلي حكومة إنتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة ، تحقق شعارات الثورة: حرية..سلام..وعدالة عبر لقاء جامع لكل القوى السياسية والمدنية وقوى الكفاح المسلح ومنظمات المجتمع المدني والناشطين والأكاديميين كي نتفاكر بمختلف منطلقاتنا السياسية والفكرية من أجل مخاطبة جذور قضايانا وفي داخل بلادنا ، وبناء دولة مواطنة متساوية يسودها السلام والإستقرار والأمن والسلام ، وهذا لا يتأتى إلا بمناقشة قضايانا وأزماتنا بكل شجاعة وشفافية دون إقصاء لأحد سوي نظام المؤتمر الوطني وواجهاته. ونتفق على أساسيات المشروع الوطني وصولاً إلى إنتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة بنهاية الفترة الإنتقالية ، تأتي بمن تأتي.

الوطن – جوبا

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.