آخر الأخبار
The news is by your side.

الكشات.. الجنود المجهولين في حروب البشير

الكشات.. الجنود المجهولين في حروب البشير

بقلم: بشرى احمد على
اتذكر في عام ٩٢ تم اعتقالي بالقرب من صينية مستشفى التيجاني الماحي بامدرمان، ولم أكن احمل أوراق ثبوتية مما جعلني عرضة للاحتجاز ولم يسمحوا لي بالتواصل مع اسرتي او معارفي ، تم شحني مع عدد كبير من الشباب في عربات شبه عسكرية الي معسكرات نائية في جبل أولياء والمرخيات ووادي الحمار بعطبرة، معظم الذين تم احتجازهم كانوا من مناطق الحرب والنزاعات الأهلية في الأطراف و لكن الغالبية كانوا من ابناء جنوب السودان .

هذا الإجراء والذي كان يُسمى (الكشة) او الخدمة الإجبارية العسكرية حسب مفهوم الجيش، ساد في ذلك الوقت وتم استخدامه لسد حاجة النقص في الجنود، في العادة تركز الكشات على الذين لا يفتقدهم احد والمشردين ومرضى العاهات العقلية، ولا يتم التحقق من هويات الأشخاص المحتجزين ، ولا يتم اخطار ذوي المجند بهذا الإجراء، ويعرف اهله فقط بالصدفة عندما يتم اعلان اسماء الجنود المتوفين في الحرب، وأحياناً تطول مدة الانتظار لعدد من السنين ، ويخضع هؤلاء المجندين لتدريب عسكري بسيط ثم يتم ارسالهم للميدان حتى من دون التحقق من لياقتهم العسكرية.

وفي العادة يسقطون من اول يوم بسبب القهر والظروف النفسية كانت الخدمة العسكرية الالزامية المعروفة (بالكشة) من أسوأ انتهاكات النظام السابق بحق ابناء الهامش الذين تعثرت بهم السبل في الخرطوم، وكانوا وقود مجاني لحرب لم يكونوا الطرف المستفيد من دوامها، والذين يكرمون شهدائهم الذين سقطوا في هذه الحرب وأصحاب الرتب الرفيعة الذين يتحججون الان بأن حكم البلاد لن يصمد ساعة من دون وجودهم.

عليهم أن يعلموا ان مؤسستهم العسكرية غذت وقود حربها بالمليشيات، وبابناء الشوارع الذين كانت تختطفهم من دون علمهم ، والجنود المجهولين من ابناء الهامش الذين نزحوا الي المدن بحثاً عن الأمان فساقتهم اقدارهم للموت في الحرب العبثية ، ولولا تسامح الشعب السوداني لسقط العسكر عندنا في أقل من ساعة.

وعندما هاجمهم الشهيد خليل ابراهيم في عام ٢٠٠٨ م بقيت الخرطوم عاصمة مفتوحة الأبواب لخمسة ايام، وقتها لم يكن هناك أحد يشارك البشير في الحكم ولم يكن هناك نزاع حول القيادة.
الجيوش لا تحمي الشعوب، بل الشعوب هي التي جيوشها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.