آخر الأخبار
The news is by your side.

الشعر خبز القلب… (الأميرة تنتظر)

الشعر خبز القلب… (الأميرة تنتظر)

بقلم: ناصر عراق

في مسرحية (الأميرة تنتظر) يقول مؤلفها الشاعر الرائد المجدد صلاح عبدالصبور (الضحك خبز القلب)،

ونستطيع بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي يحل في 21 مارس من كل عام أن نبدل الكلمة الأولى لتغدو الجملة هكذا (الشعر خبز القلب)،

ذلك أن المرء الذي يتذوق الشعر يصبح ذا مشاعر إنسانية فياضة تجعل قلبه أكثر رهافة، فينبذ الكراهية ويخاصم الشر على قدر طاقته.

توثقت علاقتي بالشعر منذ الطفولة، فقد حظيت بأسرة عاشقة للأدب والفن والثقافة، لذا أذكر جيدًا أن الوالد الكريم عبدالفتاح عراق كان يشرح لي، وأنا في العاشرة، معاني قصيدة شوقي (مضناك جفاه مرقده) التي يترنم بها عبدالوهاب،

كما كان شقيقي الأكبر المرحوم المحاسب إبراهيم يحضني على استيعاب قصيدة (ثورة الشك) التي تشدو بها أم كلثوم، وأذكر أيضا كيف بسط لي معنى البيت الذي يقول (وكم طافت عليّ ظلال شك/ أقضت مضجعي واستعبدتني).

أما شقيقي المهندس فكري، رعى الله أيامه ولياليه، فكان يتلو على مسامعي قصائد شوقي التي خصصها للأطفال مثل (الليث والضفدع)، و(برز الثعلب يومًا)، وغيرها، ويتفنن في شرح جمالياتها موضحًا براعة شوقي الخارقة.

حتى شقيقتي الكبرى المرحومة الدكتورة ماجدة كان لها نصيب معتبر مع الشعر،

وأذكر أيضًا كيف كانت تشرح لي القصائد التي تتغنى بها أم كلثوم وفيروز مثل (سلوا كؤوس الطلى)، و(سلوا قلبي)، و(نهج البردة)، و(أغار من نسمة الجنوب)، و(يا عاقد الحاجبين) وغيرها.

كذلك لا يمكن لي نسيان حصافة شقيقي الأكبر المرحوم فوزي وهو ينبهني إلى الأداء الدافئ لعبدالحليم حافظ وهو يغني قصائد (لقاء)، و(لا تلمني)، و(ربما)، و(سمراء يا حلم الطفولة) وغيرها…

كل هذه المائدة العامرة بالقصائد انفعلت بها واستوعبتها وحفظتها وأنا لم أتجاوز عامي الحادي عشر بعد!.

ومرّت الأيام، وعبرت بحر المراهقة لأصل إلى الشاطئ الأول للشباب مدججًا بغرام طاغ بالشعر وفنونه،

وهكذا وجدتني أفتش على دواوين الشعراء في معرض الكتاب او عند باعة الكتب القديمة بسور الأزبكية.

وهكذا أيضا التهمت جلّ ما كتبه صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي ونزار قباني ومحمود درويش وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمد مهران السيد وعفيفي مطر وغيرهم كثير.

ثم دارت الأيام، وغادرت القاهرة إلى دبي، وشاركت في تأسيس مجلة الصدى، وتوليت رئاسة القسم الثقافي بها ست سنوات ونصف العام،

ثم أسسنا مجلة دبي الثقافية وظللت أدير تحريرها ثماني سنوات كاملة، أطلقنا خلالها جائزة كبرى للشعر، وهكذا تعرفت عن قرب إلى شعراء كبار من الدول العربية كافة،

وقد زارني في مكتبي بدبي الثقافية أكابر شعرائنا العظام أمثال حجازي وأدونيس وعلى جعفر العلاق وشوقي بزيع وأمجد ناصر وغيرهم.

كما التقيت محمود درويش وعبدالعزيز المقالح ومحمد علي شمس الدين وأحمد عنتر مصطفى وأحمد الشهاوي وجميل داري وعارف الساعدي وحسن المطروشي وعبده وازن وبشير رفعت وسامح محجوب وياسين عدنان وأحمد حسن وجواد الحطاب وغيرهم عشرات.

حقا… ما أجمل الشعر، وما أروع الشعراء.

الصورة:

مع الشاعر الكبير الأستاذ أحمد عبدالمعطي حجازي في أحد المعارض عام 2014 بالقاهرة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.