آخر الأخبار
The news is by your side.

  الصادق محمد عضو التجمع الاتحادي المعارض بولاية جنوب دارفور

  الصادق محمد عضو التجمع الاتحادي المعارض بولاية جنوب دارفور

حوار: ابوالشوش

لعله من الانسب والاحرى ان نبتدأ هذا الحوار الهادف والجاد مع احد الاحرار من ابناء هذا الوطن والذي يعتبره البعض امتداد طبيعي لجينات الزعيم اسماعيل الازهري الشقيق الصادق نحتاج لخلفية عنك من هو الصادق قبل ان يكون شقيق ؟
ـ باختصار شديد انا ابن الوطن البار الصادق محمد مختار مواليد شمال دارفور منطقة شنقل طوباي 1985من اسرة زراعية بسيطة حاليا متزوج والاسرة مقيمة في القاهرة خريج جامعة شندي كلية العلوم والتقانة، ناشط سياسي ومدني الان.

في حديثنا عن الجانب السياسي كيف تشكلت وتبلورت الرؤية السياسية لدى الصادق وماهى الدواعى التي استدعتك لدخول منظومة الاتحاديين والغوص في هذا الطريق الشائك؟
-حقيقة انا مثلي مثل ابناء جيلي من اقليم دارفور وقبل دخولي الى الجامعة قد شهدت دارفور حراك سياسي وكفاح مسلح عم ارجاء الاقليم، فبطبيعة الحال ونتاج لإحساسنا بالقضايا الاقليمية ورؤيتنا المتشكلة في تلك الفترة كان لدى معظم الشباب اندفاع شديد نحو الحركات المسلحة، فكنت جزء من النضال والحراك المسلح في حركة جيش وتحرير السودان الام قبل حدوث الانقسام المفاصلة الشهيرة بين الكمرد مناوي وعبد الواحد،رغم التحولات الكثيرة والكبيرة في الحركة ظللت متمسك بتلك الرؤية وعلى امل بأن تحل جميع الازمات، وحتى عندما دخلت الجامعة رغم معاناتي المتواصلة في العمل الفردي لتوصيل رسالة الحركة اذ لم تكن للحركات اجنحة سياسية تعمل في الجامعات فعانيت الاعتقال مرات ومرات وكنت مشهورا لدى الاجهزة الامنية بلقب “دينمووو”، وسرعان ما اتضحت لي الرؤية اكثر من زي قبل، فنظرت الى كل القضايا المشكلات ضعف التنمية-التعليم،ـ الظلم ـ الاضطهاد…الخ، والتي كنا نظن بانها حكرا على اقليم دارفور فقط فتفاجأت بمثل هذه القضايا في الوسط والشمال والشرق ومعظم بقاع السودان حتى على مستوى الخرطوم يشتركون في نفس القضايا والمعاناة ويحتاجون لحلول وطنية شاملة لذلك كان لزاما علي ان اخرج من تلك النظرة الضيقة والقاصرة وان اوظف واوجه طاقتي النضالية والوطنية في اجسام واوعية سياسية تتسم بالرؤية الشاملة وتمتاز بقوة الطرح لحل جميع الاشكالات والقضايا المتعلقة بالوطن فكان حزب الحركة الوطنية الخيار الافضل والذي يتسغ مع رغباتي وهذا الطريق الشاق الحاد اكسبني افق اوسع وقد صقلت مهاراتي وتزودت بخبرات على المستوى الساسي اجزم على انني لم اكن استطيع اكتسابها في اي جسم اخر واظن ما استدعاني حقا للمضي في هذا الطريق الصعب هو احساسي الكامل بالوطنية والغيرة على هذا الوطن كما ان احساسي بالانتماء لهذا الجسم ووجود ذاتي فيه يجعلني متماسك ومتزن وقادر لمجابهة اي صعاب.

ماهى اولى الخطوات التى خطوتها بعدت تخرجك من الجامعة؟
ـ بعد تخرجي من الجامعة مباشرة عرضت على وظيفة مساعد تدريس وكنت من الطلاب المتميزين اكاديميا الا انني رفضت لعدة اسباب؛ الوظيفة لانها لم تكن تلبي طموحاتي وتتنافى مع تطلعاتي التى من خلالها قد اتقيد واكبل ذاتي بها، وكما هو معلوم ان في عهد الانقاذ تحديدا الوظيفة تعد دوامة ترمي نفسك فيها ولن تستطيع الخروج منها وسترهقك جسديا ونفسيا ولن تستطيع من خلال تلك الرواتب الضعيفة ان تؤسس حياة افضل ولن تستطيع ان تطور ذاتك، اضافة الى معايير اختيار الموظف والترقيات والحوافز كلها تبنى على اساس المحسوبية والوساطة وغيرها من التفاصيل المعروفة لدى عامة الشعب السوداني، لذلك فضلت واخترت ان اشق طريقي باكتساب اللغة الانجليزية التى قد تفتح لي مساحات اوسع وارحب فقد اتقنت اللغة الانجليزية ومن ثم عملت سائغ ذهب في مناطق التعدين المختلفة داخل السودان مثل الشمالية، جبال النوبة، دارفور، ومن ثم بدأت الرحلات التجارية خارج السودان فكانت رحلتي الاولى الى القاهرة في العام 2013 وتوالت سلسلة الرحلات ابتداءً بتشاد، النيجر، جنوب السودان، افريقيا الوسطى، الكنغو، يوغندا، كينيا، ليبيا،اثيوبيا.. حتى استقريت في تجارة السيارات من جمهورية بنين الى السودان فاستطعت من كل تلك الرحلات التعرف على ثقافات مختلفة ولهجات مختلفة والتي بدورها جعلتني احترم تلك الثقافات واؤمن بأن التعدد مصدر لقوة الشعوب ورفعتها…

الصادق وانت متنقل من دولة الى اخرى وبين الفينة والاخرى ماهو دورك السياسي وتحديدا في الحراك الذي شهدته البلاد مؤخرا؟
ـ توضيح بسيط لم تمنعني جولاتي الكثيرة من ممارسة العمل السياسي والتنظيمي على مستوى الحزب والشارع واذكر مرات عديدة الغيت السفر لدواعي تنظيمية وكنت حاضرا متى ما طلب مني ذلك، اما فيما يختص بالحراك الاخير فقد تفرغت تماما من السفر وكنا في مقدمة الصفوف على مستوى ولاية جنوب دارفور والولايات الاخرى وكانت راية التجمع الاتحادي المعارض حاضرة في كل المحافل النضالية كما تعرض الكثير من الاشقاء لحملة اعتقالات مسعورة ومطاردات وملاحقات في عهد النظام المباد،وهو ديدن الاشقاء وما قطعناه من التزام للعمل في اي حراك يصب في اسقاط اي دكتاتور.

عزيزي الصادق عبر نضالاتكم التاريخية العريقة والممتدة والاتحاديين يوقعون في دفتر حضور اي حراك جماهيري بكل طاقتهم ومجهوداتهم ولا غبار في انكم حضور في الحراك الاخير لكن كيف تقرأ المشهد السياسي الان؟
في أستقراء سريع للراهن السياسي
يبدو ان الوضع السياسي في السودان يشهد حالة مـِْن التعقيد ويكتنفه الكتير مـِْن الغموض خاصة لدى المواطن السوداني البسيط وبعد تدخل المحاور الدولية والاقليمية وبقايا النظام البائد التي تتقاطع مصالحها مع مصالح الوطن و التي تزيد من تعقيدات المرحلة وقراءة الخارطة السياسية التي تمر بها البلاد وهي مرحلة مفصلية وتاريخية خاصة بعد الثورة المفاهيمية والاخلاقية الكبري والشاملة لكل الشعب السوداني التي اطاحت براس النظام الشمولي الذي ظل جاثما علي صدر هذا الوطن العزيز وغيب البلاد شعبا وحكومة عن الدور الاقليمي والدولي واعاد عجلة تقدم البلاد الي الوراء كثيرا في ظل هذه التعقيدات يحاول كل ابناء الوطن بمختلف تكويناتهم السياسية والاجتماعية والمدنية اكبرها تجمع (قحت) والحادبين علي مصلحة السودان من الاصدقاء الدوليين والاقليمين ودول الجوار رسم ملامح وطن جديد يسع الجميع يضع اولويات البلاد والمواطن في مقدمتها ووضع خارطة عمل تستوعب كل قضايا الوطن وحلها من جذورها حلا شاملا يشارك فيه كل السودانين حركات مسلحة وقوة مدنية وسياسية مستلهمين بتاريخ السودان العريض اخذين الدروس والعبر من ثورات السودان الشعبية وارث النضال الثوري السلمي و المسلح وكذلك الاستفادة من تجارب دول الجوار والدول الاقليمية في عملية انزال اهداف ومبادئ الثورة على ارض الواقع ومحاربة الثورات المضادة لبناء دولة مدنية محايدة مستقره متجاوزين كل عقبات الماضي والخروج من الدائرة الشيطانية التي اعقبت استقلال السودان الي اخر حكومة شمولية
ونرى ان ما دمره الحكم الشمولي خلال فترة حكمه الطويلة يتطلب منا جميعا كجيل يدفعه الهم الوطني ان نضع ايدينا فوق بعض وان نسخر تلك القوة التي اسقطت الحكم الشمولي البائد لبناء الدولة المدنية باسس سلمية تتماشي مع تطلعات شعبنا وتحقق طموحاته واحلامه ورغباته التي خرج من اجلها عبر وضع برامج عملية تبدأ باولويات الامور والقضايا وفق جدولة مدروسة وان يعمل الجميع بمنطلقات وطنية خالصة وان يكون الهم الوطني الدافع الآۆلْ والاخير لانجاز المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا اذ ان هذه المرحلة لٱ تقل اهمية عن استقلال الوطن ويعتبر الكثيرين ان هذه فرصة تاريخية لتوحيد رؤي وجهود كل ابناء السودان للعمل معامناجل هذا الوطن وانسانه.
ونرى ان اولويات المرحلة العاجلة احقاق الحريات وارثاء قيم الديمقراطية والسلام وتعزيز روح الوطنية ورفع وعي المواطن السوداني المغيب لفترة طويلة عن المشهد السياسي وان ينتقل وعي المدن الي الارياف والقري والفرقان حتي نشهد بذلك تحول ديمقراطي حقيقي ومجتمع مدني كامل الدسم ومشاركة سياسية ايجابية للكل تتزامن معها دعم وحدة السودان ترابا وشعبا وفتح حوارات عميقة وصادقة وجادة مع اخوتنا في جنوب السودان خاصة ودول الجوار لخلق علاقات حسن جوار تحترم فيها سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الا عبر المعايير الدولية والمصالح المشتركة لشعوب المنطقة،
ولا يخفى على احد متابع لشؤون السودان ومآلات الراهن المعقدة ان ما مرت به البلاد من حروب وفتق للنسيج الاجتماعي والثقافي لشعبنا الباسل نراه جليا في الوثيقة السياسية التي تم التوقيع عليها بين المجلس العسكري وقوى قحت اعطى اولوية لقضايا السلام وايقاف الحرب في مناطق دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وعليه وجب علينا بناء ما دمرته الحرب وازالة اثارها والاعتراف الكامل بكل المكونات الثقافية والتعدد الديني والثقافي واللغوي والتاريخي ..الخ واعتباره ارضية خصبة للتعايش السلمي وانشاء مجتمع حضاري وثقافي معافى ومسالم.
وكما هو معلوم ان البلاد تعاني من اشكاليات اقتصادية وديون خارجية مثقل بها الوطن تحتاج الي اصلاح اقتصادي شامل خلال المرحلة المقبلة اخذين في الاعتبار المناطق الاكثير ضررا بالحرب والنزاعات ووضع اسس واستراتيجيات تتوافق عليها جميع الاطراف تتبنى نظريات اقتصادية وخطط اسعافية عاجلة تتضمن وتشمل تحسين العيش الكريم لهذا المواطن في المقام الاول.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.