آخر الأخبار
The news is by your side.

الصادق المهدي: “الولاة حيلقوا الولايات حصان بدون سرج ولا لجام”

الصادق المهدي: “الولاة حيلقوا الولايات حصان بدون سرج ولا لجام”

حاوره/ ضياء الدين بلال

قبل أقل من ساعة من عقد المؤتمر الصحفي لقيادة حزب الأمة ، لإعلان موقف الحزب من تعيين الولاة المدنيين، كان علي طرح اسئلة الساعة على السيد الإمام الصادق المهدي زعيم الحزب.
وللإمام سعة ورحابة مشهودة في تقبل الاسئلة ووجهات النظر الأخرى دون ضيق أو استنكار، مما لا يتوفر لكثير من القيادات السياسية التي تسعد بطرح الاسئلة الناعمة ويضيق صدرها بما يتجاوز ذلك.
هذا عهدنا بالسيد الصادق المهدي منذ عشرين عاماً أجرينا خلالها معه العديد من الحوارات.
وهذا ما يشجعنا للمضي أبعد في اختبار ذلك الصبر الجميل عبر هذا الحوار.

سيد الصادق هل وضعكم رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، أمام الأمر الواقع بإعلانه تعيين الولاة ؟
هذا ما حدث نحن تفاجأنا رغم أننا سلمناه رؤيتنا عبر وفد رفيع المستوى بقيادة نائب رئيس الحزب صديق إسماعيل والأمين العام.
وأخبروا حمدوك بعدم دخولهم في ترشيحات أو تعيينات للولاة قبل الاتفاق على مبادئ واضحة، منها وضع قانون يحدد صلاحياتهم.
حتى لا يجدوا الولايات حصاناً بدون سرج ولا لجام .

لكنكم قدمتم قائمة مرشحين وطالبتم بتسع ولايات؟

لم نرشح أي والٍ من عضوية حزبنا.

هل ستطلبون منهم الانسحاب؟

نعم، وإن قبلوا الاستمرار فإنهم يمثلون أنفسهم.

ما تفسيرك لخطوة رئيس الوزراء ؟

(أمشي أسالو) …!

رغم أن حمدوك قال للجنتنا إن القانون المقدم من جانبكم يعتبر الأفضل، لكنه تجاوز الأمر، وقام بتعيين الولاة دون أن يحسم أمر القانون.

ولكن سيد صادق حزبكم دائماً ما يرفض في البدايات ولكنه سرعان مايتنازل عن موقفه؟

= بشيء من الضيق=

قال: نتنازل في شنو ؟
من قبل أعلنتم تجميد عضويتكم في قوى الحرية والتغيير ولكنكم مواصلين ومشاركين في الاجتماعات ؟
لا لا..
هذا غير صحيح نحن ما زلنا مجمدين عضويتنا في تحالف قوى الحرية والتغيير وما يجري حالياً تنسيق في مواقف معينة ولكن الحزب جمد موقفه لاسباب، فنحن طرحنا العقد الاجتماعي وأكدنا أنه لا عمل إلا عبر العقد الاجتماعي.

لكنكم تعلنون التجميد، وتظل عضوية حزبكم ناشطة داخل قوى الحرية والتغيير وهياكلها؟

نحن فقط على اتصال مع الحكومة في أمور محددة ولكنا غير ناشطين في قوى الحرية والتغيير.

خذ مثلاً، صلاح مناع ممثلكم في لجنة التفكيك ؟
صلاح يمثل حالة خاصة لجهة دخولهم في التزامات، ولكن كل عضوية الحزب لم يعد لها وجود في قوى الحرية والتغيير.

سيد صادق هناك من يرى أن مناع يملك كروت ضغط على الحزب، لذلك لا يستجيب لقراراتكم ؟
= مستنكراً=
قال: (كيف الكلام ده)؟!!

صلاح عضو في الحزب ومثل في اللجنة بهذه الصفة ولكن إجراءات التفكيك التي بدأت حتمت التزامات يصعب الفكاك منها .
والأمر معقد حيث إن إجراءات إزالة التمكين ما كان لها أن تتم عبر لجنة وإنما مفوضية وهذه أول الأخطاء.
ثانياً/ اتخاذ إجراءات فيها تصرفات إدارية في وقت كانت تحتاج إلى قرارات قضائية وحالياً نناقش كيفية معالجة هذا الواقع بأخطائه.
لكن هناك من يرى أن اللجنة في طريقها إلى التحقيق مع أشخاص من حزب الأمة أو من لهم صلة بالحزب لذلك أنتم تهاجمونها ؟

قال: هذا كذب.
حزب الأمة حزب مبدئي ومبادئنا هذه منعتنا من قبول عرض النظام السابق الذي ساومنا باقتسام السلطة وكنا نرفض، وصلاح مناع دخل اللجنة بصفته الحزبية.

هل صحيح أن صلاح مناع كان من أبرز الممولين للحزب في فترة المعارضة؟
أبداً هو انضم للحزب مؤخرا، نعم هو ساهم في الحزب وغيره يساهم ولكن ليس لحد أن يطلق عليه ممول الحزب.

أنتم كغيركم تسعون للجمع بين الحكم والمعارضة ؟

أبداً نحن موقفنا واضح من الأول ونحنا مؤيدين الفترة الانتقالية والوثيقة الدستورية ولكن لاحظنا أن الوثيقة ناقصة بحيث إنها أعطت أعضاء مجلس السيادة صلاحيات تنفيذية وهذا تناقض ولذلك لا بد من الانتقال من وثيقة دستورية إلى دستور انتقالي وقدمنا مشروع الدستور الانتقالي لجبر كسور الوثيقة الدستورية.

أنتم تريدون الاستفادة من وجود منسوبيكم في المناصب دون أن تتحملوا التكلفة السياسية لفشلهم؟

غير صحيح تماماً و…..
=مقاطعة=

دكتور إبراهيم البدوي وزير المالية السابق، نفى الحزب صلته به، ولكن بعد إقالته ظهر حزب الأمة مناصراً له ؟
كل هذا كلام فارغ …

حزب الأمة لم يرشح البدوي وإنما حمدوك هو من قام بترشيحه لجهة العلاقة بينهما ونحن لم ننف صفته كحزب أمة لأنه إنسان مؤهل، ولما حدث الإشكال هو تصرف بعيداً عن الحزب واعتبر أن صلاحياته كوزير مالية اعتُدى عليها ولم نقل إننا سنثنيه عن قرار الاستقالة.
وأنا خاطبته قائلا: ( لو كنت قادراً على الاستمرار وضامناً عدم التدخل في صلاحياتك استمر).

ولماذا جاء إليكم بعد الاستقالة، هناك حديث بأن الحزب استفاد من وجوده في المالية؟

هو حزب أمة من الأساس وعضو ملتزم، ولكن لم نرشحه ولم نعتبر أن هناك محاصصة، والبدوي لم يفدنا في شيء وأنا حكمت السودان أربع سنوات و(ما شلت تعريفة) وسمعتنا المالية مفروض تكون وما زالت ناصعة البياض.
لماذا حاول البعض الربط بينكم وبين شركة الفاخر المشبوهة، وكيف تفسر وجود القيادي الشاب في حزبكم (محمد فول) بمكتب البدوي؟

هذا كله أكاذيب..
ولا صلة لنا بها وعلى امتداد تاريخ حكمنا كنا مثال للنزاهة، وأنا لا أعرف الفاخر هذه ولم أسمع بها، محمد كادر سوداني وإن عمل مع البدوي.
فهو لم يعمل بتكليف من الحزب، والأمر تم بصورة شخصية بعيداً عن أي محاصصة أو اختيار حزبي.

هناك حديث عن تغييرات مالية كبيرة طرأت على حزب الأمة بعد سقوط النظام ؟
حزب الأمة على مدى 30 سنة يمول نفسه بنفسه، رغم أننا حاربنا وناضلنا واستمر الحزب بدوره وسياراته وصحيفته.
لا البعض يتحدث عن دعم خارجي تلقاه الحزب من بعض الأطراف، وهناك حديث عن عدم شفافية تمويل الأحزاب؟

نحنا مستمرين على مدى 30 سنة نعارض النظام ” أنا بدخل وبمرق من السودان” ومشترك في أنشطة عالمية كثيرة، ونعقد مؤتمرات قاعدية وعامة ومؤتمرات عالمية.
حديث الشفافية واحد من تشوهات الأوضاع في البلاد ونحن نرى أن تمول الدولة الأحزاب لأنها وجه من أوجه العمل العام.

نقر بأن تمويلنا يعتمد على النفير. رغم أن دورنا صودرت ورغم ما جرى إلا أن الإغراءات لم تؤثر علينا.

=صمت فترة =

ثم قال: في انتخابات 2010 حين قررت الترشح قبل أن نكتشف حقيقة ما يجري ونخرج منها لأنها فقط تعطي شرعية للبشير.

أرسل لي البشير بعد ذلك طالباً تنازلي له وإعلان ذلك، مقابل 10 ملايين دولار في إطار بحثه عن شرعية ورفضت ذلك.

ولكن هنالك حديث أن البشير كان يدعمكم من خزينة الدولة؟!

الحقيقية هي أن النظام السابق صادر دارنا و150 سيارة، وبعد المصالحة شكلنا لجنة مشتركة واللجنة قررت أن ما يستحقه حزب الأمة 4 ملايين دولار ونصف.
الحكومة رفضت دفعها بحجة أن المبلغ كبير لكنهم قالوا إن التسديد سيكون عبر دفعيات ورغم ذلك لم يبلغ مجمل المدفوع ما يقارب المليون دولار ” بالمجادعة”.

هل كان تسليم المبالغ يتم عبر أوراق رسمية؟

هذا أمر يخصهم…..

هل صحيح أن السودان أصبح مسرحاً للمخابرات العالمية؟
=ضحك=
قال : (ما دام هناك حرية فالكل ” بيسوط).

كيف نحمي الدولة من أجندة المخابرات الخارجية؟

لو كانت هناك حكومة قوية وإدارة بقيادة واعية فإنها تكون قادرة على سد الثغرات لكن للأسف فالحكومة تمت بطريقة عفوية فهناك ضعف في الفترة الانتقالية كلها.
هل سمعت ما يقوله الرئيس التونسي قيس السعيد وحديثه عن وجود مؤامرات في المنطقة ضد أي توجه نحو الديمقراطية.
الديمقراطية في السودان ستجد خصوماً ومن يحاول الاصطياد، ولكن في النهاية ليس هناك حل سوى وجود حكومة قوية وأجهزة أمنية قوية.

السوداني

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.